رووداو ديجيتال
أكد السياسي العراقي المستقل، أبو ميثاق المساري، أن العراق يعوّل كثيراً على مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية المباشرة والتحالف الدولي في العراق، في حماية أجوائه من أي ضربات، مشيراً إلى أن الضربات الإسرائيلية قد تطال أهدافاً هامشية تجنّب الحكومة والتحالف الدولي أي حرج.
ويعتقد المساري، في حديث لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين (7 تشرين الأول 2024)، أن "العراق ليس بمنأى عن أي تهديد خارجي من جهة إسرائيل، ويلاحظ مقدار التحدي الكبير الذي يلف المنطقة بأسرها."
ولكن من جهة أخرى، "يجب عدم أن نبخس جهود حكومة محمد شياع السوداني التي حاولت بدبلوماسية عالية وممارسة ماراثون دبلوماسي، إذا صح التعبير، في الذهاب والمجيء والسفر المتواصل بين نيويورك وبغداد وعواصم دول القرار في العالم والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن التواصل مع أكثر من زعامة دولية من أجل تجنيب العراق أي ضرر"، وفقاً للمساري.
وأضاف أن "الجهود، بقدر ما هي ناجحة في تجنيب العراق خطر الضربة الإسرائيلية، إلا أن العراق يعوّل كثيراً على مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية المباشرة والتحالف الدولي في العراق، الذي لديه مهمة والتزام أخلاقي تجاه العراق لحماية أجوائه، لا سيما أن قيادة العمليات المشتركة تضم ضباطاً ومتخصصين من كافة الجنسيات، يأخذون على محمل الجد مهمة حماية الأجواء العراقية من أي اعتداء خارجي، سواء من إسرائيل أو من غيرها."
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الدول، التي يقع على عاتقها مضمون الاتفاق الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة ودول التحالف، "هي نفسها دول مؤثرة في القرار الإسرائيلي، ويتواصلون مع العراق بشكل يومي، ويحاولون بشكل أو بآخر تجنّب أي اعتداء من الخارج، وتجنّب أن تطال الضربات الإسرائيلية الداخل العراقي"، أردف المساري، الذي أشار إلى إمكانية ضرب أهداف "لا تمس البنى التحتية للبلد أو قطاع الخدمات المتدهور أو إنجازات حكومة محمد شياع السوداني الجديدة". وفقاً للمساري.
من الممكن أن عملية ضرب أهداف معينة "ستجنب الحكومة والتحالف الدولي الكثير من الحرج"، كما يرى السياسي العراقي المستقبل، الذي عدّ أن "فصائل المقاومة الإسلامية تتحدث بوجدان عالٍ، وهي تتمتع بعمق جماهيري وشعبي لا يمكن إنكاره."
وتشهد المنطقة حالة من الترقب بانتظار الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع في الأول من هذا الشهر، وما إذا كان الرد سيتضمن استهداف فصائل عراقية تقاتل ضمن محور المقاومة.
المساري بيّن أن الولايات المتحدة الأميركية ودول القرار بالعالم "تمارس ضغطاً مهولاً على حكومة العراق أو على العراق الرسمي لتجنب الدخول في معركة بين إسرائيل وحماس وحزب الله في لبنان"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة تعرف تماماً أن من خلال هذا الضغط يمكن إيقاف العراق الرسمي وتحييده أو تجنبه المشاركة في هذه الحرب."
لكن في المقابل، فإن هذا الضغط "قد ينتج قيادات ليست في مكان رسمي، لكنها تحظى بمقبولية جماهيرية وشعبية، وتعكس وجهة نظر الجماهير الغاضبة كثيراً والمستفزة بسبب الصور التي تأتي من غزة من الأطفال والنساء المقطعين والأشلاء، وصور المباني المهدمة"، بحسب المساري.
وتطرق إلى "الواقع المأساوي يستفز مشاعر العراقيين، لا سيما أنهم يمتلكون وجداناً عالياً وضميراً حيّاً تجاه قضايا الأمة، مثل ما يحصل في غزة وما يحصل في الضاحية الجنوبية"، مؤكداً أنه "لا يمكن تحييد هذه الفصائل؛ فهي تعمل بوجدانية عالية وتعمل بتكليف شرعي وليس رسمياً، وهي لا تسعى بذاتها إلى هذا الهدف، بمعنى أنها ليست مستقلة تماماً ولا تمارس الترف السياسي، بل إنها تعتبر هذا التحدي مفروضاً وتعتبر معركتها معركة دفاع عن النفس."
ولا تُعد الاعتداءات الإسرائيلية على العراق "أمراً جديداً"، فحتى قبل ظهور فصائل المقاومة الإسلامية، وتأسيس حركة النجباء والعصائب، كانت إسرائيل، ومنذ عهد النظام السابق، "قد قصفت مفاعل تموز في العراق، ما يعني أننا أمام قوة متغطرسة تمارس العنف وقادت حملات في مراحل تاريخية متعددة".
السياسي العراقي المستقل شدد على أن "الشباب اليوم ينظرون إلى هذا العدو باعتباره متحكماً ومتغطرساً، وهم أمام التزام أخلاقي بالدفاع عن ناسهم ومدنهم، ويعتبرون ما يحدث معركة دفاع عن النفس، وهذا لا يعني أنهم المبادرون بإحراج الحكومة أو عدم إحراجها، وبالتالي فإن جميع التوقعات مفتوحة على كل الاحتمالات."
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً