رووداو ديجيتال
رأى عضو مجلس النواب العراقي رعد الدهلكي، أن "اللادولة" بدأت تنقض على الدولة، مشيراً إلى أن منطقة جرف الصخر تعد معتقلاً كبيراً للعراقيين، ولا تجرؤ أي جهة على دخولها.
الدهلكي أوضح خلال استضافته في برنامج "بالعراقي الفصيح" من رووداو عربية، أنه ينبغي الاشادة بكل من فتح بابه للنازحين خلال سبع سنوات مرت، سواء على صعيد العراق بشكل عام أو اقليم كوردستان بشكل خاص، على اعتبار أن أغلب النازحين لجأوا الى اقليم كوردستان في ظل ظروف صعبة، وتقاسموا رغيف الخبز مع الشعب العراقي في اقليم كوردستان، وهذا ما سيذكره التاريخ.
وبشأن أعداد النازحين في العراق، بيّن الدهلكي أنه لحد هذه اللحظة يوجد أكثر من مليون ونصف المليون نازح، رغم ان جميع المناطق التي احتلها تنظيم داعش تم تحريرها، مردفاً أن مرحلة التحرير "منقوصة"، لأن التحرير من داعش انتهى، لكن الأمر بحاجة الى مرحلة ثانية، وهي فرض القانون وتحرير هذه المناطق من سطوة السلاح المنلفت والميليشيات التي اعتاشت على هذه المناطق وأضرت بها وبأهاليها، لذلك كان على رئيس الوزراء أن يعي خطورة ذلك.
الدهلكي أكد أنه يدعم العودة الطوعية للنازحين وليست الاجبارية، بما معنى توفير المناخ المناسب للنازح من أجل عودته، بحيث تكون مناطقه جاذبة وليست طاردة، من خلال صرف منحة العودة، ومنحه ما يحتاج سواء خيمة أو كرفان في منطقته الأصلية، لافتاً إلى أن اللجنة العليا لإيواء النازحين قررت منح النازحين مواد غذائية ومواد صحية أسوة بالمخيمات لمناطق عودته لمدة سنة، كي يباشر عمله ومن ثم يتأقلم ويندمج مع المجتمع.
وحول منح النازحين مبالغ بالتزامن مع عودتهم إلى مناطقهم الاصلية، ذكر الدهلكي أن من بين قرارات اللجنة العليا لإيواء النازحين، منح النازحين منحة قدرها مليون ونصف المليون دينار، لكي يتمكنوا من ترتيب حياتهم الاقتصادية لمدة من الزمن، مع دعم غذائي وصحي ولوجستي للعودة من أجل الاندماج.
"هنالك علامة استفهام كبيرة على ملف الأمن، فهنالك تخوف كبير من العودة لعدم وجود الأمان وهي مسؤولية الحكومة وقد تحدثنا مع رئيس الوزراء بهذا الصدد، وهنالك عدة أسباب تمنع عودة النازحين، منها أسباب عشائرية تتعلق بثارات ناتجة عن أحداث دخول داعش لمناطقهم، لكن الجزء الأكبر هو سيطرة الفصائل المسلحة على هذه المناطق ومواردها، فعلى سبيل المثال جرف الصخر يعد معتقلاً كبيراً ومنفى للعراقيين داخل البلاد، فهي منطقة مغلقة ولا يسمح لأي جهة بالدخول اليها وهنالك معلومات تصل الينا تفيد بوجود سجون كبيرة فيها ومقابر جماعية، وأن من يسيطر على جرف الصخر جهة خارجة عن القانون لا يستطيع اي احد أن يذكر اسمها"، وفقاً للدهلكي.
ولفت إلى أنه طالب رؤساء الوزراء، الأسبق حيدر العبادي، والسابق عادل عبد المهدي، والحالي مصطفى الكاظمي، بالذهاب الى جرف الصخر لعقد مؤتمر صحفي، لكن لا أحد منهم يستطيع ذلك، عاداً جرف الصخر "منفى العراقيين للمحافظات السنية"، وفي ظل ضعف الحكومة لم يعد أي نازح إلى منطقة جرف الصخر.
وبشأن باقي المحافظات التي لديها نازحين، قال الدهلكي إن هنالك جهات مسلحة تسيطر على مناطق في ديالى وصلاح الدين، فجريمة الفرحاتية حصلت بوجود جهة مسلحة تسيطر على آبار للنفط في هذه المنطقة، وعملت على تهجير أهالي هذه المناطق وعدم عودتهم، عاداً وجود النازحين داخل العراق "وصمة عار" على الحكومات المتعاقبة.
وبخصوص أسباب عدم عودة النازحين وغلق الملف نهائياً، رأى الدهلكي أن الصراعات السياسية هي السبب الأكبر وراء عدم عودة النازحين، فبعض المناطق يُمنع عودة النازحين اليها من قبل جهات مسلحة بسبب أجندات خارجية، وواحدة من تلك الجهات من قامت بجريمة الفرحاتية وهي ميليشيات تستغل اسم الحشد الشعبي للقيام بأعمال مسلحة.
الدهلكي أشار إلى أن أغلب النازحين من مكون معين، والقلة الباقية من مكونات أخرى، فموضوع النزوح ليس مرتبطاً بالنازحين، بل بمناطقهم، وهنالك بعض الجهات تسيطر على الوضع الاقتصادي في منطقته وتمنعه من العودة لغايات خاصة بها، أما ملف جرف الصخر فلن يحل موضوعه الا بتدخل خارجي.
وحول تواجد النازحين في اقليم كوردستان، ذكر أن النازحين كانوا في 17 مخيماً باقليم كوردستان، لكنه انحسر الان الى نحو 8 مخيمات، والعدد في تناقص، مضيفاً أن "اقليم كوردستان قدم صورة رائعة ليس للعراقيين والنازحين فقط، بل على مستوى العالم من خلال احتضانه اكثر من 10 ملايين نازح وقاسمهم رغيف الخبز في وقت قطعت بغداد الرواتب عليهم"، مستشهداً بجسر بزيبز "سيء الصيت" حيث كانوا في بغداد يمنعون دخول النازحين من الأنبار إلا بكفيل.
الدهلكي عدّ استمرار وجود النازحين في المخيمات "باباً من أبواب الفساد، فالبعض يتباكى على النازحين في دول الخارج ويتسلم اموالاً للنازحين، وجعل النازحين دجاجة تبيض ذهباً لخزينة الدولة، بينما يعاني النازح ولم يحصل على قوت يومه، كما أن بعض المنظمات المحلية والدولية تعتاش على دماء النازحين، وأن عدم عودتهم هي مدخل اقتصادي لهذه المنظمات، فضلاً عن بعض الاحزاب التي تعتاش على وضع النازحين، بل أنه في بعض مخيمات النزوح هنالك متاجرة بالاعضاء البشرية".
وحول الوضع في المناطق المحررة من تنظيم داعش، قال الدهلكي إن "داعش صنيعة ايرانية واميركية، لكن المستفيد الأكبر هو تخلخل هذه المناطق، حيث دخلت الجهات المسلحة لتحرير المناطق، وهو شيء مرحب به من كل الجهات، وقدم الحشد الشعبي دماء لتحريرها، غير أن بعض الجهات تتستر تحت عناوين الحشد الشعبي والجهات السياسية لتحقيق مآربها وأجندات خارجية، وقامت بالتشبث بهذه المناطق بعد تحريرها وبدأت تفرض إرادتها عليها، حتى أن بعض المناطق هي أسيرة بيد هذه الفصائل المسلحة".
كما اشار إلى أن "غرق العبارة في الموصل هو نتاج سيطرة هذه الجهات المسلحة وعدم توفيرها وسائل الحماية، وكذلك ما حصل في مجازر الفرحاتية والهارونية ومسجد مصعب بن عمير وجامع السارية وسجن المفرق"، مشدداً على أن "اللادولة بدأت تنقض على الدولة، والتي هي الآن تعيش أنفاسها الأخيرة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً