هل تخرج "فصائل المقاومة" من عباءة الحكومة العراقية وتشارك بالحرب ضد اسرائيل؟

21-10-2023
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة الفصائل المسلحة العراق غزة اسرائيل
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

كثرت مؤخراً الأنباء عن تدفق مزيد من مقاتلي "فصائل المقاومة" العراقية إلى سوريا ولبنان، بالتزامن مع مزاعم تشير إلى تشكيل "غرفة عمليات للمقاومة" من عدة بلدان، إلى جانب حركة حماس الفلسطينية، لكن التأكيد عن دخول هذه الفصائل في القتال مع حماس ضد اسرائيل بشكل رسمي، "أمر مستبعد" وفق مسؤولين وخبراء أمنيين.
 
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اشتعل في أعقاب هجوم شنه مسلحو حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول الجاري، فيما أرسلت واشنطن حاملة طائرات ومجموعة قتالية مصاحبة لها في شرق البحر المتوسط، ومن ثم أرسلت حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة، في وقت عزت الإدارة الأميركية الخطوة إلى "الردع" وليس "الاستفزاز".
 
مدونون مقربون من فصائل "المقاومة" في العراق، نشروا صوراً لقيادات ميدانية لها من الأراضي اللبنانية، من بينها صورة لقائد "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، يجري الحديث عن انها على الحدود اللبنانية المتاخمة لاسرائيل.
 
ومؤخراً، أجرى أمين حركة "النجباء" في العراق أكرم الكعبي، وهي أحد فصائل "المقاومة" في العراق، اتصالاً هاتفياً مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، فيما لم تتوفر معلومات عن فحوى هذا الاتصال او تفاصيله.
 
تدخل العراق بالحرب يحتاج لقرار حكومي وتأييد شعبي
 
بهذا الصدد، يقول القيادي في ائتلاف دولة القانون حيدر اللامي، لشبكة رووداو الاعلامية: "أشجب وأستنكر كل الاعمال الوحشية التي تقوم بها اسرائيل اللقيطة على الشعب العربي المسلم أمام أنظار الأمم المتحدة وأمام جميع الجمعيات الدولية وأمام البرلمانات العربية وأمام أعين الجامعة العربية والمجتمع الاسلامي وأمام الاتحاد الاوروبي، لذلك هذا عمل اجرامي يصنف كإبادة بشرية من الدرجة الأولى".
 
ويوضح حيدر اللامي أن "العراق تدخل سياسياً في هذه القضية، ويضغط من أجل إنهاء حمام الدم هذا والاعتداء الكبير المتمثل بقتل الشعب الفلسطيني وقتل شيوخ ونساء واطفال وشباب وهدم البنية التحتية لغزة ومحاولة تهجير الشعب الفلسطيني مرة أخرى"، مؤكداً أن "العراق يقف بالضد أمام هذه الحملات وخلفه جماهير الشعب العراقي".
 
ويرى حيدر اللامي أن "التدخل العسكري أمر آخر، فهنالك مواثيق دولية بين العراق وبين عدة جهات ودول، منها الناتو ومنها الاتفاقية الامنية مع اميركا، وكثيراً من الامور ليس من الممكن اتخاذ قرار ستراتيجي وكبير بصددها، وهي تحتاج الى تأييد جماهيري والى تصويت برلماني والى قرار من مجلس الوزراء، وهو أمر صعب".
 
أما بخصوص دور الفصائل المسلحة، يوضح حيدر اللامي انها "موجودة في العراق، وهي تعمل منذ اكثر من 20 عاماً، أمام هذه القضية من خلال مقاومة الأميركان في العراق ومقاومة القوى الظلامية مثلما فعلت النجباء وعصائب اهل الحق في سوريا"، لافتاً الى أن "الحكومة العراقية ملتزمة بجميع قراراتها ومعاهداتها التي ابرمتها مع الدول".
 
الحكومة العراقية وعلى لسان المتحدث باسمها باسم العوادي، سبق أن اصدرت بياناً حول ما يجري في غزة، اتهمت فيه "قوات الاحتلال الصهيوني" بارتكاب "مجزرة في غاية التحلل من كل الالتزامات الأخلاقية والإنسانية، عبر قصف المستشفى المعمداني وسط قطاع غزة المحتل، بما تسبب في استشهاد المئات من الأطفال والنساء والمصابين والجرحى".
 
الحكومة العراقية أعلنت الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية العراق لمدة ثلاثة أيام، "ولاءً وإكراماً للأرواح البريئة التي سقطت ضحية الصمت الدولي قبل أن تسقط ضحية لنار العدوان الهمجي".

 

قصف اسرائيلي على غزة

 
غرفة عمليات مشتركة للفصائل في أربعة بلدان
 
من جانبه، يقول الخبير العسكري والباحث في الشأن السياسي والستراتيجي أمير الساعدي، لشبكة رووداو الاعلامية ان "الحكومة العراقية ثبّتت من الناحية الرسمية موقفها بأن قضية فلسطين هي قضية مركزية، وجاء ذلك على لسان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في زيارته الاخيرة الى موسكو ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حاول ان يحفز الرئيس الروسي في أخذ موقف أكثر دعماً ومساندة للقضية الفلسطينية عبر مجلس الامن الدولي".
 
وينوه أمير الساعدي الى أن "مواقف العراق على لسان رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب وباقي مفاصل الدولة والكثير من الجهات السياسية والزعامات وجهات دينية ومسؤولين في المجتمع، كانوا رافضين لهذا القتل العشوائي والبربري من قبل الكيان الاسرائيلي وعدم استطاعة العرب لحد الان الاجماع على تمرير مساعدات عاجلة عبر منفذ رفح للوصول الى غزة".
 
ويلفت الى ان "الموقف غير الرسمي المتمثل بالفصائل أعلنت الانتماء الى المقاومة ورفض كل ما يسمى احتلال، إن كان في فلسطين أو غيرها، وهي نسقت عبر التنسيقية لفصائل المقاومة في أربعة بلدان وكوّنت غرفة عمليات مشتركة في اليمن وفي العراق وفي سوريا وفي لبنان، حيث بدأت بعملية ارسال رسائل واضحة عبر اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على بعض المصالح والقواعد التي تتواجد فيها الولايات المتحدة الاميركية وعلى بعض المناطق، التي على اقل تقدير، في الحدود المشتركة بين لبنان وفلسطين وبين سوريا وفلسطين".
 
ويشير الى ان "فصائل المقاومة قامت بارسال طائرات مسيّرة من اليمن باتجاه البحر الاحمر ثم الى فلسطين"، منوهاً الى أن "الفصائل في العراق لا تمتلك المساحة الواسعة ولا القرب من الحدود الاقليمية للاراضي المحتلة، لكنها قامت بالاعلان صراحة انها ستصيب المصالح الاميركية بمقتل، في حال وجهت دعمها ومدت السلاح الى الكيان الاسرائيلي لقتل ابنائنا في غزة".
 
ويرى أمير الساعدي أن "الرد الرسمي يختلف عن الرد الشعبي، حيث أكدت من خلال صلاة جمعة وما لحقها من التجمع في اكثر من منطقة داخل بغداد والمحافظات على رفض هذا العدوان الظالم على شعبنا في غزة، وبالتالي حركت الكثير من الرأي المحلي والاقليمي، ثم فيما بعد وصولاً الى العالمية، للضغط على صانع القرار، ليس داخل الانظمة العربية وحسب، بل على صانع القرار والفواعل الدولية متمثلاً بالولايات المتحدة الاميركية والداعمين سياسياً للكيان المحتل من قبل فرنسا وبريطانيا بعد ان كانتا ملوحتين بعملية استخدام الفيتو ضد أي قرار يدين الكيان الصهيوني بعملية استهدافها للمدنيين الابرياء".
 
ويضيف أن "الكثير من المنظمات الانسانية والامم المتحدة أكدت ان هنالك خرقاً لحقوق الانسان، وهنالك جرائم حرب قد وقعت بحق الفلسطينيين في غزة ومناطق اخرى"، معتقداً أن "الموقف الرسمي يختلف عن الموقف الشعبي، ولن تكون هنالك تحركات من قبل الجهات الرسمية بل ستبقى هنالك حركات داعمة وصلت الى الحدود العراقية الاردنية، وهنالك بعض المدد قد وصل الى عمليات جهوزية وليست مشاركة من بعض الفصائل العراقية، إن كانت في سوريا او في لبنان".
 
رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وصل اليوم السبت (21 تشرين الأول 2023)، إلى جمهورية مصر العربية، وذلك للمشاركة بقمة القاهرة للسلام 2023، حيث ستكون القمة مخصصة لبحث الأوضاع الراهنة في "الأراضي الفلسطينية المحتلة"، بحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي.

 

فلاديمير بوتين ومحمد شياع السوداني

 
مقاتلة الفصائل العراقية لاسرائيل "أمر مستبعد"
 
من جانبه، يرى الخبير الامني عقيل الطائي، في تصريحه لشبكة رووداو الاعلامية، أن "ما يجري في غزة هو دمار وابادة جماعية، وهنالك نوع من السبات لضمير الأمة العربية والأمة الاسلامية"، مبيناً أنه "وبعد ضرب المستشفى في غزة هنالك نوع من الانفجار في الاعلام العربي وخاصة الشعوب العربية، ويجب ان نفصل بين الشعوب العربية وبين الحكام العرب".
 
ويرى عقيل الطائي أن "المعركة لحد الآن، هي فلسطينية بين حماس وباقي فصائل المقاومة وبين العدو الاسرائيلي"، موضحاً أن "ما حدث في جنوب لبنان وحتى من الحوثيين هو نوع من الاسناد لما يحدث في غزة، لكن لا يمكن ان يكون هنالك تحرك من الدول العربية، والأمر مستبعد جداً، الا في حالة واحدة هي اذا كانت هنالك حرب اقليمية، أي تدخل مباشر من أميركا أو بريطانيا، ووقتها ستتغير قواعد الاشتباك وتتغير المعادلات".
 
"اعتقد ان العراق او اي دولة اخرى لا يستطيع القيام بمشاركة مسلحة مع اخواننا في غزة او في فلسطين بصورة رسمية، أما فصائل المقاومة والتطاهرات على الحدود فهي هي نوع من الدعم والاسناد لأخواننا في غزة ولفصائل المقاومة الفلسطينية"، وفق الخبير الأمني عقيل الطائي، الذي استبعد أن "تكون هنالك مجاميع تحت مسمى دولة او تحت اسم اي فصيل ان تشارك بصورة علنية بالقتال مع غزة ضد اسرائيل".
 
ويذكر عقيل الطائي أن "بعض الاشخاص والافراد من دول مثل العراق ومصر ولبنان وسوريا ومن باقي الدول العربية يوجدون، لكن بصورة شخصية وليس بصور نظامية او ليس الاعلان عن فصيل معين، لذا فموقف العراق ثابت وواحد من القضية الفلسطينية، لكن لا يستطيع ان يتدخل رسمياً في هذا المجال، بينما فصائل المقاومة تستطيع ان تضرب المصالح الاميركية داخل العراق، غير أنها لا تستطيع المشاركة بعنوانها العام في هذه المعركة".
 
فجر السابع من تشرين الأول، أطلقت حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" التي توغل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر المظلات، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصاً وأسروا آخرين.
 
بعد ذلك، شنت إسرائيل حرباً جوية على قطاع غزة، حيث كثفت ضرباتها الانتقامية والسريعة على القطاع المحاصر منذ العام 2006، حيث يسكن المدنيين، مما تسبب بتدمير أجزاء واسعة من المنطقة التي يسكنها نحو مليوني شخص، وذلك بعد أن قطعت الكهرباء والمياه والمواد الغذائية والوقود عن القطاع.
 
بينما يتعرض قطاع غزة المحاصر، لغارات جوية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، لاتزال إسرائيل تؤكد على أنها تستعد لعملية برية واسعة في غزة بهدف القضاء على قوة "حماس"، وذلك في وقت أرسلت فيه الولايات المتحدة حاملتي طائرات مقاتلة للمنطقة لدعم إسرائيل وتحذير أطراف أخرى من الانخراط في الصراع.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

علم اقليم البصرة وناشطون بصريون

بصريون يخيّرون البرلمان العراقي: اقليم البصرة بحال اعتبار الزبير محافظة

حذّر ناشطون في محافظة البصرة، 550 كم جنوبي العراق، من مساعي تحويل قضاء الزبير الى محافظة، مشيرين الى أنهم بحال تم اتخاذ هذه الخطوة فستكون مطالبهم بتحويل كل أقضية البصرة الى محافظات ومن ثم المطالبة بانشاء اقليم البصرة.