رووداو ديجيتال
قتل سوريان في قصف إسرائيلي قرب دمشق استهدف حزب الله اللبناني، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد الإبلاغ عن هجوم إسرائيلي آخر في وقت سابق.
وقال المرصد، الأربعاء (22 تشرين الثاني 2023)، إن المطارين الرئيسيين في سوريا ما زالا مغلقين بعد شهر من تعرضهما لضربات إسرائيلية متزامنة أخرجتهما عن الخدمة، وهو أطول إغلاق من نوعه منذ اندلاع النزاع السوري.
وأفاد المرصد صباح الأربعاء عن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مقراً لحزب الله اللبناني في ريف دمشق.
وقصفت إسرائيل بعد ظهر الأربعاء مزرعة تابعة لحزب الله في محيط دمشق، وفق المرصد الذي أفاد لاحقا بمقتل سوريين "يعملان مع حزب الله".
ومنذ بدء النزاع، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، طالت أهدافاً للجيش السوري وأخرى لمجموعات موالية لطهران، بينها حزب الله اللبناني.
وقال مصدر عسكري سوري، وفق بيان نشره الإعلام الرسمي "حوالى الساعة 15:10 (12:10 ت غ) بعد ظهر اليوم، نفذ العدو الصهيوني عدواناً جوياً بصاروخين.. مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق".
وأوضح أن "وسائط دفاعنا الجوي تصدت للعدوان وأسقطت أحد الصواريخ واقتصرت الخسائر على الماديات".
من جهتها، حذّرت وزارة الخارجية السورية من "مثل هذه الأفعال الإجرامية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة".
في حين لا يزال مطاري دمشق الدولي الأكبر والرئيسي في البلاد، وحلب الدولي، مغلقين أمام الرحلات الجوية، رغم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمدرجات منذ القصف الإسرائيلي، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، الأربعاء (22 تشرين الثاني 2023).
وكانت جميع الرحلات من وإلى مطار دمشق الدولي، متوقفة منذ 22 تشرين الأول، جراء ضربات إسرائيلية طالت مدرجاته الرئيسية، بينما أدت ضربات مماثلة في اليوم ذاته، إلى خروج مطار حلب الدولي من الخدمة، وفق ما أعلنت وزارة النقل السورية حينها.
التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا، يأتي في سياق توترات حادة تشهدها المنطقة، على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، والتي استقطبت فصائل عدة في سوريا ولبنان والعراق، تندرج ضمن ما يسمى بـ "محور المقاومة" الذي تقوده إيران.
في سياق متصل، كانت القوات الأميركية قد نفذت فجر الثلاثاء (21 تشرين الثاني 2023)، ضربة جوية لشاحنتين غرب بغداد، قال مسؤول أميركي أنها استهدفت جماعة نفذت هجوم على قاعدة عين الأسد غرب محافظة الأنبار، والتي تضم قوات من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، إلى جانب قوات أميركية.
الهجوم بحسب التأكيدات الأميركية أصاب هدفه وخلف إصابات، وهو ما أكدته جماعة تطلق على نفسها مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، قائلة إنه (أي الهجوم الأميركي) أدى لمقتل أحد أفرادها المدعو فاضل المكصوصي، حامل الاسم الحركي (سيد رضا).
فيما كان هجوم "المقاومة" على قاعدة عين الأسد قد تسبب بإصابة 8 عناصر، بحسب ما أوردته المصادر الأميركية، قبل أن يتجدد استهداف قاعدتي عين الأسد والشدادي في العراق وسوريا نهار الثلاثاء، قالت "المقاومة الإسلامية" أنه ثأرا لمقتل المكصوصي ونصرة لأهالي غزة.
واستمرارا لحالة التصعيد، عادت القوات الأميركية لتنفيذ سلسلتين من الضربات فجر الأربعاء، في العراق ضد مسلحين، حسب أول إعلان أميركي رسمي، مشيرا إلى أن ذلك "ردا على عشرات الهجمات الأخيرة ضد القوات في المنطقة".
جاء في البيان الأميركي "حتى هذا الأسبوع كانت الولايات المتحدة مترددة في الرد في العراق بسبب الوضع السياسي الدقيق هناك"، مبينا أن الغارة التي وقعت مساء الثلاثاء استهدفت منشأتين في العراق، حيث كانت الضربات ردا مباشرا على الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف من قبل إيران والجماعات المدعومة من إيران".
الهجوم أسفر عن "مقتل عدد من المسلحين من الفصائل، وتدمير مركز عمليات كتائب حزب الله بالقرب من جرف الصخر"، وفق ما نقلته رويترز عن مسؤول أميركي، أشار إلى أن "القوات الأميركية تعرضت لهجوم في قاعدة جوية غربي بغداد، وردت طائرة عسكرية أميركية من طراز AC-130 دفاعا عن النفس".
تأكيدا على ذلك، قالت كتائب حزب الله العراقية التابعة للحشد الشعبي، في بيان الأربعاء (22 تشرين الثاني 2023)، أن "جريمة القصف الأميركي لمقرات الحشد فجر اليوم والتي ارتقى فيها 8 شهداء، ما مرت ولن تمر دون عقاب، وهو ما يستدعي توسيع دائرة الأهداف إذا ما استمر العدو بنهجه الإجرامي".
من جهتها الحكومة العراقية نددت بالقصف الأميركي الأخير الذي طال جرف الصخر، عادة إياه "تصعيدا خطيرا فيه تجاوز مرفوض على السيادة العراقية، وتجاوزا من قبل التحالف الدولي لمهام محاربة داعش، ومحاولة للإخلال بالوضع الأمني الداخلي المستقر".
يأتي ذلك في وقت تكثف فيه فصائل "المقاومة" في العراق، استهدافاتها للقوات الأميركية في سوريا والعراق، في إطار دعمها للمقاومة الفلسطينية التي تخوض معارك مع القوات الإسرائيلية التي تشن حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 47 يوما، وردا على "الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل".
في غضون ذلك، تعرضت القوات الأميركية منذ 17 تشرين الأول، وحتى الآن إلى 66 هجوما في العراق وسوريا، بحسب ما أعلنته نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، سابرينا سينغ، مشيرة إلى أن تلك الهجمات أسفرت عن 62 إصابة "لكن هذا لا يشمل أي إصابات ناجمة عن الهجوم الذي وقع الليلة الماضية"، بإشارة لآخر استهداف ردت عليه القوات الأميركية ببغداد.
وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق في إطار جهودها لمكافحة تنظيم داعش الذي كان يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين قبل أن تدحره قوات محلية مدعومة بضربات جوية نفّذها تحالف دولي قادته واشنطن.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً