رووداو تلتقي بابي رقية وعائلته
رووداو ديجيتال
تعيش عائلة ابو رقية الرجل الخمسيني منذ عشر سنوات، داخل غرفة متهالكة، وتحت سقف حديدي، في مدينة الناصرية، إذ تفترش النفايات والانقاض، وتدور حولهم الكلاب السائبة، فكل شيء في مكانهم لا يصلح للعيش لساعة واحدة.
وتتضور الاطفال جوعا، والمرض ينهش بهم، بانتظار من يطرق بابهم، ليطعمهم، ويسد رمقهم.
وقال ابو رقية الرجل الخمسيني الفقير الذي يدعى زكي سالم علوان: "اسكن هنا مع عائلتي منذ عشر سنوات، لا املك شيئا ابداً، واجلس على النفايات، واعيش على مساعدات الخيرين، ولا املك حتى الطحين".
وأردف قائلا: "ليلة امس بقينا انا واطفالي دون عشاء، ويشهد الله على ذلك، لا استطيع العمل، منزلي فارغ لا امتلك مبردة هواء ولا مجمدة، حتى الماء الذي نشربه حار، فأنا لا املك اي شيء".
ويصعب وصف حال هذه العائلة بكلمات معدودة، فعيونهم متعبة تتحدث عن الف حكاية وحكاية، والادهى من ذلك انهم لا يمتلكون اوراقا ثبوتية رغم مرور عشرات السنين".
وبشأن هذا الموضوع قال علوان انه "ليس لي حصة غذائية، ولا امتلك اوراقا رسمية، جهات خيرة سعت لي بالحصول عليها وتم رفع الطلب الى بغداد، ويجب علي الانتظار من 3-5 اشهر لاصدارها".
وأضاف: "هذا هو حالنا ففي وقت العواصف الترابية اضع قطعة من القماش على شباك الغرفة لمنع الاتربة، لكن هذا لا يكفي فطفلي الصغير وام رقية يختنقون من الغبار، وليس لدي قدرة ولا الاموال لمراجعة الطبيب".
ويبقى ابو رقية بانتظار من يمد له يد العون والمساعدة لانتشال اطفاله بعد ما اتعبته السنين، والصبر على مرارة الحياة، في مدينة يعيش نصف سكانها تحت خط الفقر.
في وقت سابق، لوّحت وزارة العمل والشؤن الاجتماعية بانهيار المنظومة القيمية في العراق، بسبب تفشي البطالة، مؤكدة ان الفقر في العراق مطلق ومتعدد الاوجه ما يهدد الأمن الغذائي في البلاد.
وقالت عبير الجلبي وكيل وزير العمل والشؤن الاجتماعية لشبكة رووداو الإعلامية السبت (14 أيار 2022) ان "العراق يعاني من سوء ادارة الموارد المتاحة" مضيفة ان "الفقر يأخذ اشكالا متعددة، وكل دول العالم تعاني الفقر حتى الدول المتقدمة لكن الفقر في العراق متعدد الابعاد واصبح ازمة، كونه يتعلق بالموارد المالية والصحة والبنى التحتية والتعيين".
وأكدت الجلبي ان الفقر في العراق "كارثي ويهدد الامن الغذائي بالنسبة للسكان"، لافتة الى المناطق الاكثر فقرا في العراق هي: "محافظة المثنى هي الاعلى نسبة، تليها الديوانية وذي قار، ومن ثم تليها المحافظات العراقية".
ويشكل الفقر "نسبة عالية من سكان العراق"، حسب الجلبي التي اشارت الى ان العراق "يواجه جدلية في هذا الموضوع كونه بلدا غنيا لكن موارده معطلة، ولم تستغل بصورة مثلى، حالة من التناقض، بلد غني بالمقابل اعداد كبيرة من الشعب تحت خط الفقر".
وأشارت الجلبي الى ان "ازمة الفقر تواجه اصحاب القرار السياسي في العراق"، مضيفة انه "لا بد من وجود جهود حكومية جادة لحل هذه الكارثة".
وتجذر الفقر في العراق منذ 1990 وقبلها حرب ايران وهو نتيجة مخلفات الحروب والعقوبات التي واجهها العراق، وفقا لوكيل وزارة العمل والشؤن الاجتماعية التي اكدت ان العراق "اصبح يدفع ثمن تلك السياسات الخاطئة، ومنذ 2003 والى اليوم استمرت هذه السياسات".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً