موجة حر 2003 كانت الأقسى عالمياً.. الأنواء الجوية لرووداو: العراق يعيش تأثيرات "جمرة القيظ"

10-07-2023
معد فياض
الكلمات الدالة العراق الأنواء الجوية
A+ A-
معد فياض

اعتبرت هيئة الانواء الجوية في وزارة النقل الاتحادية، ارتفاع درجات الحرارة في المدن العراقية مؤخرا "ضمن المعدلات الطبيعية بسبب دخول العراق مرحلة جديدة للمنخفض الموسمي الحراري".
 
وعلى مستوى اوربا فقد سجلت التقارير الدولية التي نقلتها وكالات الانباء العالمية عودة موجة الحر الشديد التي تغمر معظم دول القارة العجوز الى الأذهان صيف عام 2003، وهو الاقسى في التاريخ الحديث من حيث ارتفاع درجات الحرارة والذي لقي فيه عشرات الآلاف من البشر مصرعهم.
 
وقال مدير اعلام هيئة الانواء الجوية في وزارة النقل الاتحادية، عامر الجابري، لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الاثنين، 10 تموز 2023:" كان من المفروض ان تبدأ تأثيرات المنخفض الحراري الموسمي على العراق منذ منتصف شهر ايار الماضي، لكن تأثيره بدأ منذ تموز الجاري حيث نعيش ما اصطلح على تسميته في شبه الجزيرة العربية، بـ (جمرة القيظ) التي يتأثر بها العراق خاصة في النصف الاول من شهر تموز." موضحا ان:"درجات الحرارة في منطقة الخليج العربي والعراق تتراوح ما بين 45 الى 50 درجة مؤوية". 
 
وأوضح الجابري بأن "ما يطلقون عليها(جمرة القيض) تؤدي ايضا الى اختلاف درجات الحرارة في العراق بين منطقة واخرى، ففي حين تصل درجات الحرارة الى اكثر من 50 درجة مؤية، كما حدث في البصرة العام الماضي، فان مناطق الوسط تكون معدلات درجات الحرارة فيها ما بين 44 الى 48 درجة مؤية، اما المناطق الشمالية، اقليم كوردستان وكركوك فتتراوح معدلات درجات الحراة فيها هذه الايام ما بين 39 الى 43 درجة مؤية." مشيرا الى ان:" اعلى درجة حرارة في العراق بلغت 52 درجة مؤية كانت في منطقة علي الغربي في محافظة ميسان العام الماضي". 
 

لا يتوفر وصف.
ارتفاع درجات الحرارة ببغداد

 

وأشار مدير اعلام هيئة الانواء الجوية في وزارة النقل الاتحادية، عامر الجابري، الى ان "الفترة الحالية التي نمر بها هي فترة المنخفض الموسمي الحراري والتي كان من المفترض ان تبدأ من منتصف شهر ايار وحتى ايلول القادم، خاصة الاشهر الثلاث: تموز واب وايلول، والتي تشهد ارتفاع وانخفاض في درجات الحرارة، لهذا تدل قراءات قسم التنبوء الجوي، في هيئتنا والذي يصدر تقاريره الخاصة بالقراءات الجوية كل 12 ساعة  الى ان درجات الحرارة في المناطق الجنوبية ستصل الى 51 درجة مؤية، وفي المناطق الوسطى 46 درجة مؤية، والشمالية(اقليم كوردستان) 44 درجة مؤية". 
 
وأوضح أن "العراق مصنف ضمن الخمس دول ضمن عشرة دول يتأثر بالمنخفضات الحرارية، واسباب ذلك الاحتباس الحراري وغياب المساحات الخضراء والحزام الاخضر حول المدن والجفاف الذي تعاني منه الانهار والاهوار والمسطحات المائية وعدم استعمال الطاقة البديلة. يضاف الى هذا الانبعاثات الحرارية من آبار النفط ومولدات الطاقة الكهربائية". 
 
يذكر أن الدول المصنفة الأكثر سخونة على كوكب الارض والتي لا تتأثر بالمنخفض الجوي، بل تحافظ على دراجات حرارة عالية على مدار السنة،  وحسب ما نشره موقع "بزنس إنسايدر"، هي: جيبوتي، مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، جزر بارتيليمي، أروبا وغامبيا، السودان، جزر المالديف وموريتانيا، أنغويلا، السنغال وجزيرة سانت لوسيا، جزر مارشال،و التشاد.

 

70 الف ضحية
 
لكن ارتفاع درجات الحرارة ليست حكرا على دول آسيا وافريقيا، بل عانت وتعاني قارة أوربا من ارتفاع درجات الحرارة والتي كلفتهم عشرات الالاف من الضحيايا اضافة الى حرائق الغابات، نتيجة ذلك، وحسب التقارير الصحفية فقد كانت اعلى درجات الحرارة قد بلغت في فرنسا عام 2003 ، عندما حطمت مدينة كاربنتراس، جنوب فرنسا، الرقم القياسي الوطني المسجل في آب 2003 (44.1 درجة)، وهي السنة التي بلغت فيها الحرارة مستوى قياسيا وخلفت 15 ألف حالة وفاة، في فرنسا فقط، عدا عن أضرارها الأخرى.
 
وليست موجات الحر الشديد أمرا غريبا في أوروبا، إنما النادر هو أن تأتي إحدى تلك الموجات في وقت مبكر من الصيف. وتتخذ خدمات الطوارئ أعلى درجات التأهب لمواجهة هذا التحدي، وبين عامي 2000 و2016 زاد عدد من يتعرضون لموجات الحرارة المرتفعة بحوالي 125 مليون شخص، بحسب منظمة الصحة العالمية.

 

ارتفاع درجات الحرارة في باريس

 

وشهدت هذه الفترة عددا من الوقائع الصعبة، منها ما وقع في 2003 والتي لقي فيها 70 ألف شخص مصرعهم في عموم أوروبا نتيجة للحر الشديد، وواقعة أخرى في 2010 والتي شهدت زيادة في عدد الوفيات بنحو 56 ألف شخص إبان موجة حر استمرت نحو 44 يوما في روسيا الاتحادية (بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية) والتي نقلتها وكالات الانباء والتقارير الصحافية.
 
وحسب التقارير الدولية فان أكبر عدد من الوفيات الزائدة، وقد بلغت 2227 وفاة، بسبب الطقس الحار بين 10 و25 تموز 2022.
 
وأثرت موجات الحر المستمرة في شهري حزيران وتموز عام 2022 على أجزاء من وسط وجنوب وغرب أوروبا، مما تسبب في اندلاع حرائق الغابات وجرت عمليات إجلاء والكثير من الوفيات المرتبطة بالحرارة. ففي شهر حزيران بلغت درجات الحرارة ما بين 40–43 درجة مؤية في أجزاء من أوروبا، وكان أشدها في فرنسا، حيث تجاوزت العديد من الأرقام القياسية السابقة. حدثت موجة حرارة ثانية في منتصف تموز، امتدت شمالًا إلى المملكة المتحدة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مؤية لأول مرة في تاريخ بريطانيا. وعزا علماء المناخ شدة موجة الحرارة إلى تغيّر المناخ بسبب الاحتباس الحراري. 
 
جديرٌ بالذكرِ أنَّ أعلى درجة حرارة مسجَّلة هي 47.0 درجة مؤية في منطقة بينهاو في البرتغال وذلك في 14 تموز عام 2022.
 

 

لا يتوفر وصف.
ارتفاع درجات الحرارة في إسبانيا

 

ربط علماء المناخ الحرارة الشديدة بتأثير الاحتباس الحراري وتغير المناخ، ويتوقع الخبراء أن التغيرات في التيار النفاث نتيجة لتغير المناخ ستسبب موجات حرارية متكررة في أوروبا.

وشهد عام  2018 ثاني أكثر فصول الصيف حرارة في ألمانيا منذ بدء التسجيلات، وفترات حرارة طويلة بشكل غير معتاد ومتوسط ودرجات حرارة أسبوعي مرتفع بشكل لافت للنظر. وهناك تقديرات بوفاة حوالي 8700 شخص بسبب الحرارة في عام 2018، والتي لاحظ الباحثون أنها كانت بحجم مماثل تقريبا للسنوات الحارّة التاريخية في 1994 و2003، واللتان شهدتا تسجيل حوالي 10 آلاف حالة وفاة في كل منهما بسبب الحرارة.
 
في عام 2019 قدر الباحثون حدوث 6900 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة، مقارنة بـ 3700 في عام 2020 .
 
بريطانيا: ارقام قياسية
 
وفي بريطانيا سجلت أكثر من ثلاثة آلاف وفاة مرتبطة بالحر الشديد  في إنجلترا وويلز خلال صيف العام الماضي، مع تحطيم درجات الحرارة أرقاماً قياسية في أنحاء المملكة المتحدة، حسب ما كتبته سافورا سميث في تقرير نشر في "اندبندنت" البريطانية، بتاريخ 07 أكتوبر 2022. 
 

 

لا يتوفر وصف.
البريطانيون يطفؤون حرارتهم ببحر الشمال

ووجد التقرير المشترك الذي أعدته "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" و"مكتب الإحصاء الوطني"، أنه جرى ما بين حزيران و آب من العام الماضي، تسجيل 3271 وفاة إضافية. وسجل أكبر عدد من الوفيات الزائدة، وقد بلغت 2227 وفاة، خلال الطقس الحار بين 10 و25 تموز 2022.وقد اعتبر صيف العام الماضي 2022،  أنه الأكثر حراً في إنجلترا، إلى جانب صيف عام 2018.

 
وبحسب أحدث تقرير حول "تقييم أخطار المناخ"، صادر عن "لجنة التغير المناخي"، يحتمل أن يرتفع عدد الوفيات المرتبطة بالحر الشديد في المملكة المتحدة إلى 7040 وفاة مع حلول عام 2050.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب