رووداو ديجيتال
جاء قيام قوات الأمن مؤخراً بمداهمة منازل ناشطين في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، جنوبي العراق، ليثير قلق الوضع الأمني مجدداً في المحافظة التي عرف عنها بأنها من أكثر المحافظات التي شهدت احتجاجات لشباب "ثورة تشرين".
الناشطون في المحافظة، عبروا عبر منصاتهم الاجتماعية عن أن قيام القوات الامنية باعتقال عدد من الناشطين، جاء على خلفية مشاركتهم في احتجاجات تشرين، وقد تبدو "تصفية حسابات" معهم، حسب قولهم.
أواخر عام 2022، وجّه وزير الداخلية عبد الامير الشمري، باستبدال قائد شرطة محافظة ذي قار على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المحافظة وسقوط ضحايا ومصابين، قدر عددهم بأكثر من 15 شخصاً.
وقتها، شارك نحو 300 في التظاهرة التي جاءت الدعوة لتنظيمها احتجاجاً على اعتقالات استهدفت نشطاء في مدينة الناصرية.
وتم مؤخراً تعيين قائد جديد لشرطة المحافظة هو اللواء نجاح ياسر كاظم العابدي.
"مذكرات قبض بحق ناشطي تشرين"
المتحدث باسم حركة "نازل أخذ حقي" خالد وليد، قال لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الأربعاء (16 تشرين الأول 2024) إن "موضوع الناصرية أثار استغرابنا وترك صدمة للشارع العراقي"، مردفاً: "قائد شرطة جديد يستلم مهامه بشكل طبيعي، تفاجأ الشارع بصدور أوامر القاء قبض، والذريعة والحجة كانت هي مذكرات موجودة بحق ناشطين ومتظاهرين وبشكل خاص متظاهري وناشطي تشرين".
وأوضح أن "مدينة الناصرية دخلت في أزمة، والشباب المحتج ذاهب للتظاهر وحتى في بعض الأحيان للإعتصام"، مبيناً أن "بعض الناشطين يصفون ذلك بأنه أشبه بعملية تصفية حسابات بعد عام 2019، وأن الكثير من هذه الدعاوى حسب وصف أهالي ذي قار بشكل عام والناصرية بشكل خاص أنها دعاوة كيدية، ولا نعرف سبب توجه قائد الشرطة الجديد لهذا الإجراء".
وتساءل خالد وليد: "هل هو الهدف من حملة الاعتقالات أن لا يكون هناك استقرار في محافظة مثل ذي قار وسط كل الأحداث الحاصلة بها" وأما كان الأولى أن تكون هناك عملية اقتصاص من قتلة المتظاهرين ومتابعة قضاياهم ومتابعة الطرف الثالث الذي قمع وبطش بشباب تشرين أثناء احتجاجات عام 2019؟".
التظاهر لتوفير متطلبات الحياة
ونوّه الى أن "هناك العديد من قضايا الفساد والكثير من الفضائح التي حصلت في الناصرية، وكان الأولى متابعة هذه الأمور وليس الذهاب إلى الحلقة الأضعف وهو المتظاهر السلمي، الذي كان يتظاهر من أجل فرص عمل، ويتظاهر من أجل الطاقة الكهربائية وغيرها من متطلبات الحياة اليومية".
المتحدث باسم حركة "نازل أخذ حقي"، دعا رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بـ"ضرورة التدخل العاجل، والوقوف بشكل ميداني على ما يحدث من أوضاع في الناصرية، وبنفس الوقت هناك وفد نيابي من بغداد زار الناصرية، وهذا الوفد أيضاً مطلوب منهم تكثيف جهودهم لإعادة الاستقرار للناصرية، لأن الشباب الذين احتجوا وتظاهروا سابقاً من أجل الوطن ليس لديه الاستعداد اليوم للعودة مرة أخرى إلى نقطة الصفر وأن يتعرض للقمع والملاحقة".
التظاهر في بغداد والمحافظات
وحذّر خالد وليد من أن "استمرار هذا الضغط سيجعلنا كشباب محتاج أن نعود مرة أخرى إلى ساحة التحرير، وجميع ساحات الاحتجاج في العراق لإنصاف أخوتنا، لأن من غير الممكن السكوت على هذا الموضوع".
وكانت قيادة شرطة محافظة ذي قار أصدرت مؤخراً عبر بيان توضيحاً حول حملة الاعتقالات، قالت فيه إن "عمليات الاعتقال التي تم تنفيذها مؤخراً بحق المطلوبين للعدالة جاءت بناءً على مذكرات قبض قضائية صادرة من المحاكم المختصة، وأن هذه العمليات لم تكن عشوائية، ولم تستهدف أشخاصاً غير مطلوبين للقضاء".
قيادة شرطة ذي قار أكدت في بيانها، أنها مستمرة في "أداء واجباتها الأمنية والقانونية بكل أمانة وحرص، بهدف الحفاظ على الاستقرار الأمني الذي تنعم به المحافظة، ولن ندخر جهداً في سبيل تحقيق هذا الهدف".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً