رووداو ديجيتال
شدد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على أن رأي فصيل مسلح أو مجموعة يمثل رأيهم، وليس بالضرورة ان يكون رأي الشعب العراقي، معتبراً الاعتداءات على السفارة الأميركية ومطار أربيل "عملاً إرهابياً".
وقال السوداني خلال استضافته في برنامج "بيستون توك" الذي يقدمه الاعلامي بيستون عثمان في جلسة حوارية، حضرها العشرات من الشباب والشابات من اقليم كوردستان وباقي المحافظات العراقية: "لدينا إشكالية لا نخفيها نتحدث عنها بصراحة هي إشكالية السلاح خارج نطاق مؤسسات الدولة، وهناك فصائل مسلحة معروفة ومعلنة لديها عقيدة تتعلق بوجود أجنبي داخل العراق، وهذا الوجود نعتقده حسب كلامهم نوعاً من الاحتلال يخل بالسيادة العراقية، وهذا أحد المواضيع المهمة التي تحدثت بها أنا عندما كنت مكلّفاً من قبل الكتلة الأكبر".
وأضاف السوداني: "قلت ان المشاكل أمامنا هي السلاح ومواضيع أخرى. لنأت إلى موضوع السلاح، كيف سنعالجه، هل بالقصف والصواريخ واتخاذ القرارات الفردية نيابة عن الدولة؟ هذا ليس صحيحاً ويظهر العراق كدولة تقودها مجاميع وهي من تقرر نيابة عن الشعب، أيا كان رأيك كفصيل أو مجموعة فهذا رأيك انت، ليس بالضرورة ان يكون رأي الشعب العراقي، الشعب لديه ممثلون بغض النظر عن العلاقة بينهم وبين الممثلين أو نسبتهم، لكن وفق الدستور والقانون لدينا ممثلين تحت قبة مجلس النواب، وهؤلاء انتخبوا حكومة وهذه المؤسسات الوحيدة هي المعنية باتخاذ القرار".
ولفت السوداني الى أنه من أجل "حل هذه الإشكالية اتفقنا على ان تفوّض الحكومة كجهة موثوقة للحوار مع التحالف الدولي، لأنه لم نعد بحاجة إلى التحالف الدولي"، مردفاً: "لقد انتصرنا على الإرهاب وانتهى ولم يعد يمثل تهديداً، وداعش لا تمثل تهديداً للدولة العراقية، واجهزتنا الأمنية بكل عناوينها قادرة على حفظ الامن في كل ارجاء العراق، وبالتالي آن الأوان ليتخلص العراق من هذا الوجود الذي يثير حفيظة الداخل والخارج".
وأضاف السوداني أن "هذا الموضوع يستخدم مبرراً للتدخل في شؤون العراق، ولدفع جهات ومجاميع ويربك لنا الوضع، لذا نريد ان ننهي هذا الجدل الموجود والذي نسمعه يومياً، فكان حديثنا طيلة عام من عمر الحكومة مع الاصدقاء في الولايات المتحدة الاميركية ان ينتهي وجود التحالف الدولي فلسنا بحاجته وهم تقبلوا المقترح، بدليل موقف الرئيس السابق دونالد ترمب والرئيس الحالي جو بايدن بإنهاء مهام القوات القتالية والتفاهم مع الحكومة العراقية حول العناصر المستشارين، وهم موجودون بناء على دعوتنا".
رئيس مجلس الوزراء العراقي، بيّن أن "ميزة هذا الإعلان تكمن في أنه متى ما انتهت المهمّة سأقول لهم انها انتهت، ونحن من نقدر الوقت والمصلحة لهذا القرار وفق رؤية وليس شعارات ثورية"، لافتا الى أن "هذه الدول عظمى ومن مصلحتنا ان نرتبط معها بعلاقات، وبالذات الولايات المتحدة الأميركية، لأنه بيننا اتفاقية الإطار الستراتيجي فيها عدة مجالات في الاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم وكل الجوانب".
"اتفقنا مع التحالف الدولي خلال الوفد الاخير الذي توجه إلى واشنطن لتشكيل لجنة ثنائية وعقد حوار لنرتب جدولاً زمنياً لخروج هذه القوات (التحالف الدولي) وانهاء هذا الملف"، مضيفاً أن "المتغيّر الذي حدث هو أحداث غزة، سبّب صدمة لكل المنطقة، يومياً نحن نشاهد إبادة جماعية ترتكب بحق شعب أعزل بمنطقة مكتظة سكانياً، وعبّرنا عن موقفنا الرسمي كحكومة وكان موقفا واضحاً، وعبرنا عن موقفنا الشعبي السياسي المرجعي، كل المرجعيات أدانت ذلك وهذا موقف واضح، أما أن ننخرط في ساحة الصراع فذلك ليس من مصلحتنا"، وفقاً للسةداني.
رئيس مجلس الوزراء العراقي، شدد على أن "كل الاعتداءات بما فيها الاعتداء الأخير على السفارة الاميركية والاعتداء على مطار أربيل هي اعتداءات إرهابية، والحكومة بأجهزتها الأمنية تلاحق المنفذين، ولن نتهاون في هذا الموضوع"، مؤكداً أن "هذا أمر يخص استقرار وأمن البلد ليست فيه مجاملة والحكومة جادة في القيام بواجباتها، وعندما يكون الوضع خطيراً ويهدد استقرار العراق والعراقيين فلا يوجد أي تردد بالنسبة لي".
وأشار السوداني الى أن "القوى السياسية والفصائل لديها موقف واضح، وليست كل الفصائل متفقة اليوم على موقف واحد واضح للجميع"، مبيناً: "نخوض حواراً واضحاً مع الجميع، وتم عقد اجتماع للإطار التنسيقي ودعوت إلى هذا الاجتماع، واعتقد أن بيانهم واضح، ويطالب الحكومة باتخاذ إجراءات للكشف عن المنفذين وملاحقتهم، لا يوجد شيء أوضح من ذلك".
كما أردف السوداني: "نحن يهمنا كحكومة وجود موقف سياسي واضح داعم لإجراءاتنا، والنقطة الثانية واجباتنا، وواجب الحكومة إنفاذ القانون وتحقيق الأمن والاستقرار. لن انتظر زيد أو عمرو لأقنعه بهذا الموضوع، توجيهاتي واضحة للأجهزة الأمنية وكل من يخل بالأمن والاستقرار سنلاحقه وفقاً للقانون بموجب إجراءات قضائية أياً كان"، موضحاً أن "هذه الجرائم التي حصلت سيكون للحكومة منها موقف ومعلن وسنسمّي بالأسم الجهة المتورطة، هذا هو التزامنا".
بخصوص التعاون والتنسيق بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي: "نحن لدينا عمل مشترك، مع البيشمركة والاسايش، أي مجلس الأمن الوطني يعقد اجتماعاته بحضور رئيس أركان البيشمركة الفريق عيسى وزملائه، والتعاون مستمر، لا يعمل أحد بمعزل عن الآخر لأن الأمن مسؤولية جماعية. نحن نتحدث عن مسؤولية أمن البلد".
وكان الإطار التنسيقي، أعلن في بيان له يوم الجمعة (8 كانون الأول 2023) رفضه للاعتداءات "الإرهابية" التي تستهدف أمن البلاد، فيما طالب الحكومة بالكشف عن كل تفاصيل الحادثة "المشبوهة" التي استهدفت السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد.
ووفقاً للبيان، شدد الإطار على رفضه "الاعتداءات الإرهابية" التي تستهدف أمن البلاد وسيادته، أيا كان نوعها والمستهدف فيها والحجة من وراء ذلك، فيما أعلن دعمه الكامل لإجراءات الحكومة ومطالبتها بالكشف عن كل تفاصيل الحادثة المشبوهة التي استهدفت السفارة الأميركية.
وعبر الإطار التنسيقي عن حرصه الدائم على حفظ أمن البعثات الدبلوماسية، وأن يفي العراق بجميع التزاماته الدولية بهذا الخصوص، وفق البيان.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً