عراقيون يرفضون تصريحات ترمب بشأن تهجير سكان غزة ويعزونها لـ "ضعف عربي - إسلامي"

06-02-2025
مواطنون عراقيون
مواطنون عراقيون
الكلمات الدالة العراق دونالد ترمب غزة
A+ A-
رووداو ديجيتال

في وقت يستمر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بث تصريحاته بشأن نقل سكان قطاع عزة من الفلسطينيين، إلى بلدان مجاورة مثل الأردن ومصر، متذرعاً بإيجاد مأوى لهم "أكثر أماناً ورفاهية"، يرى عراقيون أن التطرق لمثل هكذا مشروع يمثل "ضعفاً عربياً – إسلامياً". 
 
شبكة رووداو الإعلامية، استطلعت اليوم الخميس (6 شباط 2025)، ردود فعل الشارع العراقي في العاصمة بغداد، بشأن مقترح الرئيس الأميركي الذي لاقى دعماً إسرائيلياً كبيراً ورفضاً وإدانة عربية.
 
واعتبر الأكاديمي أنوار المرسومي أن "سكوت الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة عن أفعال أميركا ورئيسها ترمب، أدى إلى أن يصرح عن نقل سكان غزة إلى حين العثور على المتفجرات"، مشيراً إلى أنه "هذا غير منطقي كما أنه منطق استيلائي واستغلالي واستعماري".
 
فيما قال المتقاعد كاظم عبد الله إن "هذه رعونة واستهتار بحقوق الانسان لم يحدث لها مثيل بتاريخ الأمم"، لافتاً إلى أنه "في الأساس لا يملك ترمب ما يعطي، بالتالي هذا قرار مجحف وغير قابل للتطبيق".
 
وأكد عبد الله أن "أهل غزة هم أهل الأرض، وبالمقابل الأميركان وغيرهم هم من كانوا لاجئين، لذا لا يمكن نقل أهالي غزة سواء من قبل ترمب أو غيره، فهم باقون منذ 75 عاماً".
 
وبينما عبّرت كل من مصر والأردن عن رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين، في إطار متقرح الرئيس الأميركي الذي طرحه للمرة الأولى في 25 كانون الثاني الماضي؛ جدد ترمب، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضي، تأكيده على "ضرورة وجود مكان بديل لأهالي غزة، وأن كلاً من الأردن ومصر سيستقبلانهم".
 
بالمقابل، يقول القانوني ماجد عزيز لشبكة رووداو الاعلامية إن هذه التصريحات تعطي "دلالة على أن ترمب نصب ليهجر الشعوب وكذلك بأنه المسؤول عن العالم، كما أنها دلالة استفزازية ولا يمكن أن تطبق على الواقع"، مشدداً على أن "الفلسطينيين هم أصحاب الأرض، وبالتالي لا يمكن أن يكون ترمب سيداً على العالم".
 
من جانبه، أشار داوود العقابي، وهو موظف، إلى أن "ترمب لا يستطيع بهذه البساطة والكيفية أن يقوم بتهجير سكان غزة"، مؤكداً أنه "غير ممكن حدوث هذا الأمر، وإذا حدث ستكون هناك انتفاضة من قبل الدول العربية والدول الإسلامية. ترمب في الأساس مرتبك وقلق وبين حين وآخر يصرح بأشياء من ثم لا يثبت عليها في اليوم التالي".
 
وكان ترمب قد أشار إلى رغبته في نقل سكان غزة إلى مناطق أخرى، ريثما تبسط الولايات المتحدة سيطرتها على القطاع، لتعيد إعماره وتحوله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، حسب وصفه.
 
ويسعى الرئيس الأميركي إلى فرض سيطرة "طويلة الأمد" على قطاع غزة، كما قال، لافتاً إلى أن "حيازة تلك القطعة من الأرض، وتطويرها، وخلق آلاف الوظائف، سيكون أمراً رائعاً حقاً"، حسب وصفه.
 
ويبرر ترمب موقفه بأنه "لا ينبغي إعادة إعمار القطاع ثم ترك نفس القوة تسيطر على المنطقة، ليعود السكان إلى العيش في ظروف مأساوية"، مشيراً إلى أن "السبب الوحيد وراء رغبة الفلسطينيين في العودة إلى غزة هو عدم وجود بديل".
 
إلى ذلك، يرى المتقاعد صالح باشاغ أن هذا الرجل (ترمب) "مختل عقلي"، مشيراً إلى أنه "في آخر تصريح قال يجب أن يغادر سكان غزة القطاع، ويعيشون عيشة كريمة وبرفاهية، وبعد ساعات خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وقال أعتقد أن هذا الاقتراح أفضل اقتراح ليعيش سكان غزة بمستوى راق، لذا هذا أفضل قرار لترمب. في حين أن أهالي غزة المجاهدين صمدوا بشكل أسطوري لمدة عام ونصف وهم يقاتلون".
 
من جهته، قال المتقاعد سلام الخفاجي إن "ترمب لديه تصريحات كثيرة وكلها مفاجئة وغير طبيعية. في يوم يريد أن يستولي على كندا ويضمها للولايات المتحدة، وفي يوم يهدد بنما، ويوم يصرح عن العرب الذين هم على ضعفاء أمامه".
 
ولفت إلى أن ترمب "يريد أن يعيدهم إلى الأردن، وفي حال تم ذلك فلن يعودوا أبداً ولن يستنشقوا ثانية ريحة فلسطين. كل يوم يريد تهجيرهم إلى مكان، العراق أو مناطق ثانية مثل مصر أو أي منطقة تعجبه حتى السعودية".
 
هذا وكان العراق عبّر بشكل رسمي عن رفضه لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل سكان قطاع غزة إلى دول أخرى منها مجاورة، محذراً أن "هذه الدعوات تشكل خطراً جسيماً على استقرار المنطقة".
 
وأعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان اليوم الخميس (6 شباط 2025)، عن إدانتها واستنكارها لـ "دعوات أو محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وخاصة من قطاع غزة".
 
وعدّت هذه الدعوات "تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في أرضه ووطنه"، محذّرة من أنها "تشكل خطراً جسيماً على استقرار المنطقة وتؤجج الصراع".
 
ورفضت الوزارة "أي مخططات تهدف إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه الأصليين سواء عبر التهجير القسري أو عبر أي وسائل أخرى".
 
وجددت دعوتها للمجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والوقوف بحزم ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين والعمل على حماية حقوقهم المشروعة في العيش بأمان وكرامة على أرضهم"، حسب بيان الخارجية العراقية.
 
في السياق، لا يزال المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد غير واضح المعالم، لكن أيا تكن تفاصيلها فإنّ الأمم المتحدة وخبراء قانونيين يؤكّدون أنّها "مخالفة" للقانون الدولي.
 
وبينما تصاعدت حدة الإدانة والرفض، حاول مسؤولو الإدارة الأميركية أمس الأربعاء، التخفيف من وقع هذه الفكرة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، إنّ ترمب "لم يتعهّد نشر قوات على الأرض في غزة" أقلّه "في الوقت الحاضر"، بينما أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أنّ الرئيس الجمهوري يريد أن يغادر الفلسطينيون قطاعهم مؤقتاً ريثما تتولّى واشنطن إعادة إعماره.
 
غير أنّ ترمب عاد اليوم الخميس (6 شباط 2025)، للتأكيد على جدّية مقترحه، مشدّدا على أنّ "الولايات المتّحدة ستتسلّم من إسرائيل قطاع غزة بعد انتهاء القتال"، وأنّه "لن تكون هناك حاجة لجنود أميركيين" لتنفيذ هذه الفكرة.
 
والخميس أيضاً، أعلنت إسرائيل أنها بدأت بوضع خطة لتسهيل "المغادرة الطوعية" لسكان غزة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب