رووداو ديجيتال
يتأمل مثقفون عراقيون ان تقوم الحكومة المقبلة، حال تشكّلها، بالالتفاف إلى مشاكل المواطنين في البلاد، بعد أن وصل بهم اليأس لحدّ فقدان الثقة بأي وعود حكومية، خصوصاً وأن اليوم يصادف مرور عام على الانتخابات البرلمانية دون الوصول لأي نتائج تذكر أو تحسين في الواقع الخدمي والمعيشي للعراقيين.
الكاتب عقيل الطائي، أعرب لشبكة رووداو الإعلامية، الإثنين (10 تشرين الأول 2022)، عن أسفه لعدم تشكل الحكومة، مستدركاً أن هنالك نتائج ايجابية ضمن ما حدث.
"ما نعتقده هو أن القوى السياسية الكوردية والسنية والشيعية استشعرت بأن الخطر قريب منها ومن العراق وهناك من يريد الفوضى في البلاد، لذلك أتأمل بأن هنالك بريق أمل لتشكيل حكومة"، وفقاً للكاتب.
هذا الأمل الذي انتاب الطائي، جاء "بعد الوصول الى توافقات بين الكورد في تقديم مرشح لرئاسة الجمهورية"، مبيناً أن "مرشح رئاسة الوزراء حاضر، وبذلك سيتم تشكيل الحكومة".
كما أنه ذكر بأن أمام الحكومة المقبلة "مهمات صعبة جداً وتحديات قوية"، آملاً بـ"تعاون جميع الكتل السياسية للخروج من الأزمة".
أما الباحث في الشأن السياسي، قاسم الغراوي، فقد لفت إلى أن "الاهتزازات السياسية والازمات، لم تبق أمام الكتل السياسية المتفقة على تشكيل الحكومة إلا أن تكون جادة بتوحيد الخطاب ومتبنياتها لتشكيل الحكومة".
وأضاف أن هناك "عقدتين في العملية السياسية وهي ترشيح رئيس الجمهورية لتكليف رئيس الوزراء"، مردفاً أن مرور عام على الانتخابات "شخّص الإخفاقات والأزمات التي مرت بها المنظومة السياسية، ولم تحل المشاكل للأسف الشديد".
وبيّن أن انسحاب التيار الصدري "انعكس سلبياً على تشكيل الحكومة"، معرباً عن أمله الكبير بتهيئة الإطار التنسيقي كل مستلزمات نجاح الحكومة.
المحلل السياسي، أشار إلى أن هناك الكثير من "المسؤوليات تجاه الحكومة بعد اختيارها وتكليفها من قبل رئيس الجمهورية المرشح من قبل الحزبين الكوردستانيين"، مبيناً أن "هناك أموراً عالقة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، منها البنى التحتية والموازنة، وقانون الامن الغذائي والكثير من المشاريع المعطلة باعتبار الحكومة الحالية للكاظمي هي حكومة تصريف أعمال".
"الحقيقة أن الشعب العراقي عانى ويعاني الكثير، ويجب على الحكومة القادمة أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المسائل وتكون واعية لهذه المنعطفات والأزمات التي مر بها البلد، وان تحل مشاكل الشعب وما يواجهه"، وفقاً للغراوي.
ودعا إلى حل المشاكل بين إقليم كوردستان والمركز "وفقاً للدستور والقوانين الصادرة والنافذة سابقاً"، متمنياً عدم إضافة أزمة جديدة للأزمات الحالية حتى لا يتعقد المشهد السياسي.
الأكاديمي محمد فخري المولى، قال إن "تغيير الواقع أمر صعب جداً ويحتاج لمرحلة كبيرة"، معتبراً أن "لانتخابات و الحكومة التي من المفترض أن تتشكل الآن، لن تمتد لأكثر من عام ونصف العام بأقصى حالاتها وإن طال أمدها أو قصر".
ولأجل ذلك، يفقد الأكاديمي أمله في ترك الحكومة المقبلة "البصمات" المتمثلة بالبدء بمشروع اقتصادي أو سياسي يحل الأزمات.
وأعرب عن أمنياته بإنطلاق "رؤى سياسة مالية تجارية يتنفع بها المواطنون، وكذلك بدء الحكومة القادمة بخطوات واثقة من أجل عدم العودة إلى الخلف".
محمد فخري المولى، اعتبر أن قانون العشوائيات اتخذ بنظرة ضيقة، مؤكداً أن معالجة أمور العراق يجب أن تتمّ "بشكل ستراتيجي لا آني".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً