ذي قار مقبلة على "كارثة" مائية جراء انخفاض حاد بمناسيب الأنهر

09-07-2023
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة ذي قار الموارد المائية دجلة الفرات
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

تشهد محافظة ذي قار، انخفاضاً ملحوظاً بكميات مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، اللذين يمران في المحافظة، جنوبي العراق، ما أسهم بتأثيرات سلبية على واقع المحافظة.
 
نهرا دجلة والفرات مران بمحافظة ذي قار، حيث يمتد نهر دجلة من الغراف من قضاء الفجر الى قضاء الاصلاح، بينما يدخل نهر الفرات الى المحافظة ابتداء من قضاء البطحاء ويمتد الى الاهوار جنوب ذي قار.
 
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 42 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
 
ذي قار مقبلة على "كارثة"
 
بهذا الصدد، يقول معاون محافظ ذي قار فيصل الشريفي لشبكة رووداو الاعلامية: "نعاني من شحة مائية في المحافظة، وهذا الأمر لا يخفى على أحد، ووصلت الى مرحلة كبيرة في ذي قار، باعتبار ان المناسيب منخفضة والاطلاقات المائية قليلة".
 
وأضاف فيصل الشريفي ان "نهري دجلة والفرات يعانيان من شح في المياه، واذا بقيت الامور على هذا المنوال فإنها تنذر بكارثة"، منوها الى ان "ملف المياه اتحادي، وننتظر حلولا حكومية من خلال زيادة الاطلاقات والضغط على دول المنبع بهذا الصدد".
 
معاون محافظ ذي قار، عد المحافظة "من أكثر المحافظات تأثراً بالتغير المناخي"، مطالباً الحكومة الاتحادية بايجاد حلول لأزمة المياه الحالية.
 
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
 
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّرت وزارة الزراعة من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.

 

انخفاض حاد بمنسوب الانهر في ذي قار

 
انخفاض "حاد" بمناسيب الأنهر
 
من جانبه، يقول مدير ماء ذي قار أحمد عزيز لشبكة رووداو الاعلامية ان "أبرز اهم المشاكل التي تعاني منها مديرية ماء ذي قار هو انخفاض مناسيب الانهر المغذية للمحافظة، حيث تتغذى ذي قار على نهرين هما الفرات والغراف الذي يتفرع من نهر دجلة".
 
وأوضح أحمد عزيز أن "انخفاض المناسيب في الايام الاخيرة خصوصاً نهر الفرات اثر سلباً على توفير المياه في المناطق الريفية غير المخدومة بخدمة الماء الصالح للشرب، والتي لا تتوفر فيها الشبكات واعتماد الاهالي في هذه المناطق على مياه الانهر"، مبيناً ان "هذا الانخفاض بمناسيب المياه ادى الى جفاف القنوات الفرعية والانهر الصغيرة والجداول المتفرعة من نهر الفرات، والذي ألقى بظلاله على الواقع وتسبب بأزمة مياه".
 
وذكر أحمد عزيز ان "مديرية ماء ذي قار شرعت باستخدام اسطول السيارات الحوضية المتوفرة في كل وحدة ادارية، وايضاً هنالك دعم لجهد متكامل وتهيئة مستلزمات وقود لعمل هذه السيارات الحوضية"، لافتاً الى "ايصال المياه الى هذه المناطق والارياف من خلال السيارات الحوضية، والعمل يتواصل ليلاً ونهاراً باستخدام موارد بشرية ومعدات متوفرة لدى مديرية ماء ذي قار".
 
مدير ماء ذي قار، وصف انخفاض المناسيب بأنه "حاد جداً، ولاسيما في جنوب المحافظة، في الوحدات الادارية مثل العكيكة والطار والكرمة، والتي يمر فيها نهر الفرات، أما شمال المحافظة فيشهد ايضاً انخفاض المناسيب المائية دون المستويات الطبيعية، لكن وضع المشاريع المتمركزة على الجداول في شمال المحافظة مستقر الى الان".
 
ونوه الى ان "مشاكلنا بدأت تظهر اثر انخفاض المناسيب في المناطق الريفية والتجمعات السكانية الممتدة على الجداول الفرعية، اما قصبات المدن وسكان الحضر فلا توجد لديهم مشاكل، والموضوع الى الان تحت السيطرة".

 

انخفاض حاد بمنسوب الانهر في ذي قار

 
أحمد عزيز حذّر من أنه "في حال انخفاض المناسيب اكثر، سيسبب ذلك شحاً بمياه المناطق الحضرية والمدن، لكون المشاريع والمجمعات المائية انشأت على الانهر الرئيسة التي تغذي المحافظة، وخصوصاً في شمالها، أما بالنسبة لغرب المحافظة في أقضية الجبايش والمنار والفهود والاصلاح وسيد دخيل، فلا توجد فيها أزمة، خصوصاً بعد تغذيتها للمرة الاولى بتاريخ الوحدات الادارية بالماء العذب، حيث تم تحويل مصادر الماه الصالحة للشرب من نهر الفرات، والاعتماد بشكل كلي على نهر دجلة بعد تشغيل مشروع الجبايش".
 
مدير ماء ذي قار، رأى أن "هذا التغيير والتشغيل التجريبي أدى الى تغيير نوعية المياه في الوحدات الادارية المذكورة، بحيث تحول من ماء مالح الى ماء عذب"، مضيفاً أن "الاحياء المخدومة بالماء الصالح للشرب تتوفر فيها المياه بجميع الاحياء السكنية ولا توجد هنالك ازمة، كما انخفضت الشكاوى لمديرية ماء ذي قار بهذا الصدد"، مردفاً أن "الشكاوى التي تردنا تكون بخصوص كسور في الانابيب، حيث يتم اصلاحها".
 
وشدد أحمد عزيز على أن "انقطاع التيار الكهربائي يؤثر على تزويد المناطق بالماء الصالح للشرب".
 
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
 
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب