رووداو دیجیتال
من المقرر أن تعقد اليوم جلسة مجلس النواب العراقي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في خطوة باتجاه إنهاء الأزمة السياسية التي واجهت على مدار سنة كاملة العملية السياسية في البلد.
تصاعدت الأزمة والتوترات السياسية في العراق على مدى 12 شهراً عقب الانتخابات المبكرة التي أجريت في تشرين الأول الماضي، وأدت خلال تلك الفترة إلى توترات ومواجهات في الشارع العراقي.
تشرين الأول 2021: الانتخابات المبكرة
أجريت انتخابات نيابية مبكرة في العراق في (10 تشرين الأول 2021)، على أمل إخماد التظاهرات التي كان الشباب العراقيون يتزعمونها، وبدأت في أواخر العام 2019 احتجاجاً على الفساد وغياب الخدمات.
زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي كان يحظى بالأغلبية البرلمانية قبل إجراء الانتخابات الأخيرة، أعلن خلال الحملة الانتخابية عن جدول أعمال وطني مناهض للفساد، الأمر الذي ساهم في رفع عدد مقاعد التيار.
وتراجع في المقابل عدد مقاعد منافسيه في تحالف الفتح الذي مثل حلفاءه في الحشد الشعبي، بصورة ملموسة، ما دفع هؤلاء إلى المبادرة إلى رفض نتائج الانتخابات والطعن فيها.
تشرين الثاني 2021: محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي
جلب إعلان النتائج الأولية للانتخابات أسابيع من التوترات السياسية، فبدأ أنصار الحشد الشعبي أولاً بالاحتجاج عند بوابات المنطقة الخضراء ببغداد، وهي منطقة محمية بالحرس وتحتضن البنايات الحكومية وسفارات الدول.
في (5 تشرين الثاني 2021) أدت التوترات التي حصلت بين أنصار الفصائل المقربة إلى إيران وبين القوات الأمنية إلى مقتل أحد المحتجين.
في ليلة (6 تشرين الثاني 2021)، نجا رئيس حكومة تصريف الأعمال، مصطفى الكاظمي، من محاولة اغتيال في بيته بالمنطقة الخضراء، ولم يعلن أي فصيل مسؤوليته عن استهداف منزل الكاظمي ومحاولة اغتياله.
التجاذبات السياسية
على هامش الاحتجاجات، واصلت الأطراف السياسية العراقية مساعيها لتشكيل حكومة جديدة.
فشكلت الأطراف الشيعية التي لم يحالفها الحظ في الانتخابات تحالفاً بدون الالتفات إلى عدد المقاعد التي فازت بها. لكن الصدر أغضب خصومه الشيعة بإصراره على تشكيل "حكومة أغلبية وطنية" من قبل تياره وحلفائه من السنة والكورد.
في 30 تشرين الثاني، أعلنت النتائج الرسمية للانتخابات والتي أكدت فوز الصدريين بـ73 مقعداً من أصل 329 مقعداً في مجلس النواب العراقي، وتقدمهم بفارق كبير على منافسهم في الدورة النيابية السابقة، المتمثل في تحالف فتح الذي لم يفز إلا بـ17 مقعداً في تراجع سياسي كبير بعد أن كان لديه 48 مقعداً في الدورة السابقة.
كانون الثاني 2022: الجلسة النيابية الأولى الساخنة
في الجلسة الأولى للدورة الجديدة لمجلس النواب العراقي، التي عقدت في (9 كانون الثاني 2022) والتي عرفت بالساخنة، انتخب الأعضاء الجدد في المجلس، محمد الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب.
قاطع الإطار التنسيقي المقرب من إيران عملية التصويت، وهو ائتلاف يجمع تحالف الفتح والخصم العنيد للتيار الصدري نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق.
شباط وآذار 2022: لا دلائل على رئيس الجمهورية الجديد
خلال نحو شهرين، من 7 شباط إلى 30 آذار، حاول مجلس النواب العراقي ثلاث ثلاث مرات عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكنه فشل في محاولاته الثلاث.
منصب رئاسة الجمهورية ذهب للكورد باستمرار، ومن بين الكورد للاتحاد الوطني الكوردستاني، وكان حسمه يمهد لاختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد وتشكيل الحكومة.
حزيران 2022: انسحاب نواب التيار الصدري
في 10 حزيران، قدم كل نواب الكتلة الصدرية وعددهم 73 نائباً استقالاتهم بهدف الضغط على خصومهم، وكخطوة لتسريع عملية تشكيل الحكومة الجديدة، وبعد ذلك شغل المرشحون الاحتياط مقاعدهم الأمر الذي جعل من التحالف المقرب لإيران يشكل الأغلبية في مجلس النواب العراقي.
تموز 2022: تحديد مرشح لرئاسة الوزراء
في 25 تموز، أعلن الإطار التنسيقي أن مرشحه لرئاسة الوزراء هو السياسي الشيعي ووزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي السابق، محمد شياع السوداني، البالغ من العمر 52 سنة. بعد ذلك الإعلان وفي يوم 27 تموز، داهم أنصار الصدر المنطقة الخضراء ودخلوا مبنى مجلس النواب حيث أعلنوا الاعتصام.
بعد ثلاثة أيام، دخل الآلاف من أنصار التيار الصدري مبنى مجلس النواب وتعهدوا بالاعتصام فيه "لحين تلقيهم توجيهات أخرى".
آب 2022: اعتزال الصدر العمل السياسي
في 12 آب، بدأ أنصار الإطار التنسيقي اعتصاماً بالقرب من المنطقة الخضراء مطالبين بالإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة.
بعد أن تعقدت الأوضاع وفشلت الأطراف في تشكيل الحكومة الجديدة، أعلن مقتدى الصدر في 29 آب اعتزاله العمل السياسي، ثم قرر إغلاق جميع المؤسسات المقربة من التيار الصدري.
بعد إعلان الصدر، خرج الآلاف من أنصاره إلى الشوارع وهاجموا المنطقة الخضراء والمباني الحكومية في المنطقة الخضراء.
بهذا بدأت مواجهات استمرت 24 ساعة بين الأطراف الشيعية وقتل فيها 30 من أنصار الصدر، وأعلنت حالة الطوارئ وحظر التجوال الشامل.
ثم انسحب أنصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء والمباني الحكومية فور صدور توجيه من مقتدى الصدر بالانسحاب.
تشرين الأول 2022: انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟
دارت العملية السياسية في العراق، على مدى السنة الأخيرة، دورة كاملة بدون أن تتوصل إلى شيء، وفي يوم (11 تشرين الأول 2022) أعلن مكتب رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، أن جلسة ستعقد يوم 13 تشرين الأول لانتخاب رئيس جديد لجمهورية العراق، وبهذا قد تنتهي التوترات والتجاذبات السياسية التي تمسك بخناق العراقيين منذ 12 شهراً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً