رووداو ديجيتال
ناشد زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، إيران، بتسليم جماعات "القربان" و"العلي اللهية"، إلى الحكومة العراقية لمعاقبتهم، أو المرجعية لمحاسبتهم شرعياً أو قانونياً، بأسرع وقت ممكن.
جاء ذلك خلال جواب الصدر، اليوم الاثنين (17 شباط 2025)، على سؤال أحد أنصاره، بشأن بيان رأيه في الحركات العقائدية "المنحرفة" مثل "العلي اللهية" الذين يدعون الألوهية للإمام علي ابن ابي طالب، ويتبعهم في ذلك جماعة "القربان" الذين يقومون بالانتحار وقتل أنفسهم مدعين لقاءهم بالإمام علي.
وعلّق الصدر في رد رسمي نشره مكتبه الخاص، قائلاً إن "كل هذه الحركات وغيرها إنما هي نتيجة الانحطاط الثقافي والعقائدي وفيه ميول للدنيا وجمع المال والأنصار من أجل منافع دنيوية بغض النظر عن النتائج الدينية".
وأضاف أن "كل من يخالف نهج علي أمير المؤمنين بمخالفة الأحكام ومعصية الله تعالى فلن يكون من علي عليه السلام في شيء، فهو براء منهم كما قد برأ في حياته المقدسة من كل من ادعى إنه إله من دون الله"، مشدداً على أن "كل من يدعي الألوهية لغير الله فهو خارج من رحمة الله تعالى ولن يناله إلا العقاب والخزي في الدنيا والآخرة".
الصدر، أردف أن "الطامة الكبرى هو استخفافهم بعقول الشباب وأمرهم بالانتحار المحرم (...) فإلى نار جهنم وساءت مصيراً (...) ولن ينال الحق من انتحارهم شيء وليس ذلك إلا جهل ومعصية الله ولرسوله ولوصيه".
وشدد أن على "الجميع فضحهم والتبليغ عنهم وعدم مساندتهم بل مقاطعتهم حتى بالمأكل والمشرب (...)"، لافتاً إلى أنه "حسب فهمي فإن مثل هذه الحركات مدعومة من الخارج".
وناشد الصدر ايران بـ"تسليمهم إلى الحكومة العراقية لمعاقبتهم، أو إلى الحوزة العلمية لمحاسبتهم شرعيا أو قانونيا بأسرع وقت ممكن"، مردفاً: "ولتعلموا إنهم سلام الله عليهم قالوا: قولوا فينا ما شئتم ونزهونا من الربوبية (...) وكل من يخالف ذلك فهو عدو لمحمد وآل محمد في الدين والدنيا والآخرة ولن يغفر الله له إلى يوم الدين".
وتنشط حركة " العلي اللهية" جنوبي العراق، وبحسب تقارير فإنها ظهرت في البصرة وذي قار مطلع عام 2020، ويعتقد المنتمون لهذه الحركة، بأن الإمام علي "هو الله"، كما أنهم يشجعون على "الانتحار وقتل النفس في سبيل علي"، وفق زعمهم.
ويتركز "العلي اللهية" بشكل كبير في تركيا وتصل أعدادهم إلى أكثر من 20 مليون شخص، فيما يبلغ عددهم في العراق قرابة 3 آلاف شخص، حسب تقارير، وتختلف مفاهيم ومعتقدات "العلي اللهية" من بلد إلى آخر، ويؤمن العراقيون منهم بأن القرآن "محرف"، على عكس المتواجدين منهم في تركيا وسوريا.
ويتبع "العلي اللهية" التعاليم الصوفية الباطنية للإمام علي والأئمة الاثني عشر، وتتمسح الجماعة بالمذهب الشيعي لممارسة شعائرها واستقطاب المنتسبين إليها، ورغم أنهم يعتقدون أن الإمام علي "هو الله"، إلا أنه تم نبذها مراراً من قبل أغلب المذاهب والمرجعيات الدينية في العراق.
ويعد اختيار القرابين طقساً سنوياً من شعائر الحركة، على نمط أضاحي العيد الذي استبدلوه بالنفس البشرية للتقرب من المولى، ويقوم الطقس على مبدأ الاختيار بالقرعة، والشخص الذي تقع عليه القرعة يجب أن يتم قتله أو أن يقوم بالانتحار بنفسه بأمر من مسؤول الجماعة، الأمر تسبب بزيادة حالات الانتحار جنوبي العراق، حسب تقارير.
جدير بالذكر أن الدستور العراقي يجرّم ظهور مثل تلك الحركات، وتصل عقوبة تأسيسها أو الانتماء لها إلى المؤبد أو الإعدام وفقاً لأحكام المادة رقم 372 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل.
وتنص المادة السابعة من الدستور على حظر كل كيان أو نهج يتبنى "العنصرية" أو "الإرهاب" أو "التكفير" أو "التطهير الطائفي" أو يحرّض أو يمهّد أو يمجد أو يروج أو يبرر له.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً