عائلة صابئية مغتربة تتفاجأ بالاستيلاء على عقارها في بغداد

07-02-2024
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة الصابئة المندائيون بغداد
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

لم يكن بخلد السيدة العراقية الصابئية "سليمة" أن يتم الاستيلاء على عقارها في منطقة بغداد الجديدة في العاصمة العراقية بغداد، من قبل شخص متنفذ، فيما باتت الآن بلا مأوى في وطنها، رغم أن أحوالهم المادية كانت ممتازة ويعمل ابنها كصائغ للذهب.
 
رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين غانم هاشم، قال لشبكة رووداو الاعلامية بهذا الصدد، إن "هنالك من استولى على عقار للسيدة سليمة في منطقة بغداد الجديدة، خلال فترة وجودها في هولندا، وبعد عودتها من هناك تفاجأت بالاستيلاء على عقارها من دون علمها، أو بطريقة التزوير".
 
وأوضح غانم هاشم أن "أسرة السيدة سليمة، هاجرت من العراق خلال فترة الحداث الطائفية التي شهدها العراق (2005 – 2006)"، مبيناً أنه "تم تزوير سنداتهم العقارية، وتفاجأوا ببيع بيتهم في منطقة بغداد الجديدة ومن ثم هدمه". 

 

محتال استولى على بيتهم

 
وأشار الى أن "ابنها كان يعمل بمهنة صياغة الذهب، وقد احتال عليه أحد الأشخاص ونصب عليه من خلال تخويفه بأن بيتهم في بغداد سيتم الاستيلاء عليه وأنه لديه علاقات وأن أبيه مسؤول، لكنه استولى على هذا البيت".
 
ولفت رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين الى أن "عائلة السيدة سليمة تناشد السلطات لاستعادة حقهم"، مؤكداً أنهم الان باتوا بلا مأوى". 

 

هجرة الصابئة بسبب الطائفية

 
بحسب غانم هاشم، فإن نسبة كبيرة من الصابئة المندائيين هاجروا العراق بسبب الطائفية، موضحاً أن أغلب الصابئة المندائيين المتبقين في بغداد يسكنون مناطق بغداد الجديدة والغدير وميسلون وزيونة والنعيرية وشارع فلسطين والدورة والسيدية، لكن أعدادهم في تناقص مستمر، بسبب هجرتهم الى الخارج جراء مخاوفهم من القتل والتنكيل.
 
يشهد عدد الصابئة في العراق انخفاضاً كبيراً، وذلك لعدة أسباب، منها تعرضهم لتهديدات أو ضغوطات، في ظل أجواء بعيدة عن حياة المدنية التي يحبذونها، حيث انخفض عدد الصابئة في البلاد الى أقل من 8 آلاف شخص، بعد أن كانوا أضعاف هذا العدد في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
 
تعد الطائفة المندائية أو الصابئية من أقدم الأديان في العراق، حيث تمتد بجذورها لنحو سبعة الاف عام داخل بلاد الرافدين، وكلمة الصابئة مشتقة من "صبا" بمعنى انغمس أو غطس، فيما تفسر المندائي أو "مندا" بالمعرفة، فيطلق عليهم اسم العارفين بدين الحق أو المتعمدين، وبسبب قدم تاريخهم وتعرضهم لنكبات عديدة على امتداد المراحل الزمنية لا يملك المندائيون تاريخاً مدوناً للحديث عن ماضيهم، حيث تم إتلاف وحرق مدوناتهم بمرور السنين.
 
المخطوطات المندائية القديمة تشير إلى وجود أكثر من 400 معبد للطائفة، كانت موزعة على عموم العراق وغالبيتها في جنوب البلاد قبل العهد الساساني في بلاد النهرين، ثم تقلصت بعده إلى 170 معبداً بسبب سياسات مختلفة.
 
مارس المندائيون في العراق عدة مهن، أغلبها حرفية، مثل النجارة أو صياغة الذهب، لعدة أسباب عزاها بعضهم إلى توارثها من أسلافهم القدماء المنحدرين من حضارات ومدن، وآخرون إلى مناطق تواجد المندائيين حيث المياه ومنها الأهوار، وحاجة الناس إلى أدوات حياتهم.
 
يطلق رجال الدين المندائيون لحاهم، والسبب كما يعزوه الترميذا كريدي أنه ورد في الديانة المندائية عدم المساس باللحى وشعر الرأس، بسبب الإيمان الكامل بأن النفس موجودة في الرأس، واقتصر إطلاق اللحى والشوارب وشعر الرأس لأسباب اجتماعية على رجال الدين.
 
أقدم المعابد المندائية في التاريخ، توجد في منطقة الطيب في محافظة ميسان، جنوبي العراق، وكانت تسمى قديماً وباللغة المندائية والتي هي جزء من اللغة الآرامية القديمة بـ"الطيب ماثا" وتعني أرض الطيب والتي اندثرت معظم مدنها وآثارها.
 
يختلف التقويم المندائي عن التقويم الميلادي من حيث ترتيب الأشهر ويتفق مع عددها، وتبدأ السنة المندائية في شهر طابيت ويوافق شهر تموز في التقويم الميلادي، ويقع البرونايا في الشهر التاسع المندائي.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب