أين وصل العراقيون الراغبون بالقتال في لبنان؟.. فصائل المقاومة تكشف لرووداو

02-10-2024
عبد الله سلام
الكلمات الدالة العراق لبنان إسرائيل المقاومة الإٍسلاميىة في العراق
A+ A-
رووداو ديجيتال

مع تصعيد إسرائيل ضرباتها ضد حزب الله اللبناني، واغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله يوم الجمعة الماضية، والإعلان لاحقاً عن عملية برية تهدف إلى التوغل في مناطق الجنوب اللبناني، بدأت الأنباء تتحدث عن عزم المقاومة الإسلامية في العراق (تحالف فصائل مسلحة) على إرسال مقاتلين إلى لبنان لمساندة الحزب في حربه.
 
وقد تم الحديث عن نقل مقاتلين من الفصائل العراقية إلى سوريا، تمهيداً لعبورهم إلى لبنان للمشاركة في المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. وتصاعد هذا الحديث عقب ضربة يُعتقد أن إسرائيل نفذتها ضد مواقع فصائل عراقية في الجانب السوري على الحدود مع العراق، ليلة السبت/الأحد الماضية.
 
يأتي هذا التطور بعد تصريحات لقادة فصائل عراقية منضوية تحت مظلة المقاومة الإسلامية -التي تمتلك بعض الفصائل منها وجوداً فعلياً في سوريا منذ سنوات- بشأن استعدادهم لإرسال آلاف المقاتلين لدعم حزب الله، خاصة بعد اغتيال نصر الله، وتصاعد التوقعات بتوسع دائرة الحرب.
 
"حزب الله بكامل الجهوزية"
 
في المقابل، نفت فصائل من المقاومة الإسلامية العراقية صحة تلك الأنباء، مؤكدة أن حزب الله يمتلك القدرات الكافية لمواجهة "الكيان الصهيوني"، وأن موقفها سيستمر في تنفيذ عملياتها التي شرعت بها منذ ما بعد 7 تشرين الأول، عبر إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وأن كل ما يشاع عن إرسال مقاتلين عراقيين إلى لبنان لا صحة له.
 
وقال المتحدث باسم حركة أنصار الله الأوفياء، عادل الكرعاوي، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الأربعاء (2 تشرين الأول 2024)، إن "حزب الله اللبناني يمتلك العدد والترسانة العسكرية الكافية لمواجهة العدوان الإسرائيلي"، مضيفاً أن "حزب الله مستعد تماماً لهذه المواجهات".
 
منذ بداية الحرب على غزة، عبرت المقاومة الإسلامية في العراق عن موقفها، وشرعت بممارسة دورها في إسناد جبهات محور المقاومة، لكنها أكدت أنه لا صحة لما يشاع عن إرسال مقاتلين إلى لبنان، وفقاً للكرعاوي.
 
ويضيف الكرعاوي أن موقف المقاومة العراقية في عدم إرسال مقاتلين إلى لبنان ليس تراجعاً عن دعمها لمحور المقاومة، بل هو مبني على التنسيق والقناعة بأن حزب الله ليس بحاجة لمقاتلين إضافيين، إذ يمتلك آلاف المقاتلين المدربين.
 
"فبركة"
 
من جانبه، أكد المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، أنه "لا توجد أي نية لإرسال مقاتلين إلى لبنان"، مشيراً إلى أن "ما نشر عن هذا الأمر عارٍ عن الصحة ويندرج ضمن الفبركة الإعلامية".
 
وأضاف الفرطوسي في حديثه لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الأربعاء، أن "فصائل المقاومة تواصل دعمها لأطراف محور المقاومة سواء في غزة أو لبنان، وعملياتها مستمرة وبوتيرة متصاعدة، ولكن الحديث عن إرسال مقاتلين غير صحيح".
 
وأشار المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء إلى أنه "لا توجد أي نية حالية لإرسال مقاتلين"، مؤكداً أن "المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام بشأن فتح مكاتب للتطوع للقتال في لبنان من قبل عراقيين غير صحيحة ولا تمت للحقيقة بصلة".
 
هذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها الحديث عن إرسال مقاتلين عراقيين إلى لبنان. فقد تعهدت كتائب سيد الشهداء بإرسال 100 ألف مقاتل إلى حدود لبنان بعد اغتيال أحد قادة كتائب حزب الله العراقي قبل أسبوعين في غارة إسرائيلية بسوريا.
 
وكتب الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "أخبرني حسن نصر الله ذات يوم بأن العراق هو خزان القوة الأكبر وشريان المقاومة، ولأن الألم والأمل عمّا يدور حولكم يقع في قلوبنا قبل أن يقع في قلوبكم، فإننا على أهبة الاستعداد". وأضاف: "ننتظر إشارة لنرفع عن نهر الرجال بوابة الانتظار. سيأتي سيل بشري عراقي يكتظ به حدود لبنان وخنادقها. فإذا فقد حزب الله ألف شهيد، سنمده بمائة ألف بطل".
 
أحداث متصاعدة
 
أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء الماضي عن بدء "عملية برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف" في جنوب لبنان ضد ما وصفه بأهداف تابعة لحزب الله، في تصعيد جديد يهدد مساعي التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، مع تجاهل التحذيرات العربية والدولية من مخاطر بدء هذه العملية.
 
على مدى الأيام الماضية، شنت إسرائيل غارات جوية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ومناطق في جنوب وشرق لبنان، والتي تُعتبر معاقل لحزب الله، وكان أعنفها الغارات التي شنتها يوم الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
 
يتزامن هذا التصعيد مع توترات متصاعدة في المنطقة، إذ شنت إيران مساء أمس الثلاثاء هجوماً بعشرات الصواريخ على إسرائيل، فيما حذرت "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" الولايات المتحدة من القيام بأي عمل ضد إيران أو السماح لإسرائيل باستخدام الأجواء العراقية لتنفيذ عمليات قصف.
 
وفي بيان لها، أكدت "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" أنه "إذا ما تدخل الأمريكيون في أي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية، أو استخدم العدو الصهيوني الأجواء العراقية لتنفيذ أي عمليات قصف، فستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفاً لنا".
 
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يوم السابع من تشرين الأول، أعلنت العديد من الفصائل المسلحة العراقية اصطفافها ضمن ما أُطلق عليه "وحدة الساحات"، في إشارة إلى تنفيذ هجمات ضد إسرائيل دعماً لحماس.
 
وخلال الأشهر الماضية، شنت الفصائل العراقية عدة هجمات ضد قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية في البلاد، قبل أن تتوقف في شباط الماضي، ثم تستأنفها مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان. وكان آخرها اليوم الأربعاء، إذ أعلنت عن قصف 3 أهداف شمال إسرائيل بطائرات مسيرة.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب