رووداو – أربيل
أكد المحلل السياسي، معن الجبوري، أن حكومة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، تواجه العديد من التحديات ومنها ضعف أداء الوزارات الخدمية والصراع الإقليمي وسلطة الحشد الشعبي الذي يمثل "الدولة العميقة"، مشيراً إلى أن عبدالمهدي "ليس لديه كتلة سياسية تحتضنه وتدافع عنه لكن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر أقرب إلى الحكومة".
وقال الجبوري لشبكة رووداو الإعلامية إن "حكومة عبدالمهدي أخفقت في حل الكثير من المشاكل على صعيد الخدمات والبنى التحتية والبطالة كما أن البرنامج الحكومي الذي طرحه لم يتحقق منه سوى القليل وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الفساد والأداء الوظيفي في الوزارات محدود، الأمر الذي أظهر نغمة جديدة من البرلمان العراقي باستجواب الحكومة من أجل إرضاء الشارع".
وأضاف: "هنالك الكثير من التحديات وهو أن عبدالمهدي ليس لديه كتلة تحتضنه وتدافع عنه لأنه جاء بالتوافق، وهو غير قادر على إرضاء جميع الكتل"، مبيناً: "موجة أحزاب المعارضة أثرت على كتل الموالاة، ومنهم المالكي والعبادي والحكيم، كما للسيد مقتدى الصدر الكثير من الملاحظات".
وأوضح أن "الصدر يفهم الواقع وأقرب إلى الحكومة ويمتلك قاعدة جماهيرية واسعة ويحاول أن يأخذ موقف معارض للدولة بهدف الإصلاح والتقويم وتغريدته الأخيرة تتضمن تلميحاً خطيراً واتخاذ موقف أكثر تشدداً، وهو قادر على تحريك الشارع، وشاهدنا الحراك الشعبي الذي دخل المنطقة الخضراء قبل سنوات".
وحول العلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، قال إن "العلاقة في أحسن أحوالها وهنالك انفتاح من الجانبين لحل الخلافات التي أثرت على المواطنين، وهناك صوت عالٍ يحاول الحفاظ على هذه الوتيرة بل تعزيزها بعد إخفاقات الحكومات السابقة"، متابعاً: "لا نتمنى استجواب فؤاد حسين لأن أداء الوزارة لا تشوبه شائبة بل هناك 7 وزارات وبالأخص الخدمية منها يكاد يكون أداؤها معدوماً".
وأشار إلى أن "إشكالية الفساد موجودة والصراعات الإقليمية والدولية تلقي ظلالها على الحكومة فالعراق الخاصرة الرخوة للصراع الأمريكي والإيراني كما أن الحشد الشعبي يمثل الدولة العميقة الموالية لإيران وكل ذلك يؤثر على عمل الحكومة".
وأمس الخميس، قال الصدر في تغريدة على تويتر: "#الوداع_يا_موطني يُعَد ذلك إعلاناً لنهاية الحكومة العراقية.. ويُعَد ذلك تحولاً من دولة يتحكم بها القانون الى: #دولة_الشَغَبِ"، متابعاً: "إذا لم تتخذ الحكومة اجراءاتها الصارمة، فاني اعلن براءتي منها، سلاماً_موطني".
وفي منتصف آب الماضي، حذر زعيم التيار الصدري رئيس الوزراء العراقي مما سماه "بناء جديداً للدولة العميقة" في البلاد، موجهاً ما سماه "نصائح أخوية، وإلا فإن الاستمرار بهذا المنحى لا يكون مقبولاً شرعاً وعقلاً بل وغير مقبول شعبياً أيضاً"، ومن بين تلك (النصائح) "الالتزام الكامل بالاستقلالية وتفعيل ملف الخدمات ومكافحة الفساد والحفاظ على هيبة الدولة ومؤسساتها الأمنية واستقلالية القرار العراقي وعدم التردد في معاقبة من يعمل على إضعاف الأجهزة الأمنية ومعاقبة ذوي الانتماءات الخارجية ليكون العراق ذا سيادة كاملة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً