انقسامات داخل الإطار التنسيقي تسبق الدخول للانتخابات المحلية

01-08-2023
الكلمات الدالة الاطار التنسيقي
A+ A-
 
رووداو دیجیتال

يبدو أن انتخابات مجالس المحافظات العراقية يمثل الاختبار الصعب الأول للبيت الشيعي الأكبر، فرغم أنه يبدو متماسكاً حتى الآن لكن الانقسامات المسبقة داخل الإطار التنسيقي، التحالف الذي جمع أطرافه العداء للصدر والصدريين، تهدد مستقبله.
 
المتحدث باسم تحالف النصر، أحد مكونات الإطار التنسيقي، يورد ثلاثة أسباب لانقسام الإطار إلى سبعة تحالفات، مشيراً إلى أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق، ويقول قيادي من خارج الائتلاف إن أطرافه ستعود ضعيفة في المستقبل.
 
الإطار التنسيقي من واحد إلى سبعة
 
من المقرر أن تشهد 15 من محافظات العراق انتخابات مجالس المحافظات في (18 كانون الأول 2023)، والسادس من الشهر الحالي هو الموعد النهائية لتسجيل التحالفات التي ستخوض السباق الانتخابي.
 
الإطار التنسيقي الذي يمثل اليوم كبرى القوى الشيعية بأكثر من 200 من مقاعد مجلس النواب العراقي، أمسك التشرذم بخناقه في أولى تجربة انتخابية بحيث انقسم إلى سبعة تحالفات هي:
 
- الإطار التنسيقي (ويضم الفتح بزعامة هادي العامري، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، وعصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي).
 
- دولة القانون (ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وحراك بشائر وعدد من الشخصيات المستقلة).
 
- تيار الفراتين (محمد الصيهود ابن عم محمد شياع السوداني والعضو السابق في كتلة دولة القانون وعدد من الشخصيات وتجري مفاوضات مع عدد من الأحزاب السياسية لضمها إلى التحالف).
 
- اعتدال (تحالف النصر بزعامة حيدر العبادي وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم).
 
- نصحح (المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة همام حمودي، وحزب اقتدار الوطن وعدد من المحافظين السابقين والشخصيات وأحزاب جديدة).
 
- الخدمات (وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة السوداني والمتحدث السابق باسم هيئة الحشد الشعبي، وعدد من الشخصيات المقربة منه).
 
- القيم المدنية (الحزب الشيوعي العراقي، وحراك نازل آخذ حقي، وحزب البيت الوطني، وحزب التيار الاجتماعي والديمقراطي، والنائب سجاد سالم، وتيار الوعد العراقي، وحزب ريادة، وعدد من الشخصيات والتجمعات الأخرى المنتمية سابقاً لقوى الإطار التنسيقي).
 
عن انقسام قوى الإطار التنسيقي إلى عدة تحالفات، قال المتحدث باسم تحالف النصر الذي يتزعمه حيدر العبادي، سلام الزبيدي، لشبكة رووداو الإعلامية إن من المؤسف أن قوى الإطار التنسيقي لم تتفق على المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات بتحالف واحد أو تحت اسم الإطار التنسيقي.
 
وعزا المتحدث باسم تحالف النصر تشرذم الإطار التنسيقي إلى مجموعة عوامل أولها كثرة الأطراف المنضوية في الإطار التنسيقي ثم اتخاذ عدد من هذه الأطراف قرارها المسبق باختبار نفسها، إضافة إلى اختلاف الرؤى ووجود ملاحظات لأطراف في الإطار على أطراف أخرى فيه.
 
ورأى الزبيدي أن حدوث انقسام داخل الإطار التنسيقي طبيعي ولا يشكل تهديداً له وأن هذا الانقسام مختص بانتخابات مجالس المحافظات لتجتمع أطراف الإطار معاً من جديد بعد انتهاء الانتخابات.
 
تشكل الإطار التنسيقي بعد انتخابات مجلس النواب العراقي المبكرة في تشرين الأول 2021، حيث اجتمع معاً أغلب الأطراف الشيعية ومن بينها الميليشيات المسلحة، وكان الدافع لتشكيله النسبة المتدنية من الأصوات التي فازت بها في تلك الانتخابات، واتهمت جميعها التيار الصدري بتزوير الانتخابات ومفوضية الانتخابات بالتلاعب بالأصوات، وبذلك تحول الائتلاف الذي جمع العداء للصدر أطرافه إلى المكون الرئيس للحكومة.
 
حول التهديدات التي يمثلها انقسام قوى الإطار التنسيقي، أعلن عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وأحد قادة تحالف القيم المدنية، ياسر سالم، اليوم الثلاثاء، لرووداو أن ائتلافاً كالإطار التنسيقي يضم الكثير من المصالح والتضاد ما يجعل الانقسام متوقعاً وربما أشد في المستقبل، فهناك الآن الكثير من الخلافات داخل الائتلاف وتقوم غالبيتها على المصالح المادية وحصص الأطراف في الحكومة.
 
وكشف ياسر سلام عن وجود خلافات شديدة بين المتطرفين داخل الإطار وبين الأطراف المعتدلة بعض الشيء وهذه الخلافات تشتد مع مرور الوقت، لهذا ليست أطراف الإطار متحدة عملياً لتنقسم، والموجود هو تجمع لتقاسم المصالح وكعكة السلطة وسيعودون ضعافاً في المستقبل.
 
يشكل الإطار التنسيقي مكوناً رئيساً لتحالف إدارة الدولة الذي يضم الأطراف الكوردستانية أيضاً، وليس للإطار زعيم واحد وتتخذ القرارات فيه عن طريق الأغلبية، ويكون الأغلبية في الحكومة حيث أن رئيس الوزراء وقسم كبير من الوزارات من حصة الإطار، والتوقعات تشير إلى المزيد من الانقسامات في صفوفه في انتخابات مجلس النواب العراقي القادمة.
 
التيار الصدري لم يحسم أمره
 
لم يقرر التيار الصدري رسمياً حتى الآن مشاركته أو عدمها في انتخابات مجالس المحافظات 2023، لكن ساعات الأيام الستة الأولى من هذا الشهر قد تكون حاسمة في هذا الصعيد، والسيناريوهات المتاحة أمام التيار رهن بقرار من زعيمه مقتدى الصدر، مع ذلك ينهمك قادة التيار في وضع اللمسات الأخيرة على تقرير حول تقييم الأوضاع بدأوا بإعداده منذ أكثر من أسبوعين، ومن المقرر أن يسلموه لزعيمهم في الساعات القادمة ليوافق عليه أو يردّه.
 
القيادي في التيار الصدري بمحافظة البصرة، سجاد العتيبي، تحدث لرووداو عن مشاركة التيار في انتخابات مجالس المحافظات العراقية مؤكداً أن قرار المشاركة من عدمها لم يتخذ بعد، والأمر في يد السيد مقتدى الصدر وإذا قرر المشاركة فسيشاركون بنفس الحماسة التي خاضوا بها انتخابات العام 2021 وسيسعون للإمساك بزمام السلطة.
 
توقع موقف من الصدر ليس بالأمر الهين، لأن قرارات هذا الزعيم فجائية، لهذا يجب انتظار يوم الجمعة وما يقوله هو أو وزيره.
 
في يوم الخميس (15 تموز 2021) قرر زعيم التيار الصدري السييد مقتدى الصدر خوض الانتخابات النيابية، لكن بعد فوز تياره بـ73 مقعداً نيابياً في انتخابات تشرين الأول 2021، قرر في (12 حزيران 2022) انسحاب نواب الكتلة الصدرية من مجلس النواب العراقي.
 
قيادات الإطار التنسيقي الذين أصبحوا يتمتعون بالأغلبية النيابية بعد انسحاب الصدريين يساندون في الظاهر مشاركة التيار الصدري في الانتخابات لكنهم يتوقون إلى اليوم الذي يعلن فيه الصدر مقاطعة الانتخابات.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

أحمد الشرع - السوداني

السوداني مهنئاً الشرع بعيد الفطر وتشكيل الحكومة: أهمية ضم العملية السياسية لمكونات سوريا

هنأ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الرئيس السوري أحمد الشرع، بمناسبة عيد الفطر وتشكيل الحكومة السورية الجديدة، مشدداً على وجوب مشاركة كافة المكونات ضمن العملية السياسية.