رووداو ديجيتال
"تهت في إحصاء المرضى بعد الوصول إلى الرقم 21. لم يعد بإمكاني العد بعد ذلك.. ربما بلغ العدد 35 أو أكثر".
هكذا تحدث الطبيب المتطوع، شعلان مفلح آل حديد، لمراسل شبكة رووداو الإعلامية، رنجه جمال، عن الليلة المروعة التي عاشها مع زملائه في محاولة إنقاذ المصابين بحريق قاعة الأفرح في الحمدانية.
شعلان مفلح آل حديد اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، يكمل حالياً التخصص الدقيق (قاع الجمجمة) في مدينة الطب ببغداد ومنسب إلى كلية الطب جامعة نينوى، حسبما أفاد به شبكة رووداو الإعلامية.
عن كيفية استدعائه يقول: "كون بيتي قريب من مستشفى السلام، تلقيت اتصالاً بأنهم يحتاجون إلى الدعم الطبي الفوري لوجود عدد من المصابين".
وكان حريق ضخم قد نشب ليل (26 أيلول 2023)، في قاعة افراح بقضاء الحمدانية في نينوى، التهم كامل القاعة، وتسبب بوفاة 119 شخصاً وفق آخر إحصائية صادرة عن مديرية صحة نينوى.
"أول المتصلين كان الأب روني الذي تربطني به صداقة قديمة وهو أحد أصدقائي في مدينة الحمدانية، وهذا الأمر دفعني إلى أن استقل سيارتي وأسرع إلى المستشفى لمساعدة زملائي"، يضيف شعلان مفلح آل حديد، مشيراً إلى أنه انتقل الساعة 11:00 ليلاً من منزله أمام الطوارئ إلى مستشفى السلام.
"عدد المصابين كان يفوق قدراتنا"
شعلان مفلح آل حديد يوضح أنه في ليلة الحريق "كانت هناك حاجة لطبيب يفتح القنوات الهوائية للمرضى ولم يكن غيري موجوداً فقلت لهم: اتبرع بالدخول لصالة العمليات، والمريض الذي ترون أنه يحتاج إلى فتح قصبته الهوائية سأجري اللازم بعدما تسمحوا لي لأني لست طبيباً في المستشفى لكن واجبي الطبي يقتضي دخولي إلى صالة العمليات".
ويلفت إلى أنهم استقبلوا "أول مريض الساعة 11:15 ليلاً. تصورنا بأنه المريض الوحيد الذي يحتاج إلى فتح قصبته الهوائية لكن تفاجئنا بحاجة المرضى لفتح قصباتهم.. مريضاً تلو آخر. لدينا 3 صالات عمليات كانت تعمل بكامل طاقتها"، مستطرداً أن "عدد المصابين كا يفوق قدراتنا".
ويشير إلى أن "المريض المصاب في الحريق لديه فترة معينة لا تتجاوز الساعة لفتح قصبته الهوائية وإلا سيموت خنقاً وليس حرقاً".
حول عدد المصابين الذين تمكن من فتح قصباتهم الهوائية، يقول: "عدد المرضى كي أكون صادقاً معكم.. وصلت إلى المريض رقم 21 وتهت في العد بعد ذلك. لم يكن بإمكاني العد. ربما بلغ العدد 35 أو أكثر".
5 إلى 10 دقائق للعملية
في الحالات الطبيعية تستغرق عملية فتح القصبة الهوائية 30-45 دقيقة لكن في ليلة الحريق لم يكن هذا الوقت متاحاً، وبالتالي كانت العملية الواحدة "تتراوح من 5 إلى 10 دقائق".
شعلان مفلح آل حديد يشيد بالمستشفيات التي كانت الداعم الأول وهي "مستشفيات الجمهوري والحروق، وطوارئ دهوك الذي كانت اسعافاته سباقة، طوارئ أربيل، حتى من تكريت قدموا لإخلاء المرضى".
ويبيّن أنه "بعد يومين من الحادثة تمكنا من اخلاء 10 إلى 15 من المصابين إلى مستشفيات تركيا المتقدمة".
بحسب احصائية جديدة صادرة عن مديرية صحة نينوى، فإن العدد الكي للمصابين جراء الحادث الذين تم ارسالهم الى خارج البلاد لتلقي العلاج، بلغ 20 شخصاً.
الحريق تسبب به مصدر ناري لامس مواد سريعة الاشتعال، وفق ما أعلنت عنه وزارة الداخلية العراقية يوم 1 تشرين الأول.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً