رووداو ديجيتال
داخل أسواق بغداد القديمة، يعمل أحمد ذو الأربعة عشر عاماً ليعيل عائلته، بعد ما ترك مقعده الدراسي، يقضي وقته في السوق منذ ساعات الصباح الأولى حتى منتصف النهار، لا يفكر سوى بعمله ومعيشته.
يقول الطفل أحمد حسام: "تركت دراستي في الصف الأول المتوسط، لأعيل أهلي لا أريد أن أدرس، وأطمح بفتح مشروع بمفردي فقط".
وأضاف: "أنوي العودة إلى دراستي لأنني لا أحبها، فأنا كنت مهمل لها لا أحبها، والعمل أفضل لي".
أحمد يستيقظ عند الساعة الرابعة فجراً ويعمل حتى وقت إغلاق العمل، "أعود الى المنزل أنام حتى اليوم التالي، نعمل أنا وأخي لنعيل عائلتي الفقيرة، وهذا هو وضعنا".
وزارة التخطيط المعنية بالإحصائيات تقول إنها بانتظار نتائج المسح الاقتصادي والاجتماعي للأسرة في العراق، والتي ستكتمل منتصف العام الحالي، لكنها تشير إلى وجود نسبة عالية لانخراط الأطفال في الدراسة الابتدائية.
المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، قال: "نتحدث عند وجود مثل هذه الحالة، ولكن كنسب وكمؤشرات غير متوفرة الآن وبانتظار نتائج المسح".
وأضاف: "لكن مايؤشر لنا خلال السنوات الأخيرة أن هنالك زيادة في نسبة الالتحاق الصافي في الدراسة الابتدائية مع انخفاض نسبة التسرب".
حيث بلغت نسبة الالتحاق الصافي بالدراسة بحسب الهنداوي "حوالي 94 - 95 %مقابل 5 - 6 % نسبة التسرب خصوصاً في السنوات الثلاث الاخيرة" وهذا جاء متأثراً بحالة الاستقرار التي يشهدها العراق إضافة إلى الدعم الحكومي للأسر الفقيرة.
رغم ذلك إلا أن تقارير حقوقية تشير الى وجود مليون طفل عراقي في سنّ الدراسة داخل سوق العمل، إضافة إلى أن 30% من الأسر العراقية لديها أطفال يعملون لقاء أجر يومي في وظائف مؤقّتة ومنخفضة الأجر، في ظلّ ارتفاع نسبة الفقر وصعوبة المعيشة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً