رووداو ديجيتال
رغم ان اغلب حالات القتل جراء النزاع العشائري تحدث في محافظتي البصرة وميسان، جنوبي العراق، وتسجل ارقاماً مرتفعة، الا أن جارتهما ذي قار شهدت في السنتين الاخيرتين ارتفاعاً في عدد حالات القتل بسبب هذه النزاعات، فيما تعزو الجهات الرسمية أسباب النزاعات العشائرية الى صراع على الاراضي، او السلطة والمناصب، او لأسباب تتعلق بالشرف، أو لسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
يعد ملف الصراعات القبلية جنوبي العراق، من أبرز القضايا التي لم تجد لها الحكومات المتعاقبة حلولاً جذرية، حيث يستمرّ تسجيل ضحايا ومصابين في المحافظات الجنوبية والوسطى نتيجة النزاعات العشائرية المسلحة، والتي تستدعي في بعضها تدخل قوات الجيش لفضها.
تأزم الأوضاع في ذي قار
مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في ذي قار، داخل عبد الحسين المشرفاوي، قال لشبكة رووداو الاعلامية ان "النزاعات العشائرية اصبحت متأزمة في ذي قار أكثر من باقي الاماكن، ففي قضاء الاصلاح مثلاً، الوضع غير طبيعي وانتهت الهدنة بين عشيرتين متخاصمتين، وهما ال رميض والعماير".
وأوضح المشرفاوي أن "المشاكل العشائرية مستمرة، من ضمنها مؤخراً مقتل شاب في الرفاعي نتيجة دفعه من قبل شخص"، لافتاً الى أن "القضاء لم يحسم الموضوع لحد الان، وهنالك مهلة بين العشيرتين".
ونوه الى حدوث مشاكل بين عدة عشائر، منها حدثت بين عتاب وركاب، ومنها وبين آل غزي أنفسهم، مشيراً الى ان "محافظة ذي قار لم تكن ساحة للنزاعات العشائرية، وكانت اغلب النزاعات تحصل في محافظتي ميسان والبصرة".
وأكد أن "مركز الناصرية بدوره شهد حصول نزاعات بين السادة والصوايح آل غزي، حيث سقط ضحايا جراء ذلك، وحدثت عملية نقل لجهة منهم الى كربلاء"، مشدداً على أن "الأمر يخرج عن نطاقنا وعن نطاق شرطة ذي قار، فيما تتدخل الحوزة والعتبتين الحسينية والعباسية لحل الامور وتتقف الاشتباكات، بينما في الشرطة يتم تسجيل حالة قتل".
نحو 20 قتيلاً جراء النزاعات العشائرية
أما بخصوص أعداد القتلى جراء هذه النزاعات، أوضح المشرفاوي انه "وخلال السنتين الاخيرتين قتل نحو 20 شخصاً بسبب النزاعات العشائرية في ذي قار"، مضيفاً أن "اكثر حالات القتل صارت عبر اغتيالات منها لموظفين وليس مواجهات مسلحة واشتباكات بين طرفين".
تُعتبر النزاعات العشائرية في مناطق جنوب العراق ووسطه، إحدى أبرز المشاكل الأمنية التي تعاني منها تلك المناطق، إذ تحصل من وقت لآخر مواجهات مسلحة تُوقع قتلى وجرحى بين عشائر مختلفة، لأسباب يتعلق أغلبها بمشاكل الأراضي الزراعية والحصص المائية، يُستخدم فيها مختلف أنواع الاسلحة.
الأرض والشرف والسلطة والتواصل الاجتماعي أبرز الأسباب
بشأن أسباب النزاعات العشائري، قال مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في ذي قار ان "أبرز الاسباب هي الصراعات على الارض، وقد تتعلق بحوادث شرف، ومنها النزاع على السلطة والمناصب، ومنها أيضاً مشاكل مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التعليقات او الاساءة الى صورة او رمز لأحد رجال العشائر".
تتصدر المحافظات الجنوبية في العراق المواجهات العشائرية المسلحة، والتي تُستخدم في بعضها أسلحة متوسطة، إلى جانب قذائف الهاون.
وزارة الداخلية العراقية، أعلنت حسمها 268 قضية نزاع عشائري منذ مطلع شهر تموز الماضي ولحد الآن.
منذ عام 2003، يمثّل السلاح المنفلت تحديا كبيرا أمام الحكومة التي تسعى إلى نزع السلاح من المواطنين والكيانات المسلحة، وحصره بيد الدولة عبر خطة تشمل جوانب إعلامية وقانونية وإدارية.
تزداد كمية الأسلحة لاسيما في محافظات الوسط والجنوب، وتزايد تكديسها في يد أفراد وجماعات مسلحة وعشائر بعد الاستحواذ على كميات كبيرة من سلاح الوحدات العسكرية منذ عام 2003 وخلال الحرب على تنظيم داعش، بجانب تجارة وتهريب السلاح عبر الحدود المفتوحة.
يعدّ العراق من أكثر بلدان الشرق الأوسط إنفاقاً على التسليح، وفقاً لتقارير سابقة؛ إذ خصص 18.7 مليار دولار للإنفاق العسكري عام 2021 فقط، ويشمل ذلك النفقات التشغيلية وتسليح الجيش وهيئة الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب ووزارة الداخلية بجميع مؤسساتها الأمنية.
وتعدّ الولايات المتحدة في مقدمة الدول التي يستورد العراق منها الأسلحة بـ41% من أسلحة الجيش العراقي، كما يعد العراق ثالث أكبر مستورد للأسلحة من كوريا الجنوبية في السنوات الخمس الماضية، واحتل المرتبة 11 بين أكبر مستوردي الأسلحة في العالم بين 2017 و2021.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً