رووداو ديجيتال
في آذار ونيسان ثم الاشهر اللاحقة من عام 2003، كانت جحافل القوات الاميركية تتقدم داخل الاراضي العراقية براً وجواً وبحراً، ومن جهاته الحدودية الثلاث، الخليج والاردن وتركيا في عملية اطلق عليها "تحرير العراق"، وبلغ عديد القوات الاميركية في العراق بين 130 الى 150 الفاً، إلا أن العدد عاد وارتفع إلى نحو 170 ألفاً مع اشتداد العنف الطائفي في 2007.
العراقيون يتذكرون مشهد محمد سعيد الصحاف، وزير الاعلام في عهد نظام صدام حسين، وهو يتوعد ويهدد اميركا بالويل والثبور، بينما تبدو خلفه الدبابات الاميركية وهي تدوس شوارع بغداد.
اليوم عاد الحديث في بغداد وخلال تصريحات سياسية وحكومية عن انسحاب القوات الاميركية من العراق، وحسب تصريح المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين، فإن "المواعيد المتفق عليها بين العراق والتحالف حُددت مسبقاً، والعمل جارٍ عبر اللجنة العسكرية العليا المشتركة، ولم يطرأ أي تغيير عليها حتى الآن".
لكن رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية الأسبق حامد المطلك نفى ان تعتزم هذه القوات ترك العراق على المدى المنظور "حفاظاً على مصالح واشنطن"، من جهة، و"حماية لأمن منطقة الشرق الاوسط من التهديدات الايرانية، كما تدعي الولايات المتحدة خاصة في عهد رئاسة دونالد ترمب الثانية"، من جهة أخرى.
المطلك قال لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الاثنين (17 شباط 2025) إن "أميركا لم تحتل العراق وتضحي بدماء جنودها وأموالها من أجل تحرير العراق كما ادعت، بل من أجل مصالحها في البلد، وحتى تهدد ايران وعموم المنطقة وعموم المنطقة ولم تترك العراق بهذه السهولة".
وأضاف أنه "كانت أيضاً من اهداف احتلال القوات الاميركية للعراق تدميره، وهذا ما فعلته، حيث دمرته وأوصلته الى الحضيض"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة تهتم بالدرجة الاولى بمصالحها كدولة عظمى أو كما ترى نفسها كأقوى دولة في العالم، ويجب أن تتغلغل في كل مكان وتسيطر على العالم، وهذه رؤية وسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سابقاً وحالياً، سواء من خلال تصريحاته أو ممارساته".
ودعا المطلك الولايات المتحدة الى "إعادة الأوضاع في العراق حتى يثق بهم العراقيون، بمعنى الغاء ما أسسوه بعد عام 2003 بالغاء الطائفية والتبعية العراقية للغير والتدخلات الخارجية ومساعدة العراقيين باختيار حكومة وطنية ديمقراطية ومحاربة الفساد وحصر السلاح المنفلت بيد الدولة ومعالجة النتائج السلبية على العراقيين والعراق بسبب احتلالهم قبل اكثر من 20 سنة".
وعن عديد القوات الاميركية في العراق حالياً، أفاد بأن "الادارة الاميركية تقول عندنا 2000 جندي في العراق، وهذا غير صحيح. حيث يتواجد في السفارة الاميركية في بغداد اكثر من 3 الاف مقاتل، فضلاً عن قواعدهم العسكرية في عين الأسد وغيرها وفي اقليم كوردستان".
وطالب البرلماني السابق حامد المطلك بـ "العمل بجدية وبنيات وطنية حقيقية على بناء جيش عراقي واحد يكون للجميع فيه نسبة تمثيل متساوية ومنتسبيه من كل اطياف الشعب العراقي، وفق شروط تنطبق عليهم جميعاً لا فرق بين كوردي وعربي أو سني وشيعي أو مسلم وغير مسلم، واعتماد أسس وطنية نزيهة وكفوءة لبناء هذا الجيش الذي هدفه الأول حماية البلد وأمن المواطنين، وتسليح قوات البيشمركة باعتبارها جزءاً مهماً من منظومة الدفاع عن البلد".
ورأى المطلك أن "الأمور في العراق أو في اي بلد آخر لن تستقيم بوجود مراكز صراع متناحرة، وكل منهم يقول انا الأقوى والأول، ولابد من حصر السلاح بيد الدولة كي تستقيم الامور"، عاداً "وجود الميليشيات المسلحة تسبب في خلق فوضى أثرت على البلد وساهمت بدماره".
كم قال إن "المنطق يقول اذا كان لدينا جيش وقوات شرطة وأجهزة أمنية وطنية فما هي الأسباب التي تدعو لوجود الميليشيات التي صارت لها أحزاب سياسية وتمثيل في البرلمان وهذا خطأ كبير حيث أدى هذا الى صراع المصالح بين هذه الاحزاب".
يذكر أن عدد القوات الأميركية في العراق كان في بداية الغزو عام 2003، نحو 130 ألفاً، وبقي العدد متذبذباً بين 100 ألف و150 ألفاً، إلى حدود عام 2024، وحسب تصريحات أميركية رسمية فانه يوجد في العراق اليوم نحو 2500 عسكري أميركي يشكلون جزءاً مما تبقى من قوات الحالف الذي قادته الولايات المتحدة عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق.
وكان وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، قد صرح في أيلول 2024 أن القوات الأميركية ستخرج من البلاد بحلول عام 2026. كما تحدثت معلومات صحفية عن أن واشنطن وبغداد توصلتا في الشهر نفسه إلى اتفاق بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق وفق خطة يجري تنفيذها على مراحل خلال العامين 2025 و2026.
وتتباين الآراء بين بغداد وأربيل حول انسحاب القوات الدولية أو الأميركية، وفي مؤتمر صحفي عقد في ميونخ يوم أمس، قال رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، إن "العراق عموماً ما زال بحاجة إلى القوات الدولية"، مضيفاً: "هذا رأي إقليم كوردستان، نحن لا نرى أن الوقت ملائم لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق. العراق لديه وضع خاص وهو بحاجة إلى المساعدة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً