رووداو ديجيتال
في بادية السماوة جنوب العراق، الحياة مختلفة تماماً هنا، فمنذ شروق الشمس حتى مغيبها، ترعى الإبل بألوانها المختلفة في مساحات لا نهاية لها، يتحدث مربوها عن مكانة الجمال وقيمتها عند البدو الرحالة، وأسعارها مختلفة باختلاف الوانها وأحجامها.
حمدان فتلاوي الأعاجيبي، راعي إبل، قال لشبكة رووداو الإعلامية أن "هناك انواعاً من الابل تسمى الشعلة، والوضحة، والصفرا،ء والشكحة، تتميز بالوانها المختلفة، والأكثر رغبة في العراق هي الشعلة"، مبيناً أن "اسعارها متفاوتة تتراوح بين 2-4 ملايين دينار، وهناك انواع ذات مواصفات عالية تصل لأسعار خيالة".
فيما تحدث سبع الأعاجيبي، وهو راعي ابل أيضاً، عن عمله وكيفية التعامل مع هذا النوع من المواشي، بقوله: "ترعى الإبل عند شروق الشمس حتى الساعة 12 ظهراً، تعود الى أهلها وتعود عصراً لتناول العشاء بالقرب من أهلها حتى المغيب وحلول الظلام، حينها يركب راعي الإبل ويناديها بصوت خاص لمبيتها".
لسفينة الصحراء حكايات كثيرة، فراعي الإبل لا يترك ابله حتى وان وصل به الحال لخسارة حياته من أجلها، فلها ميزة كبيرة لا يبلى إرثها.
هايف مسير عريبي، بدوي، أكد أن "ضحايا الإبل في المعركة هم من خيرة الرجال، لان الإبل عزيزة ولا حلال دونها".
ويعيش 30 الف رأس من الإبل في بادية السماوة هنا، حسب احصائية الإدارة المحلية في محافظة المثنى، التي تشتهر بتربيتها لوجود مساحات شاسعة فيها.
وأوضح مستشار محافظ المثنى للشؤون الاقتصادية، رشيد آل مطلب، ان "في محافظة المثنى مسجل لدينا 30 الف رأس من الإبل، منتشرة في المناطق الصحراوية وايضاً مناطق داخل المحافظة"، مشيرا الى "وجود مساحات رعي بالاضافة الى وجود غذاء الخاص بهذه الانواع من الإبل"، مردفاً: "لهذا انتشرت اعداد كبيرة من مربي هذه الحيوانات، واعتقد بأن المساحات الموجودة حالياً تكفي لأعداد اكبر من ما هو موجود حالياً ".
يتحمل الجمل الصمود أمام الجوع والعطش لأيام عدة، فضلاً عن حرارة الصحراء القاسية في الصيف والجو القارص في فصل الشتاء.
ورغم جمال المنظر الذي تضفيه تلك الإبل على صحاري السماوة، لكن يبقى لمربي هذا الحيوان معاناة مستمرة مع شحة المياه وقلة الأعلاف.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً