نقص المياه جنوبي العراق يؤدي لنفوق المئات من سلحفاة الفرات الطرية النادرة

14-07-2023
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة الجفاف العراق البيئة ميسان
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

أظهرت مقاطع فيديو انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، نفوق المئات من سلحفاة الفرات الطرية النادرة والمهددة بالانقراض، حراء نقص المياه.
 
ونشر الناشط البيئي أحمد صالح مقطع فيديو، يظهر ما اسماه "كارثة بيئية يجب تداركها على وجه السرعة"، تتمثل بنفوق المئات من سلحفاة الفرات الطرية النادرة والمهددة بالانقراض.
 
سلحفاة الفرات الطرية، تعد من انواع اللينة الأصداف اي (الطرية الترس) وتعيش في نهري دجلة والفرات وتشعباتهما في الاهوار الجنوبية في العراق.
 
في الاونة الاخيرة اصبحت مهددة بالانقراض بسبب شح المياه وسوء أوضاع البيئة التي تعيش فيها وصنفت كنوع تحت الخطر في قائمة الـ IUCN  الحمراء للانواع المهددة.

 

 
 
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 42 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
 
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
 
ارتفاع كبير بملوحة المياه
 
مدير زاعة ميسان علاء عبد المحسن، قال لشبكة رووداو الاعلامية انه "وعندما تنخفض المياه تتغير صفاتها ويقل الاوكسجين، وتصبح غير صالحة لمعيشة الكائنات الحية"، مؤكداً ضرورة ألا "تزيد نسبة الملوحة في المياه عن نصف ملليموز، لكنها اصبحت في مياهنا 10 ملليموز".
 
وأوضح مدير زراعة ميسان: "عندما تنحصر المياه في مناطق محددة ولا تتغير، يقل الاوكسجين وبالتالي تنفق الكائنات الحية"، مردفاً ان "المحافظة خسرت من الاسماك الصغيرة في قناة رقم 4 في ناحية الخير قبل نحو اسبوعين بسبب ذلك، نحو 3 أطنان".
 
ونوه علاء عبد المحسن الى انه "وبعد تعليمات وزارة الموارد المائية، والتي تضمنت ايقاف تربية الأسماك في الاحواض الترابية، بسبب شح المياه بشكل عام، انخفض انتاج الاسماك الى نحو 50% في ميسان"، لافتاً الى أن "اي انخفاض في الاطلاقات المائية يؤثر على مساحات تربية الاسماك".
 
اكتشفت سلحفاة الفرات على يد الخبير الفرنسي  ( Guillaume-Antoine Olivier shot)  في كانون الثاني عام 1797 في منطقة عانة بمحافظة الانبار غربي العراق، وكان قد سماها حسب التسمية العراقية لها  Testudo rafcht اي سلحفاة الرفش، لكنه لم يشر الى معنى الرفش انذاك. 
 
اخبروه السكان المحليون في عانة بأن لحم السلحفاة غير صالح للاكل لكن شحمها مناسب لعلاج الكثير من الامراض الجلدية حسب معتقدات الناس انذاك.
 
السلحفاة في ايران مهددة بالانقراض بسبب تغيير و تجفيف البيئة التي تعيش فيها وصيدها بيد السماكين وبعض الخبراء الاجانب الذين يتفننون في صيدها وطهيها ممن يعمل في مجال النفط من الصينيين وغيرهم، لكن في العراق وحسب بعض التقارير تعيش ظروفاً افضل مما في ايران.
 
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
 
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

العمل في مدينة نمرود الأثرية

جمع 35 ألف قطعة.. جهود عراقية أميركية لإحياء مدينة آشورية دمرها داعش

على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب مدينة الموصل، تقع نمرود، المدينة الآشورية العريقة التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، والتي كانت في عصرها الذهبي عاصمة للإمبراطورية الآشورية ومركزاً حضارياً بارزاً في المنطقة.