رووداو ديجيتال
حذّر الخبير الستراتيجي أحمد الشريفي من أن العراق "غير قادر" على شن هجوم ضد اية جهة مهما كانت ضعيفة، و"عاجز" عن صد اي هجوم والدفاع عن نفسه خاصة اذا كانت الضربة من اسرائيل والتي ستكون "سريعة ومباغتة" ضد فصائل عراقية مسلحة غير شرعية".
وقال الشريفي، الذي كان قد اعتقل واحيل على التقاعد برتبة رائد طيار عام 1993، في حديث لشبكة رووداو الاخبارية يوم الاحد (6 تشرين الاول 2024) إن "هناك جهات تعمل على اضعاف العراق لصالح ايران وتركيا"، مشدداً على أهمية "تسليح قوات البيشمركة الكوردية بالاسلحة المتوسطة والثقيلة لتدافع عن اقليم كوردستان والعراق".
وذكر أن "القوة الجوية العراقية غير قادرة على صد اي هجوم جوي، وما متوفر من طائرات او امكانات في القوة الجوية العراقية، 47 طائرة أف 16 بواقع سربين، وثمة طائرات كورية بسيطة، لا تعطي للعراق قدرات للدفاع الجوي".
وتابع الشريفي، الذي يتمتع بخبرة اكاديمية في العلوم الاستراتيجية وعملية كونه كان ضابطاً وقائداً سابقاً لطائرة ميغ 23 "هي آخر طائرة مقاتلة كنت قد قدتها قبل اعتقالي عام 1993"، حسب ايضاحه، وهو خريج كلية القوة الجوية في تكريت عام 1978، أنه اذا "شنت اسرائيل اي هجوم فلا تتوفر عندنا اية قوة ردع ناري، ونحن نعرف انها (اسرائيل) لا تشن هجوماً برياً بل جوياً وسريعاً ونحن غير قادرين على صده لان قدراتنا محدودة ".
وأوضح أن "التعبئة النارية للدفاع الجوي العراقي تتألف من ثلاثة احزمة نارية، تبدأ بمدفعية مقاومة الطائرات، وهذه في التعبئة الجوية تستخدم لاجبار الطائرات المهاجمة بارتفاع منخفض على التسلق الى ارتفاعات اعلى، متوسط او عالي، حتى تكون في مديات الصواريخ، ومعروف ان هذه المدفعية غير مجدية قد تصيب الطائرة لكنها لا تسقطها".
"ثم تأتي الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، وهناك نوع يطلقون عليه تسمية الصاروخ القطري، وهذا يستخدم للاهداف السوقية مثل محطة كهربائية او سد كاحتمال رابع اذا تخطت الضربة الاحزمة النارية الثلاث فتكون هذه الصواريخ بمثابة دفاع ذاتي للاهداف الحيوية"، وفق الشريفي الذي نوّه الى أن "هذه هي امكانياتنا وهذا ما نمتلكه ومداه من 15 الى 20 كم، وهذه ليست مديات مهمة أو مطمئنة".
واشار الى أن "اسرائيل كانت قد قصفت اصفهان بطائرات أف 16، من حدودنا، حتى انهم لم يخترقوا الحدود الايرانية، وهكذا تفعل الطائرات الاميركية والاسرائيلية لان طائرة الـ أف 16 الاسرائيلية، بالرغم من انها تُعد قديمة بالنسبة للطائرات الاميركية، لكن اسرائيل قامت بتحسينها وتطويرها واضافت لها منظومات ومواصفات هجومية ودفاعية حديثة. بينما نحن في العراق لدينا أف 16 لكنها غير محسنة وليس عندنا اف 18 ولا الهورنيت ولا أف 20 ولا اف 22 والشبح أف 35، ولم تعط والولايات المتحدة أي من هذه الطائرات الى اسرائيل".
بخصوص التدابير التي يمكن ان يتخذها العراقي في حال تعرض لهجمة اسرائيلية، قال: "سيتم اتخاذ تدابير احترازية، اي تدخل القوات المسلحة في حالة انذار وليس هناك اكثر من هذا الاجراء. هم سيضربون ونحن سنكون متلقين للضربات وليس هناك اكثر من ذلك، ولا احد يفكر بأن العراق سيرد على اسرائيل او يشن ضدها ضربة مقابلة لأننا، واكرر ذلك، لا نمتلك اية قدرات على شن هجوم او صد الهجوم، خاصة وأن هجماتهم جوية وسريعة وقواتهم مجوقلة تقاتل من الجو باتجاه الارض في حالة عمليات الانزال تنفذ العملية وتنفذ الاخلاء وتعود بدون ان تكون الطائرة عرضة للاستهداف".
في رده على سؤال: هل تعتقد اذا هاجمت اسرائيل العراق فان أميركا ستدافع عن البلد؟، اجاب قائلا: "لا. اسرائيل لن تهاجم الجيش او الشعب العراقي بل سوف تهاجم فصائل مسلحة غير رسمية او معترف بها محليا او دوليا ولم تتشكل وفق قوانين رسمية عراقية".
وأضاف أن "هناك اتفاقية الاطار الستراتيجي الموقعة بين بغداد وواشنطن، وعلى العراق وفق هذه الاتفاقية حماية المصالح الاميركية في البلاد، فيما هذه الفصائل هاجمت السفارة والقواعد الاميركية، وبالتالي من حق اميركا الدفاع عن مصالحها ضد هذه الجماعات المسلحة وهي عبارة عن نتوءات غير قانونية وضربها لن يؤثر على العلاقات الدولية ولا يعد تجاوزاً على القانون الدولي".
واعتبر الخبير الستراتيجي احمد الشريفي أن "عمليات اضعاف القوات العراقية الجوية والبرية مقصودة وهي لصالح تركيا وايران وغالبية دول الجوار الذين لا يريدون عراقاً قوياً. من جهتها سعت الولايات المتحدة لبناء جيش عراقي متطور لكن احزاب الاسلام السياسي الشيعية والسنية اجهضت هذه الجهود خدمة لمصالح خارجية".
واكد أن "العراق اليوم غير قادر على الدفاع عن نفسه ومن الحماقة المطالبة بخروج القوات الاميركية، وهي بالمناسبة لن تخرج لأنها مسألة أمن قومي بالنسبة للولايات المتحدة"، مردفاً أن "أميركا تمنحنا قيمة نسبية للسيادة والشعور بالاطمئنان كوننا حلفاء لها، واذا خرجت قواتها سوف تجتاحنا تركيا التي تطمع بكركوك والموصل، وكلنا يعرف بان ايران تجتاحنا سياسياً وأمنياً، وسوف تشتعل حرب اهلية في الوسط والجنوب. اقول ان من يطالب باخراج القوات الاميركية ينفذ رغبة ايران في هذا الموضوع وهم من يتحكمون بالعراق وتابعين لطهران".
بشأن الزوبعة التي أثيرت حول قرار الحكومة الاتحادية بتسليح قوات البيشمركة الكوردية بمدفعية متوسطة وثقيلة، أفاد الشريفي قائلاً: "كانت المانيا قد اقترحت تدريب وتسليح البيشمركة، ووقف قادة الاحزاب في بغداد وخاصة نوري المالكي ضد هذا القرار الذي تم رفضه، وعندما دخل تنظيم داعش الارهابي واقترب من اقليم كوردستان اكتشفنا أن الحكومة الاتحادية لم تسلح البيشمركة بأسلحة متوسطة أو ثقيلة ولم تخضعهم للتدريبات المتطورة".
وأضاف: "اليوم لا يوجد اي مانع او عائق لتسليح البيشمركة بأسلحة متوسطة وثقيلة. فهذه القوات لا تحمي اقليم كوردستان فحسب بل تحمي حدود العراق، ودستورياً يجب تسليحها، وعندما يتعرض الاقليم للقصف والاعتداء من قبل ايران لمرات عدة لم تدافع عنه الحكومة الاتحادية ولا يملك السلاح ليدافع عن نفسه. ثم ان البيشمركة قوات عراقية رسمية تحت امرة رئيس الاقليم، والذين اعترضوا على تسليح البيشمركة كان هدفهم مغازلة ايران كي ترضى عنهم وتعيدهم الى مواقعهم".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً