رووداو ديجيتال
تداولت صفحات التواصل العراقية صوراً، لما قيل إنهم ثلاثة أطفال لقوا مصرعهم بعد تركهم في سيارة مغلقة لفترة طويلة بمنطقة البلديات في بغداد.
الصور أظهرت ثلاثة أطفال يتصببون عرقاً، أحدهم واقعٌ على وجهه أسفل مقعد السيارة الخلفي، وآخَرَين ملقين على ظهرهما على المقعد حيث قال نشطاء على صفحات التواصل أنهم لاقوا حتفهم مختنقين.
وصرح مصدر أمني، إنه: " توفي ثلاثة أطفال، الجمعة (7 أيار 2021)، إثر تركهم في سيارة مغلقة، بعمر 3- 4 سنوات، وهم في سيارة متروكة، بمنطقة البلديات شرقي العاصمة بغداد".
قائد شرطة بغداد اللواء الركن ماجد فالح موسوي، أكد صحة الصور المتداولة وقال لشبكة رووداو الإعلامية: إن "التحقيقات جارية حول الواقعة"، ووفقاً للمعلومات الأولية، "الأطفال تمكنوا من صعود السيارة المتروكة بسبب عطلٍ في أحد الأبواب، دون أن يتمكنوا من إعادة فتحه من الداخل"، موضحاً أن "عائلتهم كانت تبحث عنهم منذ الـ2:00 ظهراً وحتى الـ5:00 عصراً".
اللواء موسوي، عزا الحادثة للإهمال، ولم يرجح وجود شبهة جنائية وراء الواقعة.
وتداول النشطاء مقطعاً مصوراً، لشاهد عيان قريب على مكان الواقعة، يقول فيه: إن "الأطفال تمكنوا من صعود السيارة المتروكة بسبب عطلٍ في أحد الأبواب، دون أن يتمكنوا من إعادة فتحه من الداخل"، موضحاً أن "عائلتهم كانت تبحث عنهم منذ الـ2:00 ظهراً وحتى الـ5:00 عصراً".
الشاهد أضاف، أن "أحداً لم يتخيل أن يكون الأطفال داخل السيارة، إلى أن خرج مالكها، الذي يسكن في الجوار، ليتفاجأ برؤية الأطفال داخل سيارته".
وقال نشطاء إن "الأطفال الثلاثة هم أخ وأخت وقريبهم، وأنهم كانوا في زيارة بمنزل جدهم حيث كانت عائلتهم منشغلة بنقل أثاث منزلهم بغية تغيير المسكن الذي كانوا يعيشون فيه"، وهم كل نرجس احمد جبار سلمان الزيرجاوي تولد 2019 جود احمد جبار سلمان الزيرجاوي تولد 2018 علي حسين رعد احمد اللامي تولد 2018.
يذكر أن النشطاء أضافوا أن والد طفلين من بينهم مرَّ أكثر من مرة بجانب السيارة تلك، دون أن يعلم أن ولديه يختنقون داخلها.
ويودي نسيان الأطفال في السيارة، بحياة 37 طفلًا في المتوسط كل عام بالولايات المتحدة الأميركية، وفقًا لأستاذ علم النفس بجامعة جنوب فلوريدا الدكتور ديفد دياموند.
كما أنه منذ العام 1994 توفي804 أطفال بسبب الأمراض المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة داخل السيارات، وتوفي 42 طفلا خلال العام 2017 فقط في الولايات المتحدة، وفقًا لمركز كيدز آند كارز، وهو مركز للدعوة يجري أبحاثا حول الأخطار المتعلقة بالسيارات المحيطة بالأطفال. وفي حوالي 55% من تلك الحالات، لم يكن الوالد على علم بأن الطفل كان في السيارة.
ورغم ارتباط تلك النتائج بالدول الأجنبية، فإنه وعلى مستوى العالم العربي لقيت طفلة ذات خمسة أعوام مصرعها اختناقا بعد أن نسيها عمها داخل سيارته وذهب إلى عمله في منطقة جازان بالسعودية.
لم يتعمد العم الإهمال كما تفيد الدراسات حول هذا النوع من الحوادث، ولكنه ذهب إلى عمله بعدما ظن أن الطفلة قد ترجلت من السيارة إلى روضتها، ولكن الحقيقة أنها كانت نائمة، ليعود العم لسيارته بعد انتهاء الدوام ليجد الصغيرة قد فارقت الحياة.
يقول دايموند الذي درس الأسباب وراء ظاهرة الأطفال المنسيين في السيارات، إن "أي شخص يمكن أن ينسى طفلا في سيارة"، والسبب في ذلك هو صراع القوة الذي يمكن أن يحدث في جميع العقول البشرية عندما يتعلق الأمر بالذاكرة.
وعما يحدث للأطفال داخل السيارة، فالأمر متعلق بارتفاع درجة الحرارة وحدوث الاختناق، وفقا لتقرير "ضربة الشمس لدى الأطفال" (Pediatric Vehicular Heatstroke PVH) بعنوان "الأطفال داخل السيارات الساخنة"، الصادر عن مجلس السلامة الوطنية، فإن الأمر يستغرق 10 دقائق فقط لارتفاع درجة الحرارة داخل السيارة 20 درجة، وهذه الزيادة كافية لتؤدي إلى الموت خصوصا حينما يتعلق الأمر بالأطفال.
واستنادًا إلى الأبحاث التي أجراها جان نول، من قسم علوم الأرض والمناخ بجامعة ولاية سان فرانسيسكو، وجد نول أن تصميمات السيارات الداخلية خصوصا ذات اللون الداكن منها، تجعلها تسخن بشكل أسرع، حيث ترتفع درجة الحرارة الداخلية للسيارة في درجة حرارة 21.11 وفقا للتالي: فبعد 10 دقائق تصل إلى 31.67 درجة، وبعد 20 دقيقة تصل حرارة السيارة إلى 37.22 درجة، وبعد 30 دقيقة تصل إلى 40 درجة، وبعد 60 دقيقة تصل إلى 45 درجة، وبعد ساعتين تقترب من 50 درجة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً