رووداو ديجيتال
اعتبر المستشار السابق بوزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري، أن "الصواريخ والمسيرات التي توجهها الفصائل المسلحة العراقية الخارجة عن القانون الى اسرائيل غير مؤثرة، كونها قصيرة ومتوسطة المدى وايرانية الصنع".
وقال الجبوري لشبكة رووداو الاخبارية اليوم الاثنين، 7 تشرين الاول 2024، أن:"الميلشيات العراقية اوصلت رسالة واضحة ومؤكدة لاسرائيل بانها تعمل لنصرة حماس وحزب الله، والاهم من كل هذا وذاك انه اذرع ايران في المنطقة ونحن ندرك ان اسرائيل تدخل الان في حرب وجود وعازمة على تصفية اذرع ايران وبدأت مع حماس ثم حزب الله". منبها الى انه:"من المحتمل جدا ان توجه اسرائيل ضربة للميلشيات العراقية فريبا لا سيما وانها تمتلك تمتلك كم كبير من الاهداف المكشوفة والمعدة للضرب من قبل اسرائيل، والجانب الاميركي لديه نفس التخطيط لكن الاهداف والضربات ستكون اسرائيلية والدور الاميركي هو دعمها مخابراتيا ولوجستيا لغرض الوصول الى الاهداف المطلوبة".
وفيما اذا كانت الصواريخ الموجودة لدى الفصائل العراقية المسلحة والخارجة عن القانون بامكانها احداث هجوم مؤثر على اسرائيل او ردع هجوم اسرائيلي ضدها؟، قال:"ما دامت هذه الفصائل خارجة عن القانون فلنسميها الميلشيات، وهي لا تملك سوى الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى اضافة الى الطائرات المسيرة وكلها ايرانية الصنع وتقدم كدعم من ايران لهذه الميلشيات، وهذه الصواريخ بالكاد تصل الى اسرائيل، فهي لا تملك صواريخ باليستية بعيدة المدى تنفذ ضربات ستراتيجية على اسرائيل". مضيفا ان:" الميلشيات تطلق هذه الصواريخ من الحدود العراقية السورية او من الداخل السوري ويمكن ان يشرد صاروخ او تتسلل مسيرة وتدخل الاجواء الاسرائيلية لانه ليس بالضروروة ان تُكتشف بالرادارت كونها تحلق بارتفاعات منخفضة ويمكن رصدها بالعين المجردة ومعالجتها، لكن وصولها الى اهدافها يشكل بعد معنوي واعلامي وقد تصيب الهدف وتقتل، هذا متوقع".
وتوقع الجبوري ان تكون الضربة الاسرائيلية ضد الميلشيات العراقية قريبة. و قال:" كان من المرجح ان تهاجم اسرائيل، أمس او الليلة، ايران بسبب الهجوم الصاروخي الاخير وكذلك كان سيشمل هذا الهجوم الميلشيات العراقية، لكن معلوماتنا تشير الى وجود ضغوط غربية ومن بعض الدول العربية على تل ابيب من اجل التهدئة النسبية".
وفي رده عن سؤالنا فيما اذا كانت الصواريخ الايرانية التي هاجمت اسرائيل مؤثرة واحدثت اضرارا بالغة ؟ اجاب الجبوري قائلا:" ما لمسناه في الواقع ان النتائج لم تكن بحجم ما روج لها مسبقا ولاحقا ولم تتناسب مع الهالة الاعلامية التي رافقتها مثل ان ايران تستطيع تدمير اسرائيل او ان توقع بها خسائر كبيرة جدا، لكن بالنتيجة هي صواريخ فيها رؤوس حربية، لكنها لم تكن مؤثرة على المستوى الاستراتيجي ولم تحدث اضرار شوهدت حتى الان ، مخلفات بعض الصواريخ كانت موجودة في الشوارع او الساحات داخل اسرائيل، وهناك صواريخ تعامل معها الجانب الاميركي في الانبار واخرى اسقطتها المقاومات الارضية الاردنية داخل الاردن".
وأكد بأنه "من الجانب الامني العسكري على اي بلد تخترق فضائه صواريخ او طائرات مسيرة او طائرات مقاتلة مجهولة تعتبر معادية وتتم معالجتها عسكريا لاسقاطها حفاظا على حياة الناس وامن البلد خاصة اذا كانت مجهولة الهوية، وهذا ما قامت به القوات الاميركية في الانبار وما حدث في الاردن حيث فوجئوا بوجود صواريخ مجهولة في اجوائهم وعالجوها واسقطوها، وهذا حق مشروع خاصة اننا نعيش وسط منطقة محتدمة جدا وفيها حروب ومناوشات وتقف على صفيح ساخن ومعرضة في اية لحظة للانفجار، لذلك لا بد ان تؤدي هنا المقاومات الارضية دورها في اصطياد الاهداف الغريبة والتي تعد معادية كونها اهداف مجهولة وجاءت لتدمر وتقتل، هذا ما يجب ان يحدث سواء في العراق او الاردن او اي دولة اخرى حريصة على امنها وحياة شعبها".
ويعلق معن الجبوري، المستشار السابق لوزارة الدفاع حول مطالبة جهات عراقية موالية لايران بايقاف الامتيازات بتصدير النفط الى الاردن على خلفية إسقاط الاردن للصواريخ الايرانية في اجوائها، قائلا:"ان موضوع المطالبة بايقاف تصدير النفط الى الاردن والغاء الامتيازات والتسهيلات ساذج، كون ان هذا القرار ليس وليد اليوم بل هذه اتفاقية مبرمة بين بغداد وعمان منذ الثمانينات عندما كان العراق يخوض حربه مع ايران وغالبية الدول اغلقت موانئها بوجه العراق واستيراداته من الاسلحة وكانت الاردن الوحيدة التي فتحت ابوابها امام العراق والعراقيين في وقت كان الخليج متوتر ولم يقدم للعراق ما قدمه الاردن، والعراق يقدم هذه الامتيازات، الخصومات باسعار النفط وتسهيل الاستثمارات وغيرها باملاءات غربية وليس عطفا او متفضل على الاردن بل وفق اتفاقيات مسبقة لا يمكن لبغداد ان تتنصل منها.. كما هو الحال مع ايران الخاضعة الان لعقوبات دولية منذ سنين طويلة والغرب جعلوا من العراق متنفس اقتصادي لها وهذه ارادات دولية لا يمكن التراجع عنها ، وتراعى مصالح البلدان دون المساس بسادتها وكشف الاوراق على الملأ كي لا تخضع العملية لمزايدات لقوى اخرى".
وعن ما سيكون عليه موقف الحكومة العراقية في حال وجهت اسرائيل ضرباتها للميلشيات داخل الاراضي العراقية، قال المستشار السابق بوزارة الدفاع العراقية، معن الجبور، ان الحكومة العراقية تتجنب كثيرا المواجهة مع اسرائيل وطلبت من الجانب الاميركي ان تضغط على اسرائيل كي لا تدخل الحكومة بالمعترك، واذا ارادت اسرائيل ان تضرب فسوف تختار اهداف منتقاة، يعني قيادات ومقرات ومخازن اسلحة الميلشيات وكلها مكشوفة امام اسرائيل والعراق سوف يصدر بيانات يستنكر فيها ويشجب ويلوح كون ذلك خرقا للسيادة وغيرها، لكن كدخول فعلي للحكومة هذا غير متوقع وغير محسوب والحكومة دائما تعطي رسائل بانها غير راضية على الميلشيات واحيانا ينعتوهم بمواصفات ارهابية لانهم يحرجون الدبلوماسية العراقية بالتعامل".
وفيما اذا كان الجبوري يعتبر نفي ما تسمى بالمقاومة الاسلامية في العراق مؤخرا ما قالته تل ابيب عن انها(المقاومة) قصفت مواقع اسرائيلية في الجولان وقتلت جنديين وجرحت آخرين، كونه تراجع ؟. قال:"اسرائيل قادرة على تشخيص فيما اذا كان هذا الهجوم من قبل هذه الجهة او تلك". منبها الى ان:"اسرائيل مخترفة العالم، اخترقت حزب الله ونصر الله وحماس وهنية ومخترقة ايران نفسها ولا ادري ان كانت اخترقت الميلشيات لكن بالتاكيد هناك قوى اخرى تشتغل في العراق ضد الميلشيات واسرائيل تستفيد منها..وعلينا ان نعرف انه ليس من المعقول ان اسرائيل ستضرب اهدافها في العراق بدون تحديد او تخطيط، العملية ليست ارتجالية، والطائرة والطيار والعتاد والوقود كله مكلف بالنسبة لهم".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً