رووداو ديجيتال
هددت اسرائيل بقصف عدة مواقع لمعسكرات ومقرات قياديين في الحشد الشعبي وابرز الفصائل المسلحة التي تقول انها تقصف بالصواريخ مواقع في يافا وكذلك في محيط تل ابيب والجولان. قيادات الحشد والفصائل المسلحة المدرجة في "بنك الاهداف" المستهدفة من قبل اسرائيل اتخذت احتياطاتها الامنية القصوى، خاصة اختيارها لمواقع سرية ومحصنة، قيل انها تحت الارض، وتغيير ارقام واجهزة هواتفهم (الموبايلات) حتى بات من المستحيل التحدث اليهم ببساطة. واعترف آمر فوج في الحشد الشعبي بتلك المعلومات لكنه نفى ان يكونوا قد اختبأوا تحت الارض.
وفي أول حديث لضابط في الحشد الشعبي لوسيلة اعلامية بعد التهديدات الاسرائيلية ضد الفصائل العراقية، قال حيدر المختار، اليوم الثلاثاء (12 تشرين الثاني 2024) لشبكة رووداو الاعلامية: "نحن في قيادة عمليات الفرات الاوسط ، اللواء 11 حشد الشعبي، (لواء علي الاكبر)، وهو ضمن ألوية المرجعية الرشيدة نؤمن بقضية اساسية، وهي تبعيتنا للحكومة المركزية، وحسب تصريحات القيادة العامة للقوات المسلحة فان الاجواء العراقية، ومستوى الدفاع العراقي، مؤمن، بالرغم من انها ليس بالمستوى المطلوب".
وشدد على أن "وضعنا، كحشد شعبي، طبيعي ونستقبل التهديدات الاسرائيلية بشكل طبيعي وليس لها علينا وعلى جميع مقاتلينا من ضباط وافراد اي تأثير لا نفسي ولا معنوي"، مضيفاً: "هذا ما عندنا، في الحشد الشعبي او لدى جميع الاجهزة الامنية. نحن نؤمن بأمر واحد وهو انه مهما بلغت قوة العدو الاسرائيلي، ومهما يكون عندهم من تمويل وتسليح من أميركا وغيرها، بالتالي الحشد قوي ويؤمن بمرجعية وصاحب تجارب".
ونوه الى أن "المنطقة اليوم بأكملها تشاهد ما يجري في لبنان وفي غزة وفي ظل كل هذه القوة المستخدمة من اسلحة متطورة، ولكن لم تؤثر بشيء في الجبهة وخصوصاً جبهة لبنان، وكل ما استخدمه العدو الاسرائيلي من مقاتلات جوية واطلاق صواريخها وما تتمتع به من تكنولوجيا متطورة الا انها لم تؤثر قيد شعرة على خط التماس وخط المقاومة في الحدود الفاصلة بين اللادولة، اسرائيل، ومع جانب المقاومة".
ورأى أن هذا "يعطينا عزماً ودافعاً قوياً باعتبار أن مساحة ووضع العراق يختلف والقوة الموجودة عندنا هي غير ما موجودة في ابنان وغزة، ولا اعتقد ان اي اعتداء اسرائيلي على العراق سيكون له تأثير على الجانب النفسي والعقائدي لدى الحشد الشعبي".
في رده عن سؤالنا حول ان هذه الابادة التي راح ضحيتها الالاف من الابرياء في غزة ولبنان وتهديم غزة شبه الكامل وجنوب لبنان وبيروت، بأنها لاشيء، أوضح: "يعني من الجانب النفسي والعاطفي هو مؤثر ومؤلم لكن العدو يمتلك ترسانة اسلحة وقوة، لكننا ننظر لهذا الموضوع باعتباره أمراً طبيعياً، وعن الامام الصادق عليه السلام، وانا هنا اتحدث من جانب عقائدي، قال (لم يترك جدي الحسين لابن حرة عذر)، فقتل الاطفال وسبي النساء والى آخرها بقى الذكر الخالد لهذه الرسالة وامتدت وانتجت الالاف بل الملايين من القادة من الثائرين والثوار، فكيف الحال ونحن حشد وقوة في الميدان؟".
وتابع: "نعم هناك تأثير عاطفي لما يجري في غزة ولبنان، ولكن نحن بالتالي نتمنى ان نكون جزءاً من الموضوع وضمن الميدان الذي يدور فيه القتال، لكننا ملتزمون بوصايا المرجع السيد علي السيستاني، وبتوجيهاته ووصاياه. دعني اقول نحن مستعدون لمواجهة اسرائيل ولولا التزامنا الشرعي مع المرجعية الرشيدة والله لكنا في الخطوط الامامية للقتال ضد الاسرائيليين في جبهة لبنان، وما اشرف القتال في هذه الجبهة، ولكن للمرجع رأيه".
حول الخراب الذي تسببت به اسرائيل في غزة ولبنان، قال حيدر المختار: "دعني أذكر وحسب تسلسل الاحداث عودة الى عام 2006 وعام 1982، حيث كانت القوات الاسرائيلية قد وصلت الى بيروت وبالتالي انهزمت وكان هناك دمار اكثر ثم رجعت الامور طبيعية"، معرباً عن اعتقاده أن "جبهة المقاومة اليوم فعالة وقوية في ظل كل هذا الضغط. نعم العدو الاسرائيلي يستخدم اسلوب الابادة وقتل الاطفال والنساء والشباب والشيوخ الابرياء والعزل وحرق الاخضر واليابس في المنطقة، ولكن عندما نقارن بين الحرب والمواجهة خصوصاً الحرب البرية وقتال المشاة لم تحقق اسرائيل اي تقدم ولم تحرز اي انتصار، بل على العكس من ذلك".
وذكر أن "اسرائيل تحقق الدمار والخراب وقتل الاطفال، وفي غزة الامر يختلف، ولكن في لبنان لم يحققوا أي تقدم على واقع الارض، وقد اعلنت اسرائيل ان اكثر من اربعة فرق زجتها وسحبتها الى ما وراء الخط الفاصل في جنوب لبنان، ولم ينجز عسكرياً شيء اساسي، ولكن يبقى الالم الاكبر وهي خسارة السيد حسن نصر الله وهذا شيء محزن وأثر عاطفياً على نفوسنا وعلى عموم المنطقة".
وحول اعتقادهم بأن اسرائيل ستنفذ تهديداتها ضد الحشد الشعبي والفصائل العراقية المسلحة، قال: "بحسب بنك الاهداف المؤثرة في العراق الذي وضعته اسرائيل، وحسب ما تصلنا من الاخبار والتوجيهات والتقارير، فمن الممكن ان تنفذ اسرائيل تهديداتها باعتبار ان فصائل المقاومة العراقية تنفذ ضرباتها وتهاجم اهدافاً أساسية داخل الكيان، وهذا من المؤكد ان يدفع اسرائيل لتنفيذ تهديداتها وهي أدوات لأميركا وأوروبا فيما يقومون فيه من عمليات عسكرية بالمنطقة، وبالتالي نعم هناك اهداف نعتقد، وحسب ما تصلنا من تقارير، من الممكن تنفيذ هجوم على بعضها في العراق، خاصة الان بعد التغيير الجديد في رئاسة الولايات المتحدة".
بخصوص استعدادات الحشد الشعبي وبقية الفصائل لمواجهة هذه التهديدات "التي اكدتم بان اسرائيل ستهاجمها"، وقد يحدث في العراق مثلما جرى في لبنان، أجاب: "حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة وما يصلنا من قيادة العمليات المشتركة ونعمل بها، اقول ان اغلب معسكراتنا هي خارج المدن حتى لا يتم تعريض المدن والسكان الى اي هجوم عسكري، وما يقام بين فترة واخرى من ممارسة من قبل قيادة الحشد والمسؤولين عندنا بعض الخطط التي نتحفظ عليها اعلامياً، ولكن هناك بعض الاحترازات مثل ان بعض الشخصيات القيادية من الخطوط الاولى، المهددة، اتخذت بعض الاجراءات الامنية مثل تجنب مراقبتها عن طريق الهواتف، الموبايلات".
ونفى المختار ان تكون قيادات الحشد والفصائل المسلحة حالياً "تحت الارض"، وقال: "هذا غير وارد ابداً بأن تكون قياداتنا تحت الارض، هي تؤدي مسؤولياتها وفعالة في مواقعها"، مستطرداً أنه "اذا تتذكرون بأن الاسرائيلين روجوا لأشهر بان قائد حركة حماس يحيى السنوار، الذي خلف اسماعيل هنية، الذي اغتالته اسرائيل في 16 تشرين الأول الماضي، مختبئ تحت الارض وانه مختف بين النساء او انه موجود بين الرهائن الاسرائيليين، وفي النهاية كان واضحاً بأنه كان يمارس نشاطه بشكل طبيعي فوق الارض".
وتابع: "نحن نؤمن بان كل من اختار طريق الجهاد والقتال لا يمكن ان يختبئ تحت الارض، لأن الكل يتمنى الشهادة وينال ما ناله ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني والسيد حسن نصر الله"، مؤكداً أن "وضع العراق يختلف عن وضع لبنان وغزة. العراق تتوفر فيه عدة عوامل تبعد حاجة القادة للاختباء تحت الارض هذا غير ممكن".
وعن امتلاك العراق او الحشد الشعبي والفصائل أسلحة متطورة مثلما التي لدى الجيش الاسرائيلي لمواجهة تهديداتهم، أوضح حيدر المختار، آمر فوج في الحشد الشعبي ان "ما يتوفر لدى الغرب واسرائيل من اسلحة متطورة ونحن ما يأتينا من تسليح تحت رعاية الاميركان هي ليست بالمستوى المطلوب، ولكن حتى بالامكانيات المتوفرة البسيطة سنتمكن من المواجهة".
وأضاف أن "المقاومة العراقية اليوم تضرب اهدافاً اسرائيلية في ايلاف ومشارف تل أبيب وفي تل أبيب، والاية الكريمة تقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، ولا تعتقد أن هناك خوفاً لدى ابناء الحشد من التهديدات الاسرائيلية، وهم لا يتوقفون عن جرائمهم، وآخر تهديد كان ضد المرجع حفظه الله عندما نشروا صورته ضمن اهدافهم، لكن هل تأثر المرجع؟ طبعا لا. لا اعتقد ان لهذه التهديدات اية قيمة".
وبخصوص تنفيذ المقاومة العراقية ضربات مؤثرة داخل اسرائيل، وفيما اذا كانت هذه العمليات تتم بالاتفاق او بموافقة القيادة العراقية، قال: "لا استطيع الرد على هذا السؤال ولا اعرف اذا كات هناك تنسيق بين الحكومة العراقية وفصائل المقاومة، لكن هذه الفصائل تخضع للجانب الشرعي ولتوجيهات المرجعيات الاخرى، ولعل بعض المسميات تؤمن او تتبع توجيهات مرجعيات معينة، وبالتالي عندهم العذر الشرعي لعملهم، هذا ما استطيع قوله كرد على سؤالكم".
حيدر المختار، أشار الى دور ايران في كل ما يحدث في المنطقة خاصة بما يتعلق بمواجهة اسرائيل، بالقول إن "ايران دولة لها وجود وحضور وتواجدها في المنطقة وردت بضربات قوية على اسرائيل، وبالتالي ايران دولة والعراق دولة، ودورهما اليوم واضح، بدليل ما يجري للحوثيين وما يجري في لبنان وهذا واضح، كذلك صمود غزة وما جرى فيها خلال الفترات الاخيرة وبالتالي فان الجمهورية الاسلامية داعمة لكل هذه الاذرع وللفصائل التابعة لها".
ولفت الى أن "الفصائل شهدت في الفترة الاخيرة تطوراً، وهذا لم يأت من فراغ وللجمهورية (ايران) يد بهذا الجانب، ونحن على المستوى الشخصي نعتبرها ايجابية لأن أي جهد ضد الجانب الاسرائيلي هو عمل ايجابي بغض النظر عن السياسات والأمور الاخرى".
ورفض المختار الرد عن مصدر تسليح الفصائل العراقية التي تضرب اسرائيل وفيما اذا يتم تسليحها من داخل او خارج العراق، وقال: "لا استطيع الرد على هذا السؤال في الوقت الحالي، ولكننا نسمع ونتابع ونشاهد بعض البيانات ومقاطع الفيديو التي تنشرها الفصائل، واعتقد هذا عملها، بدليل انه لا توجد حدود مشتركة بين ايران والحوثيين حتى نقول ان طهران تبعث لهم بالصواريخ، ولكن عندهم وضعهم الخاص ويجوز انهم استعانوا ببعض المستشارين، وعلى مستوى العراق تتوفر خبرات وامكانيات متطورة منذ ذلك الزمن (ما قبل 2003) وتتوفر فيه خبرات كبيرة مثل وجود العالم الذري الاول في الشرق الاوسط في العراق، والكثير من الكفاءات العلمية التي لها حضور متطور، ولعل الفصائل تتوفر على هذه الكفاءات".
واستبعد أن يكون هناك "تصنيع عسكري لدى الحشد الشعبي او الفصائل الاخرى، ولكن هناك تصنيع عسكري تابع للدولة ويجري بعض الاختبارات ويصنع بعض الاسلحة والاعتدة والصواريخ وهذه التجربة يمكن ان تنتقل الى بعض الفصائل".
بشأن ما صرح به قيادي في احدى الفصائل المسلحة بأنهم يمتلكون مصانع اسلحة تحت الارض، أوضح حيدر المختار أن "هذا موضوع يهمه لكنني لم اشاهد مصانع اسلحة تحت الارض، قد تكون هذه المصانع موجودة او ان هذه التصريحات اعلامية لارهاب العدو من باب الحرب النفسية، وهذه حالة اعتيادية في الحرب وهو استعراض لما لديك من جانب اعلامي أو واقعي".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً