رووداو – أربيل
أجرى نوفل الحسن ابو الشون، مستشار رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، زيارة رسمية الى الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية، عقد خلالها عدة اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين قبل أن يتجه إلى ألمانيا لمرافقة العبادي في المشاركة بمؤتمر ميونيخ للأمن.
وأفادت مصادر مطلعة لشبكة رووداو الإعلامية، بأن العبادي كلف أبو الشون - المعروف بتمتعه بعلاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية- بالتباحث مع المسؤولين الأمريكيين حول المسائل ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التعاون بين البلدين والحرب الجارية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش.
وتلقى العبادي أمس الجمعة، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون ، اكد فيه "التزام الولايات المتحدة الامريكية بدعم العراق وحكومته في جميع المجالات، وابدى اعجابه بشجاعة القوات العراقية وماحققته من انتصارات مهمة ضد داعش".
وأكد الرئيس الامريكي، للعبادي في اتصال هاتفي بينهما جرى بينهما في 9-2-2017 على دعم بلاده للعراق في دحر الارهاب، و"تناول الزعيمان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، وبارك ترامب بالانتصارات المتحققة على عصابات داعش مشيدا بالقوات العراقية وبالشجاعة العالية العبادي في قيادة الحرب على الارهاب، واشار الرئيس الامريكي الى أننا سنعمل سوية لدحر الارهاب لان العراق حليف لنا مجدداً دعوته العبادي لزيارة الولايات المتحدة الامريكية" وفقاً لبيان أصدره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
وشاب الغموض مستقبل العلاقات الأمريكية – العراقية، عقب تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في الـ20 من كانون الثاني الماضي، حيث أثارت تصريحات الأخير بخصوص أحقية بلاده في أخذ نفط العراق عام 2003، رد فعل العبادي الذي قال: "الناس يقولون ما يحلو لهم خلال الانتخابات وان الرئيس المنتخب دونالد ترامب رجل براغماتي ورجل اعمال وليس مهتما بقضية سداد الديون او اخذ نفط العراق" متابعاً "لكن بالتأكيد نفط العراق للعراقيين واي كلام خلاف ذلك غير مقبول ولا اتصور أن اي مسؤول في العالم يدعي امتلاك شيء ليس له".
ودعا رئيس الوزراء العراقي، في 31-1-2017، الرئيس الأمريكي للنظر إلى مستقبل العراق الحالي وإسدال الستار عن الأحداث الماضية، فيما وصف قرار منع المهاجرين العراقيين من دخول الأراضي الأمريكية بـ "الإساءة"، مبيناً أن "الحكومة العراقية أجرت اتصالات عديدة مع الإدارة الأمريكية بشأن القرار، وتعهدت واشنطن بإعادة النظر فيه والعمل على استثناء العراقيين منه"، فيما دعا البرلمان العراقي حكومة بغداد بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل.
ويبدو أن حكومة بغداد بدأت تستشعر جدياً تحولاً واضحاً في السياسة الأمريكية ازاء دور طهران في العراق وتأثيرها الواسع على الساحة السياسية والامنية، حيث رفض مكتب رئيس الوزراء العراقي تغريدة لترامب على حسابه في "تويتر" أكد على تزايد نفوذ إيران في العراق وهيمنتها عليه، قال فيها "إيران تستولي أكثر فأكثر على العراق بعد أن ضيعت واشنطن أكثر من 3 ترليون دولار هناك، وهذا واضح منذ فترة طويلة"، حيث أكد سعد الحديثي إن "العراق اليوم يُدار من قبل حكومة منتخبة، ممثلة لإرادة الشعب، منبثقة عن البرلمان الذي انتخبه الشعب من كل أطيافه".
وكان ترامب قد قال خلال حملته الانتخابية: "لو فزت سأستهدف تلك الحقول النفطية التي يسيطر عليها داعش، الواحد تلو الآخر، فهم يستخرجون أموالاً طائلة منها.. ثم سأرجع لأكبر خمس شركات نفطية في أمريكا، والتي ستتمكن من إعادة تأهيل هذه الحقول بسرعة عالية"، مضيفاً "ليس هناك شيء اسمه العراق، بل مجموعات متقاتلة، لا يجمعها شيء سوى الفساد والانتقام".
وتحظى الحملة العسكرية العراقية ضد تنظيم داعش لاستعادة الموصل بدعم جوي وبري واسع من قبل الولايات المتحدة، حيث يتولى آلاف من الجنود الأمريكيين تقديم المشورة العسكرية والمعلومات الاستخباراتية فضلًا عن تدريب القوات العراقية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً