رووداو ديجيتال
أعلنت الحكومة المحلية في قضاء سوق الشيوخ تشكيل غرفة عمليات لمواجهة تفشي مرض الحمى القلاعية، مع توفير كافة المواد العلاجية اللازمة للتعامل مع الحالات المصابة.
وقال قائممقام سوق الشيوخ، نبيل الموسوي، في بيان اليوم الأربعاء (19 شباط 2025)، إن "الجهات المختصة كثّفت جهودها في الرصد والتحري، إضافة إلى تنفيذ إجراءات احترازية عاجلة من قبل الفرق البيطرية المختصة لمنع انتشار المرض".
وأضاف الموسوي أنه "تم عقد اجتماع طارئ ضمّ الدوائر المعنية، حيث تم الاتفاق على استمرار عمليات الرصد والتحري عن أي إصابات أو حالات مشتبه بها، مع ضرورة الإبلاغ الفوري عنها".
كما تم اتخاذ إجراءات "صارمة" لمنع حركة المواشي وتنقلها بين المحافظات، من خلال تشديد الرقابة الأمنية على السيطرات الحدودية، على حد قوله.
ودعا القائممقام مربي المواشي إلى التعاون مع الفرق البيطرية المنفذة لحملة الرصد والتحري، من أجل حماية الثروة الحيوانية والحدّ من انتشار المرض في المنطقة.
وفي وقت سابق، حذر نقيب الأطباء البيطريين في محافظة ذي قار، علاء سمير، من تفاقم المشكلة وتأثيرها على صحة الإنسان، مشيراً إلى أن الحمى القلاعية تفتك بالثروة الحيوانية.
وقال سمير إن "هذه المشكلة تتفاقم مع مرور الوقت، حيث إن العديد من المستوصفات البيطرية تعاني من نقص في الأطباء البيطريين والمعدات والأدوية اللازمة، مما يجعلها غير قادرة على تقديم الخدمات اللازمة للحيوانات"، مبيناً أن "هذا النقص يؤدي إلى انتشار الأمراض بين الحيوانات، مما يهدد الثروة الحيوانية ويزيد من الأعباء المالية على المربين".
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم وجود رقابة فعالة على الأغذية الحيوانية والأدوية البيطرية يزيد من خطر انتشار الأمراض بين الحيوانات، وقد يؤدي إلى ظهور أمراض جديدة تهدد صحة الإنسان، أضاف.
ولفت إلى أنه "على الرغم من أهمية قطاع الثروة الحيوانية، إلا أن الحكومة العراقية لم تتخذ حتى الآن إجراءات كافية لمعالجة هذه المشكلة"، مشيراً إلى أن "هناك حاجة ماسة لزيادة الاستثمار في هذا القطاع، وتوفير الدعم اللازم للمربين، وتأهيل الكوادر الطبية البيطرية، وتجهيز المستوصفات بالمعدات والأدوية اللازمة".
ونوّه إلى أنه "يجب على المجتمع المدني أن يلعب دوراً فعالاً في توعية المربين بأهمية العناية بصحة الحيوانات، وتقديم الدعم الفني والإرشادي لهم"، مشدداً على أن "استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة للمربين، وتهديد الأمن الغذائي في البلاد، بالإضافة إلى زيادة خطر انتشار الأمراض بين الحيوانات والإنسان".
وكانت صور ومقاطع فيديو قد أظهرت انتشار عدد من جثث الجاموس والأغنام في مناطق من بغداد، ووجّه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة تحقيقية بخصوص ما أشيع عن إصابات الجاموس والأبقار بالحمى القلاعية.
من جهتها، أوضحت وزارة الزراعة العراقية، قبل ثلاثة أيام، أن الحمى القلاعية التي انتشرت بين حيوان الجاموس في عدد من مناطق بغداد لم تتجاوز نسبة الوفيات فيها 5%، وهي ضمن الحدود الطبيعية.
المتحدث باسم الوزارة، محمد عبد الرضا الخزاعي، قال في بيان إن "إصابات بمرض الحمى القلاعية حدثت لحيوان الجاموس في مناطق الفضيلية، جرف النداف، حي الوحدة، والنهروان في محافظة بغداد".
وتركزت شدة الإصابة، بحسب المتحدث باسم الوزارة، محمد عبد الرضا الخزاعي، في حيوانات الجاموس الصغيرة، مشيراً إلى أنه "مع الجهود الكبيرة التي بذلتها الفرق الصحية البيطرية، فإن نسب الإصابات بدأت بالانخفاض".
وأكد أن "جميع الأدوية والمضادات الطبية متوفرة وبكميات كبيرة في جميع المستشفيات والمستوصفات البيطرية في جميع محافظات العراق"، لافتاً إلى أن "مرض الحمى القلاعية هو مرض ينتقل بين الحيوانات فقط ولا ينتقل إلى الإنسان".
ونفى "بشكل قاطع حصول عدوى من الحيوانات التي تم استيرادها من خارج العراق، وتم التأكد من خلوها تماماً من أية أمراض وبائية بعد إجراء كافة الإجراءات الطبية البيطرية".
يشار إلى أن مرض الحمى القلاعية هو مرض متوطن في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وينشط مرة كل أربع إلى خمس سنوات في حال تحقق أحد الشروط لإعادة نشاطه، ومنها انخفاض درجات الحرارة، وفقاً للخزاعي.
فيما كانت النائبة في البرلمان العراقي، ساهرة عبد الله الجبوري، قد قالت في وقت سابق من الشهر الماضي إن "شحنة العجول المصابة بالطاعون تابعة لشركة عراقية مقربة من إحدى الجهات المتنفذة، ودخلت بأوراق مزورة بشهادة منشأ وأوراق صحيحة صادرة من اليمن".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً