رووداو ديجيتال
روى المصور العراقي شاب، أديسون نجيب، تفاصيل مروعة عن اندلاع الحريق بقاعة أفراح خلال حفل زفاف في قضاء الحمدانية التابعة لمحافظة نينوى، وكيفية نجاته من الحادث.
كان اديسون نجيب، وهو مصور من استوديو "برو 4" للتصوير الفوتوغرافي، يصور الرقصة الأولى للعروسين يوم الثلاثاء (26 أيلول 2023)،عندما اندلعت الفوضى في كل مكان حوله.
قال المصور المقيم في الحمدانية: "رأيت اناس تحترق، وآخرون يبكون، واطفالاً يصرخون. كانت هناك طفلة صغيرة تحمل دمية شبن بها النار وهي كانت تحاول إخمادها"، مضيفاً "لا أحد كان يتوقع حدوث ذلك".
اندفع نحو 250 ضيفاً مذعورا إلى مخارج قاعة الهيثم الملكية للأعراس في منطقة الحمدانية ذات الأغلبية المسيحية، بالقرب من الموصل، بعد أن اشتعلت النيران في ألواح السقف.
وذكر نجيب: "كنت اصور العروسين عندما اشار احدهم الى اندلاع النار، كنت مصدوماً فبقيت واقفاً بمكاني لفترة، ثم هربت من المكان وتوجهت الى الحمامات. وبثواني فقط انتشرت النيران"، لافتا الى ان القاعة كان لها باب رئيسي وباب ثانوي لا يعلم به سوى المنظمون والطهاة والمصورون، لذا عندما اندلعت النار تدافع الجميع نحو الباب الرئيس وتراكموا فوق بعضهم، وحسب قوله فإن بعض الاطفال بقوا تحت الاقدام.
وقالت السلطات إن نحو مائة شخص لقوا حتفهم في الحادث، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى في ظل إصابة ما لا يقل عن مائة آخرين، العديد منهم بحروق خطيرة.
تمكن نجيب من الهروب عبر جدار الحمام بعد أن قام هو ورجال آخرون بإزالة جهاز التهوية وكسروا إطار الألمنيوم لتوسيع الفجوة، لكن لم يكن الجميع محظوظين مثلهم.
شرح مصوّر العروسين قائلا: "قمت بكسر الإطار بيدي، كان المكان مظلماً ولا شيء واضح للعيان، عندما خرجت سقطت فوق بعض الاشياء، وقمت باستخدام الفلاش لأرى ما يوجد حولي، لم يكن بمقدورنا رؤية اي شيء".
واستمرت مواكب التشييع يوم السبت في كنيسة مار بهنام للسريان الكاثوليك.
وقال نجيب: "كنت انا وشاب آخر دخلنا الحمام، وبعدما دخلنا الحمام طلب من المساعدة لإحضار والده المعاق، فاخبرته انني اعاني مشكلة بالتنفس ولا يمكنني ذلك".
واضاف، "كان هناك رجل بقي بالداخل، كانت زوجتة تبكي وتطلب منا عدم تركه، فطلبت منه ان يرفع نفسه قليلاً ليساعدنا في إخراجه، لكنه لم يفعل. ادخلت رأسي عبر النافذة الى الداخل فوجدته محمرّاً ويتنفس بصعوبة ولا يستطيع رفع يديه"، مردفاً: "لم انم منذ تلك الليلة، كلما اغمض عيني، اتذكر تلك الأصوات وأولئك الناس الذين كانوا فرحين وتحوّل فرحهم الى حزن".
حسب مسؤولين فإن الحادث وقع بسبب الإهمال، وإن الحكومة تستعد لتعويض الناجين وأسر الضحايا.
وتم اتهام أصحاب المكان بانتهاك لوائح السلامة. ودعت بلدية الموصل إلى إغلاق الفنادق والمطاعم والأماكن الأخرى التي تفتقر لشروط السلامة أو التي تجاهلت التحذيرات.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً