رووداو ديجيتال
أكدت منظمات غير حكومية وناشطون أن هناك عدّة أسباب تدفع الناخبين إلى عدم الاقتناع بالمشاركة بالانتخابات المقبلة في العراق، لافتين إلى مجموعة معوقات تواجه العملية الانتخابية.
وذكر الأديب والناشط السياسي، فارس حرام ، لشبكة رووداو إن "مسالة مقاطعة الانتخابات سياسية بالدرجة الأولى وأمنية أيضاً"، مضيفاً أن "القانون فرض على الأحزاب كشف ذمتها المالية ومصادر تمويلها وهذا لم يحص في تعليمات المفوضية للعملية الانتخابية".
وقال حرام إنه "لم يتم الحديث عن السبب الذي دعا المفوضية إلى عدم تضمين تعليماتها الانتخابية، وعدم تضمين فقرات تتعلق بقانون الأحزاب النافذ والذي حدد في أحدى فقراته عدم مشاركة الأحزاب التي تمتلك أذرع عسكرية في الانتخابات، ونرى الآن مشاركة واسعة لتلك الأحزاب".
تابعوا قناة رووداو عربية على تليغرام
ومن جانبه، بيّن الناشط المدني علاء الكوفي، بعض العوامل التي تدفع المواطنين إلى العزوف عن الانتخابات، مشيراً إلى القانون الانتخابي نفسه بأنه "تم الترويج له من قبل جهة سياسية (ميليشياوية) يخدم القانون مصالحها"، وكذلك هدر المال العام من قبل المرشحين ممن هم في الوزارات للترويج لأنفسهم، إلى جانب فقدان المواطنين ثقتهم بمصداقية الانتخابي.
أما مدير مركز عشتار لدعم الديمقراطي، محمد علوية، أوضح لرووداو أن هناك مخاوف كبيرة لدى مراقبي الشأن السياسي تتعلق بنفوذ وسيطرة أحزاب عديدة على العديد من مراكز النفوذ، بما يؤدي إلى فقدان المنافسة العادلة.
وأضاف أن "هناك سلاح سياسي موجود ومال سياسي موجود، جميع هذه العوامل تشكل هواجساً للقوى الداعمة للتغيير وانتقال البلد نحو الأفضل".
مع ذلك شدد علوية على أهمية المشاركة في الانتخابات، مبيّناً أن هذه المشاركة تساهم في تقليل الأضرار والسلبيات التي ترافق العملية الانتخابية، و "كلما قلت المشاركة ستزيد سيطرة القوى المتنفذة على العملية الانتخابية".
وأوضح مدير مركز ذر للتنمية، ماجد ابو گلل، أنه "لا توجد عملية انتخابية كاملة 100% في جميع الظروف، لكن ذلك لا يعني أن ندير وجوهنا عن صناديق الاقتراع بسبب وجود الميليشيات والسلاح المنفلت"، مشددّاً على أنه "لا يوجد بديل، والبديل هو فقط الصندوق الانتخابي"، مردفاً بأن "الحلول الأخرى جميعها تنطوي على الدم والحرب الأهلية".
ابو گلل قال: "صحيح أن العملية ليست كاملة، لكن لا توجد عملية انتخابية كاملة في أي بلد في العالم"، مشيراً إلى التجربة الانتخابية التي جرت في أميركا مؤخراً وادعاء الرئيس السابق دونالد ترامب بتزوير الانتخابات.
ومن المقرّر إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في العراق، في 10 تشرين الأول 2021 المقبل، حيث ستتم عملية التصويت في جميع أنحاء العراق وإقليم كوردستان.
وأشارت المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات إلى أن عدد الذين يحق لهم المشاركة والتصويت في الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، يبلغ 24 مليوناً و29 ألفاً و927 شخصاً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً