لا يجمع سوى 50% من النفايات في كركوك جراء "نقص التمويل"

08-11-2021
الكلمات الدالة كركوك النفايات
A+ A-

رووداو ديجيتال

منذ نحو أربع سنوات تعاني مدينة كركوك من مشكلة تراكم النفايات في الشوارع والأحياء، وحتى في المتنزهات وفي مواقع مواجهة للمدارس والمراكز الصحية، ولا يجمع الآن سوى 50% من النفايات في المدينة.

عن هذه المشكلة، قال معاون محافظ كركوك للشؤون الفنية، علي حمادي، لدى مشاركته في برنامج "مع رنج" لقناة رووداو إن وزارة المالية العراقية لا تصرف تخصيصات لرفع النفايات "وللوزارة إجراءات روتينية طويلة لصرف المال الأمر الذي سبب هذه المشكلة، وقد قمنا بتأمين سبعة مليارات دينار لرفع النفايات لهذه السنة لكن المبلغ لم يصل إلينا بسبب الروتين".

جهاد حسن، من سكان منطقة الحرية في كركوك، قال لمراسل شبكة رووداو الإعلامية في كركوك، هردي محمد علي: "الحكومة لا تقوم بجمع [النفايات]، ونضطر نحن لإلقائها في الشارع الرئيس".

شاخوان ظاهر، من سكان منطقة الحرية بكركوك، تساءل: "الحكومة مقصرة، لكن الحل سهل من وجهة نظر المواطنين، هل الحكومة تفتقر إلى آليات، أم إلى تخصيصات مالية، ما هي المشكلة؟".

وقال مقدم البرنامج، رنج سنكاوي، إن نواقص كركوك لا تنحصر في تراكم النفايات، بل أن شوارع المدينة يلفها الظلام ليلاً وهذه مشكلة أخرى قال عنها معاون محافظ كركوك للشؤون الفنية، علي حمادي، إن 50% من الشوارع مضاءة حالياً "وسنحل هذه المشكلة بنسبة 100% بحلول نهاية السنة الحالية وسنضيء الشوارع" وتعهد حمادي بحل مشكلة النفايات أيضاً بحلول نهاية السنة وقال "سنحل هذه المشكلة مع حلول السنة الجديدة".

وأكد حمادي أنهم لن يبلغوا مستويات أربيل والسليمانية في مجال تنظيف المدينة لأن "التخصيصات المالية المتوفرة لهذه المدن أكبر من تلك التي عندنا، لكننا نتعهد بتحسين الوضع بنسبة 80%".

من جهته لم يخف مدير عام البلديات في وزارة البلديات العراقية، علي حسين، لدى مشاركته في البرنامج، أنه رغم تخصيص مبلغ ثلاثة مليارات دينار سنوياً لتنظيف كركوك وكل البلديات من النفايات، إلا أن هذا المبلغ لا يفي بالغرض "يجب على المحافظات أن تؤمن من جانبها المزيد من الأموال لتنظيف المدن، فمثلاً بإمكان كركوك تخصيص جزء من أموال بترودولار لهذا الغرض".

ومع أن بغداد لا تتخذ أي خطوات فإن إدارة كركوك الحالية لم تبد أي استعداد لحل المشكلة في حين كانت الإدارة السابقة للمحافظة تخصص جزءاً من أموال بترودولار لتنظيف المدينة.

وعبر المدير العام في مديرية حماية وتحسين البيئة في المنطقة الشمالية، علي عبدالرزاق، عن عدم تفاؤله للوعود التي أطلقت في برنامج (مع رنج) واستبعد التمكن من حل 50% من تلك المشاكل خلال الشهرين المتبقيين من السنة الحالية وقال: "يمكن البدء بالعمل على الحل، لكن لا يمكن قطعاً حل المشكلة نهائياً في شهرين".

وعن تخصيص حصة من أموال بترودولار لحل مشكلة تراكم النفايات، قال: "النفط بات نقمة على الكركوكيين بدلاً من أن يكون نعمة لهم، فقد لوث بيئتهم تماماً ولم تجر الاستفادة من عائدات النفط كما يجب".

تقليص تخصيصات رفع النفايات والتخلص منها من جانب بغداد هو السبب الرئيس لهذا الوضع في كركوك، فبينما كانت التخصيصات لهذا الغرض 1.2 مليار دينار شهرياً في العام 2017، تم تقليص التخصيصات في 2018 إلى 840 مليون دينار شهرياً، وإلى 600 مليون دينار في 2019، ثم إلى 200 مليون دينار شهرياً.

وقال مدير بلدية كركوك، فريدون زنكنة، في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية إن الأموال المخصصة لرفع النفايات في مدينة كركوك تراجعت بشكل ملحوظ، مشيراً إلى أن المبلغ المخصص تراجع من 1.2 مليار دينار في الشهر إلى 200 مليون دينار فقط، الأمر الذي يمكننا من رفع 50% فقط من النفايات في المدينة، وإضافة إلى نقص التمويل، هناك نقص في عمال النظافة، وقال زنكنة "كان عندنا 600 عامل نظافة متعاقدين، ولم تجدد عقود أي منهم، كما أحيلت ثلاثة مواليد على التقاعد مرة واحدة، وهذا ما أدى إلى تقليص عدد عمال النظافة عندنا بشكل كبير".

وأكد مدير بلدية كركوك أن تنظيف المدينة من النفايات في المرحلة الحالية بحاجة إلى مليار دينار في الشهر كحد أقل: "ولحل مشكلة تمويل عملية رفع النفايات والتخلص منها راجعت بغداد أكثر من 50 مرة وطرقت كل الأبواب".

وأشارت عضو الهيئة العليا لجمعية كوردستان الخضراء، شكوفة محمد، لدى مشاركتها في برنامج "مع رنج"، إلى أن أغلب المشاتل تم تسليمه للقطاع الخاص، وقالت: "لا شك أن زراعة أعداد كبيرة من النباتات ستكون لها آثار جيدة على جو المدينة، وقد زرعت نباتات كثيرة في أوقات سابقة، وفرت الحكومة والمنظمات القسم الأكبر منها، لكن تراجع أعداد المشاتل الحكومية حالياً إلى مشتلين تراجعت عمليات التشجير لدرجة كبيرة، لهذا فإن خصخصة المشاتل الحكومية أضرت كثيراً ببيئة المدينة".
‏‎
وذكر مدير مؤسسة كوكار لحماية البيئة، إسماعيل مجيد، لدى مشاركته في برنامج "مع رنج"،  أن مشكلة النفايات لا تقتصر على جمعها ورفعها بل أن هذه النفايات تجب معالجتها، وقال: "في المرحلة الحالية، وفي أحسن الأحوال، فإن الذي يجري هو رفع النفايات ونقلها إلى خارج المدينة، لكن ماذا بعد ذلك؟ المشكلة لا تنتهي هناك، صحيح أننا نقوم بدفن النفايات، لكن ستكون لهذه العملية في المستقبل آثار سيئة جداً على الماء والهواء والبيئة في المدينة".

وأشار إسماعيل مجيد إلى أنهم في المنظمات وإلى جانب نشر الوعي يقومون بحملات تشجير هدفها الحفاظ على بيئة كركوك، قائلاً: "في السنوات الثلاث الماضيات قمنا بتوزيع 47 ألف شتلة على المواطنين بهدف الحيلولة دون مزيد من تلوث بيئة المدينة".

من جهة أخرى، يوجد حالياً أكثر من عشرة أحياء في كركوك تعاني من رائحة غريبة كريهة، ويقول برهم وصفي، وهو من سكان حي بنجة علي: "رائحة كريهة تنتشر في الليل بصورة خاصة، تزعج المواطنين".

تم تشكيل لجنة من إدارة كركوك ودوائرها لمتابعة هذه المشكلة التي لم يتمكنوا من حلها.

يتحدث مدير دائرة البيئة في كركوك، محمود فاتح، عن هذه المشكلة: "قريبون إن شاء الله من حل هذه المشكلة، لكني أؤكد أن هذه الغازات ليست خطيرة ولا تؤثر على الصحة، لكنها غازات مزعجة، ومن حق الأهالي أن ينزعجوا منها ومن روائحها، وقد رفعنا تقاريرنا إلى الجهات العليا".

وبينما لم تعثر الجهات المعنية عن مصدر تلك الروائح المزعجة، يعتقد أن مصدر الروائح هو المؤسسات النفطية وبعض المصافي الأهلية القريبة من المدينة.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

 الكاردينال لويس روفائيل ساكو

مهنئاً بعيد الفطر.. ساكو يدعو إلى حوار وطني "صادق وشجاع"

اقترح بطريرك الكلدان في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، دعوة إلى إطلاق حوار وطني جاد يضم مختلف الأطراف العراقية، بهدف الخروج من الأزمات المتراكمة وبناء دولة قوية ومستقرة.