"المحيبس".. لعبة تُشعل أمسيات بغداد وتنافس كرة القدم بشعبيتها خلال رمضان

أمس في 01:45
رووداو
المحيبس".. لعبة تُشعل أمسيات بغداد
المحيبس".. لعبة تُشعل أمسيات بغداد
الكلمات الدالة بغداد
A+ A-

رووداو ديجيتال

في أمسيات شهر رمضان، تتحول ساحات بغداد، لا سيما ملعب الشعب، إلى مسرحٍ لحماسةٍ تراثية خالصة، مع انطلاق مباريات "المحيبس" اللعبة الشعبية العراقية التي ما تزال تحتفظ ببريقها رغم مرور قرون على نشأتها، وتستقطب جمهوراً واسعاً من مختلف الأعمار، لتصبح طقساً رمضانياً يضاهي في شعبيته مباريات كرة القدم.

"المحيبس" هي لعبة جماعية تقليدية تعتمد على الحدس والمهارة، حيث يتنافس فريقان في محاولة لاكتشاف الخاتم (المحيبس) الذي يخبئه أحد لاعبي الفريق الخصم داخل قبضته، بينما يحاول بقية الفريق التمويه والتمثيل لإرباك الفريق الآخر، وعلى الرغم من بساطة اللعبة، إلا أنها تنطوي على قدر كبير من الإثارة والتفاعل الجماهيري، مما يجعلها جزءاً من ذاكرة العراقيين الرمضانية.

يقول جاسم الأسود، رئيس اللجنة المركزية للعبة المحيبس، إن "المحيبس لعبة عراقية بحتة. يُقال إنها كانت تُلعب قبل 300 إلى 400 عام في الديوانيات، ثم تطورت في مختلف المناطق حتى أصبحت تُلعب في البطولات الرسمية". 

ويضيف أن اللعبة لم تعد مقتصرة على العراق، بل بدأت بالانتشار في بعض الدول العربية مثل الكويت، وحتى في إيران، مؤكداً: "منذ أن أصبحنا مؤسسة رسمية، نطمح إلى توسيع نطاق الأنشطة لتشمل دولاً عربية أخرى".

وإيماناً بقيمتها الثقافية، عملت وزارة الشباب والرياضة العراقية على تأطير اللعبة رسمياً، كما يوضح نجم عبد، مدير إدارة الأنشطة الرياضية في الوزارة، قائلاً: "وضعت وزارة الشباب والرياضة قواعد وأسساً لإضفاء الطابع الرسمي على اللعبة وتحويلها إلى لجنة مسجلة ضمن الوزارة، ومن ثم يمكن أن تصبح اتحاداً إذا تمكنا من تقصير مدة اللعبة. كما أُضيفت إلى قائمة ألعاب التراث التابعة لليونسكو".

أما من الميدان، فيؤكد باقر الكاظمي، قائد فريق الكاظمية، على الشعبية الكبيرة التي تحظى بها اللعبة، قائلاً: "كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العراق، وتليها المحيبس مباشرة. لا تضاهيها أي لعبة أخرى في الحضور أو التفاعل".

تعود المحيبس اليوم بقوة إلى ساحات بغداد، حاملة معها عبق الماضي وروح التحدي، في مشهد يعكس حرص العراقيين على التمسك بتراثهم الغني، وإحياء طقوسه بأبهى صورها، لتتحول الليالي الرمضانية إلى احتفال جماهيري تملؤه المتعة، والحنين، والانتماء.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

العمل في مدينة نمرود الأثرية

جمع 35 ألف قطعة.. جهود عراقية أميركية لإحياء مدينة آشورية دمرها داعش

على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب مدينة الموصل، تقع نمرود، المدينة الآشورية العريقة التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، والتي كانت في عصرها الذهبي عاصمة للإمبراطورية الآشورية ومركزاً حضارياً بارزاً في المنطقة.