رووداو ديجيتال
أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، أن جريمة مثل اغتيال إسماعيل هنية لن تمر دون ضوء أخضر أميركي، خاصة أن التداعيات قد تجر إلى توتر إقليمي يصعب حصره.
وقال الهندي، لشبكة رووداو الإعلامية، الأربعاء (31 تموز 2024)، إن هنية "مجاهد ودع أبنائه وأحفاده صابرا محتسبا وختم الله له بالشهادة. وهو على كل حال مثل كل شعبنا مشروع شهادة، واليوم نحن في الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية خسرتنا كبيرة".
وأكد أن "غيابه لا يزيد المقاومة الفلسطينية إلا إصرارا وثباتا وقوة حتى النصر والتحرير"، مشيرا إلى أن "إسرائيل واهمية عندما ظنت أن باستهداف قادة المقاومة ستكسرها، لاسيما وأنها لم تستهدف من التجارب السابقة، حيث اغتالات الكثير من القادة".
وتابع، أن "في كل مرة كانت تخرج هذه الفصائل أكثر قوة وأكثر ثباتا وأكثر إصرارا على مواصلة الجهاد والمقاومة. حركة حماس حركة كبيرة تملأ أي فراغ لفقدان وغياب قادتها، وهي تملأ بشكل مباشر الفراغ الذي تركه غياب إسماعيل هنية من مركز قيادتها".
وأشار الهندي، إلى أن "الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في حالة حرب منذ 10 أشهر تقريبا، في حين لا تقوم إسرائيل إلا بالمجازر بحق المدنيين وقصف المشافي والمدارس والمساجد والكنائس والأسواق وخيام النازحين، فهي لا ترتكب إلا جرائم حرب في غزة".
لكن في "الميدان أمام المقاتلين تخشى الفشل الذريع، إذ أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يهربون إلى الأمام ويريدون تغطية هذا الفشل الكبير وهذه الجرائم التي ترتكب في غزة، حيث يريدون تغطيتها من خلال ملاحقة قيادة المقاومة الفلسطينية باستهداف إسماعيل هنية، أو باستهداف الضاحية الجنوبية لأحد عناصر حزب الله".
ومضى بالقول: "نحن في الميدان جنبا إلى جنب، وأن المجاهدين في غزة يقاتلون ويتماسكون والشعب الفلسطيني كله يلتف حول فصائل المقاومة"، مبينا أن "هذه الجريمة ستزيد الشعب الفلسطيني تماسكا ووحدة وقوة وستزيد علاقة المجاهدين في الميدان".
واعتبر الهندي، أن "الحسابات التي أجرتها حكومة إسرائيل المتطرفة في محاولة لضرب وحدة الشعب الفلسطيني انقلبت عليهم"، لافتا إلى أنه "حتى السلطة الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية اليوم كان لها مواقف وأعلنت الحداد ودعت إلى إضراب عام في مدن الضفة الغربية".
ورأى، أن "الجريمة ارتدت على نتنياهو من خلال وحدة الشعب الفلسطيني وبين فصائل المقاومة خاصة حماس والجهاد الإسلامي وبين كل الفصائل الفلسطينية الأخرى زادت تماسكها ووحدتها وحتى في جبهات المساندة".
وبين، أن "الجريمة ستترك جبهات المساندة في لبنان واليمن والعراق أكثر إصرارا وثباتا على مواصلة الفعل ومواصلة مقاومة هذا التغول الصهيوني الذي يمتد في لبنان ويمتد في طهران. نحن أيضا أعطينا العالم وأحرار العالم رمزا للمقاومة والتصدي للسياسات العدوانية التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية".
وأردف، أن "إسرائيل لم تنفي وهي أكدت أن ستتم تصفية، أي أعلنت بشكل غير مباشر أنها مسؤولة وقالت أن هذا مصير كل من يقف أمام سياسة إسرائيل وكل من يقاوم إسرائيل".
بالتالي إن "إسرائيل أعلنت بهذا الشكل وهي دائما تعمل بهذه الصيغة عندما تستهدف أي قائد فلسطيني خاصة أنها استهدفت في طهران. فهي بهذه الصيغة المعتادة تقول إن هذا مصير المقاومين الفلسطينيين. ومن ناحية الثانية ليس هناك لأحد مصلحة سوى إسرائيل التي هددت إسماعيل هنية في السابق وقالت إنه سيتم تصفيته".
ويعتقد الهندي، أن "المسألة واضحة وأن هناك إعلان من جانب العدو وأن نتنياهو يريد جر المنطقة إلى حرب إقليمية"، مبينا أن "جريمة مثل هذه لن تمر دون ضوء أخضر أميركي، خاصة أن التداعيات قد تجر إلى توتر إقليمي يصعب حصره، والولايات المتحدة حريصة على أن لا يكون هناك حرب إقليمية في المنطقة قد تنتج داعياتها على الإدارة الأميركية في هذه المرحلة التي تجري فيها انتخابات أميركية".
وبناء على ذلك، فإن "هناك ضوء أميركيا أخضر، سواء على مستوى الجريمة التي حدثت في طهران أو التي حدثت في ضاحية بيروت الجنوبية"، مشيرا إلى أن "كل قادة المقاومة مستهدفين، بالتالي نحن لم نتفاجئ فيها".
وبشأن مسار مفاوضات وتبادل الأسرة والتوصل لهدنة لوقف الحرب في غزة: أشار نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، إلى أنها "متوقفة منذ فترة طويلة نتيجة لمماطلة نتنياهو وحكومته"، مبينا أن "آخر لقاء عقد في روما قبل أيام، وضع نتنياهو شروطا جديدة ولم يرسل فيرق التفاوض إلى روما".
وبين، أن "نتنياهو أرسل بدل فريق التفاوض، موقفه الجديد الذي تضمن شروطا جديدة، منها البقاء في محور فلادلفيا ومنها تفتيش النازحين عندما يعودوا من الجنوب إلى الشمال. أيضا طلب أسماء الأحياء من الأسر الصهاينة في غزة".
وواصل الهندي، أن "هكذا هو يماطل حتى يأخذ الوقت، ويمتد العدوان على غزة إلى انتهاء فترة الانتخابات الأميركية على أمل أن يحل الموضوع مع الرئيس ترمب إذا فعل". مؤكدا أن "بذلك المفاوضات متوقفة قبل هذا الاعتداء وقبل هذا الغدر".
واستدرك، أن "كل جولات المفاوضات كانت تأتي بشروط جديدة لنتنياهو رغم أن كل الأجهزة الأممية في إسرائيل وأيضا قادة الجيش يقولون أن الاتفاق جاهز للتوقيع، لكن نتنياهو يخرج لحسابات سياسية وشخصية وحزبية تتعلق بائتلافه السياسي، لأنه يعلم إذا توقف العدوان على غزة توقفت الحرب وتجرى صفقة تبادل، كما أن في الوم التالي مباشرة ستشكل لجان لبحث هذا الاخفاق الكبير الذي حصل في 7 تشرين الأول الماضي، وفشل إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها خلال 10 أشهر"
ولفت، إلى أن بعد ذلك سيكون نتنياهو أول يخضع لجان التحقيق وربما يقصى مستقباله السياسي وقد يذهب إلى السجن أيضا، ولذلك هو يماطل ويريد أن يكسب الوقت على أمل أن يحقق أي إنجاز وهمي"، موكدا أن "المقاومة الفلسطينية كانت تتعامل بإيجابية مع مقترحات الواسطاء باستمرار، وأبدت مرونة في وقت سابق حتى يتم إجراء التفاوض والوصول إلى قصة التبادل".
وجدد الهندي التأكيد، على أنه "لا أحد في المنطقة يريد حربا إقليمية بما في ذلك أميركا، باستثناء نتنياهو والمتطرفين من ائتلافه الحكومي، يريدون إثارة المنطقة وجرها إلى حرب إقليمية".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً