رووداو ديجيتال
استضافت شبكة رووداو الإعلامية، جمعاً من أقارب الضحايا قرب قاعة الهيثم بقضاء الحمدانية التي باتت معروفة بـ "قاعة الموت"، بعد أن أودى حريق فيها بحياة أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 150 ضمن حصيلة غير نهائية، في ختام أيلول الماضي.
قال أحد أقارب الضحايا، لشبكة رووداو الإعلامية إنه فقد 4 من عائلته، أحدهم طفل مجهول المصير، وصار لهم يبحثون عنه منذ يوم الحادث في 26 أيلول، لكن دون جدوى.
وأكد أن الطفل المفقود غير موجود في مستشفيات الموصل وإقليم كوردستان، مبيناً أن المسؤولين يأخذون الإسم لكن لم تصلهم أي نتيجة بشأن مصير الطفل حتى الآن.
"النقود تسيّر جميع التراخيص"
بشأن المسؤولين عن حريق قاعة الهيثم في الحمدانية، اتفق الحاضرون أن صاحب الصالة يعد المسؤول الأول وكذلك مانح الموافقة لبنائها، إذ أن القاعة غير قانونية بحسب قولهم، عازين ذلك إلى أن الأرض المبني عليها أرض زراعية وفوقها أبراج ضغط عالي كهربائية.
وذكر المواطن أن فساد السياسيين هو الذي مكن صاحب القاعة من التجاوز وبناء القاعة دون توفير أي من أدوات السلامة، قائلاً إن "النقود تسيّر المعاملات والتواقيع جميعها".
وبيّن أن مع الكارثة التي حلّت، "جاء المسعفون وأطفأوا الكهرباء وأخذوا الأقراص الصلبة للكاميرات وذهبوا، ولو لم يفعل ذلك لنجا نصف الضحايا".
حسب شهود العيان، كان يوجد داخل القاعة نحو 1000 الى 1100 شخص من كبار وشباب وأطفال.
أحد أقرباء الضحايا كان يحمل لوحة عليها صور عدد من الأشخاص، قال لرووداو: "هؤلاء عائلات عمومتي، كانوا تسعة أفراد، عثرنا على 3 منهم ولا يزال ستة مفقودين حتى الآن، يأتي إلينا السياسيون ليعزّونا لكن نحن نريد منهم أن يعثروا على مفقودينا"، محمّلاً مسؤولية ما حدث الى سياسييّ البلد.
"نجا لكنه مفقود"
يشكو أهل الحمدانية المفجوعين عدم استجابة السلطات العراقية لهم، لافتين إلى أن أولئك المسؤولين قاموا بزيارة مجلس العزاء ووعدوهم بمتابعة قضاياهم، إلا أنهم غائبون منذ يومين ولا أحد يرد عليهم.
وقال مواطن لرووداو إن أحد أبناء شقيقه نجا من الحريق، مشيراً إلى أن "هناك أناس رأوه سالماً خارج القاعة، لكنه مفقود منذ أيام دون معرفة مكانه".
وأوضح أنه أخبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بقصته عندما زار مجلس العزاء، لافتاً إلى أن السوداني وعده بمتابعة الأمر مع وزير الصحة"، ويضيف: "لكن لا يوجد أي تقدم منذ يومين".
"المتلزمون بالصمت مذنبون"
والدة أحد الضحايا التي غمرها الغضب، قالت وهي حاملة صورة ابنها وزوجته الذين خسرتهما في الحريق المأساوي "استعدا للحفل وكانا سعيدين، كيف يذهبان متأنقين ويعودا لي داخل تابوت"، محمّلة الحكومة مسؤولية الفاجعة.
فيما رأت شابة وضعت ابنها الأول منذ أسبوع وخسرت زوجها في الحريق، أن "أي شخص يبقى صامتاً ولا يلبّي مطالبنا ويكشف الحقيقة هو مذنب بالحادثة".
"صاحب القاعة معروف"
ذوو الضحايا عبروا عن استيائهم من فرق الطوارئ والإطفاء، وسوء الخدمات المقدمة بمنطقتهم، فحسب قولهم "كانت الصهاريج التي وصلت لإطفاء الحريق غير ممتلئة ونفد الماء بوقت قصير، كما أن إطفاء الكهرباء زاد من هول الكارثة".
أقارب الضحايا طالبوا بـ "قيام جهة تنفيذة بمساعدتهم في إيجاد المفقودين بسرعة".
واتهم المواطنون صاحب قاعة الأفراح بإقامة حفلات خاصة يحضرها مسؤولون وضبّاط، "يجري خلالها التوقيع على صكوك"، مشيرين إلى أن صاحب القاعة له علاقات واسعة مع مسؤولين، "الأمر الذي يمكنه من التنفّذ وشراء الذمم والتجاوز دون حسيب أو رقيب"، طبقاً لحديثهم.
وأعلنت القوات الأمنية في إقليم كوردستان القبض على صاحب قاعة الهيثم للأفراح، والتي التهمتها النيران مع أكثر من 100 شخص، سمير رفو، وتسليمه إلى وزارة الداخلية العراقية، لكن اهالي الحمدانية يطالبون بتسليمه وإعدامه أمام القاعة.
تحرير: لافا عثمان
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً