رووداو ديجيتال
حذر المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي، أبو علي العسكري، الولايات المتحدة من مغبة الرد على الهجمات المسلحة التي تشنها فصائل "المقاومة" بالقول إن "الرد على الرد سيكون قاسياً ويوسع دائرة الاستهداف"، مؤكداً في الوقت ذاته رفض "استهداف البعثات الدبلوماسية".
وقال العسكري في تغريدة على تويتر إن "استهداف البعثات الدبلوماسية مرفوض من قبل المقاومة العراقية، وقرارها هو عدم قصف حتى معسكر سفارة الشر الأميركية في بغداد (ابتداء)، وقتال جيش الاحتلال هو قرار عراقي خالص لا دخل لأي طرف خارجي فيه، ولن يتوقف إلا بانسحاب آخر جندي من القوات المحتلة".
وتضمنت التغريدة أربع نقاط ومنها "أن المقاومة بجميع أشكالها حق طبيعي للشعب العراقي، وغايتها إجبار الاحتلال على الانسحاب وتنفيذ قرار البرلمان العراقي".
ووصف العسكري من يدافع عن القوات الأميركية بـ"الخائن والمجرم" بالقول: "الخائن والمجرم هو من يدافع عن قوات الاحتلال وقتلة أبناء شعبنا لا من يدافع عن سيادة بلده ودماء شعبه"، داعياً فصائل "المقاومة العراقية لحفظ قواعد الاشتباك وعدم حرق مراحل المعركة مع العدو".
واختتم المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي قائلاً: "على العدو أن يفهم الرسالة أيضاً، فالرد على الرد سيكون قاسياً ويوسع دائرة الاستهداف إلى نقاط لم تكن في حساباته ويزيد عيار الضربات لتصل إلى مراحل قد لا يعود بعدها إلى ما قبلها".
ويوم أمس الأربعاء، أعلنت كتائب سيد الشهداء أيضاً تبرأها من الهجمات المسلحة الأخيرة، رغم أن الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، توعد أول أمس الثلاثاء، بالرد على الضربة الأميركية التي استهدفت الحشد الشعبي أواخر حزيران الماضي، وأسفرت عن مقتل أربعة منهم، مشيراً إلى أن "الانتقام سيكون من خلال عملية نوعية، ليس في العراق أو إقليم كوردستان فقط بل في أي مكان".
وقال الولائي في مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس من داخل مكتبه في بغداد: "نريد أن ننفذ عملية يقول الجميع عنها إننا انتقمنا من الأميركيين. تكون عملية نوعية. عملية يمكن أن تأتي من الجو والبر والبحر، وعلى الحدود العراقية، في الإقليم، أو في أي مكان"، مضيفاً: "يمكننا الآن أن نحارب أميركا ليس فقط في العراق ولكن على الحدود السورية والأردن وكوردستان والكويت والسعودية ويمكننا الوصول إليهم وضربهم في أي مكان، نحن موجودون الآن في الشارع وقرب كل المعسكرات الاميركية ونحن ماضون في عملية الرد وقطعنا إيماناً غليظة في ذلك. ونحن في الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة ذاهبون باتجاه الرد".
وتعرّض مطار أربيل الدولي، ليلة الثلاثاء (6 تموز 2021)، إلى هجوم بطائرة مسيّرة محمّلة بالمواد المتفجرة، لكن المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء كاظم الفرطوسي قال في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، إن "أربيل ليست قاعدة اميركية، بل ارضاً عراقية ومطارها مدني، ولايمكن استهدافها من أي عراقي سواء نحن او غيرنا".
وفجر اليوم الخميس، تعرضت المنطقة الخضراء وسط بغداد، لهجوم صاروخي بثلاثة صواريخ كاتيوشا، وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه إنه "بالساعة ٢٠٠ قامت مجموعة خارجة عن القانون باستهداف المنطقة الخضراء في بغداد بثلاثة صواريخ كاتيوشا، وسقط الصاروخ الاول قرب مقر جهاز الامن الوطني، والثاني في ساحة الاحتفالات، فيما سقط صاروخ اخر قرب منطقة الشيخ عمر في حي سكني"، مشيرةً إلى أن الهجوم أدى الى أضرار بعجلة أحد المواطنين.
وأكدت الخلية أن "هذه الأعمال التي لاتريد الخير لهذا البلد ستواجه بقوة من قبل الأجهزة الأمنية والتي ستتابع استخبارياً وميدانياً من قام بهذه الأعمال التي تعرض حياة المواطنين للخطر وكذلك استهداف البعثات الدبلوماسية الأجنبية".
يأتي هذا بعد يوم من استهداف قاعدة عين الأسد في الأنبار ومطار أربيل الدولي بالصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة.
وليل الإثنين/ الثلاثاء، أسقطت القوات الأميركية في العراق طائرة مسيّرة مفخّخة أثناء تحليقها فوق سفارة الولايات المتّحدة في بغداد، وذلك بعد ساعات من هجوم صاروخي استهدف قاعدة تضمّ جنوداً أميركيين.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، واين ماروتو، لرووداو بشأن الاضرار التي أسفرت نتيجة تعرض قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار للقصف أمس الأربعاء إن الهجوم الصاروخي أدت إلى "إصابة شخصين".
واستهدف نحو 50 هجوماً المصالح الأميركية في العراق منذ بداية العام، لاسيما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، فضلا عن مواكب لوجستية للتحالف، في هجمات غالباً ما تنسب الى فصائل عراقية موالية لإيران.
ويناهض الحشد الشعبي الذي يضم في غالبيته فصائل تتهم بقربها من إيران، الوجود الأميركي في العراق، ويرحب قادته مراراً بالهجمات التي تطاول مؤخراً قواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، لكنهم لا يتبنونها.
وتثير تلك الهجمات قلق المسؤولين العسكريين في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي 2500 عسكري في العراق من 3500 عنصر من قوات التحالف.
ويرى مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون غربيون في العراق أن تلك الهجمات لا تشكل خطراً على القوات المنتشرة فقط بل تهدد أيضا قدرتها على مكافحة تنظيم داعش الذي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق صحراوية وجبلية في البلاد.
وتحاول السلطات العراقية منذ سنوات ردع منفذي تلك الهجمات، التي أدّت منذ بداية العام إلى مقتل متعاقدَين أجنبيين وتسعة عراقيين هم متعاقد وثمانية مدنيين. وقد بلغت مستوى جديداً منتصف نيسان الفائت حين نفّذ لأول مرة هجوم بطائرة مسيّرة مفخّخة على قاعدة عسكرية تستضيف أميركيين في مطار أربيل.
وفي 27 حزيران الماضي، نفذت طائرات سلاح الجو الأميركي غارات جوية بالقرب من الحدود العراقية السورية ضد ما قال البنتاغون إنها منشآت تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران لدعم ضربات الطائرات بدون طيار داخل العراق. وقتل أربعة عناصر منهم، في المقابل، قالت هيئة الحشد الشعبي، إن عناصرها كانوا في مهام لمنع تسلل مسلحي تنظيم داعش ونفى وجود مستودعات أسلحة في الموقع المستهدف، كما تعرضت القوات الأميركية في شرق سوريا لهجوم صاروخي في اليوم التالي للغارات الجوية، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً