رووداو ديجيتال
في مشهد وصف بالتاريخي، بدأ آلاف المواطنين من قطاع غزة النازحين من وسط وشمال القطاع بالعودة إلى مناطقهم، في اليوم التاسع من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والفصائل الأخرى، وإسرائيل.
وجاءت عودة النازحين عقب انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم وسط القطاع الفلسطيني، اليوم الاثنين (27 كانون الثاني 2025)، في صورة "اسطورية" - كما وصفت - لتشبث الأهالي بأرضهم، التي كانت إسرائيل تروم تهجيرهم منها كأحد أهداف حربها المعلنة ضد القطاع.
وعكس الأهالي فرحة كبيرة للحظة عودتهم من رحلة النزوح التي استمرت 15 شهراً، المدة التي رفضت خلالها إسرائيل السماح للأهالي بالعودة واستمرت فيها بالحرب، قبل أن توافق على ذلك مؤخراً في سياق وقف مؤقت لإطلاق النار.
وتحدث مواطنون من شمالي القطاع، لشبكة رووداو الإعلامية، التي واكبت كاميرتها عودة الأهالي، معبرين عن سعادتهم بهذه "اللحظة المنتظرة"، بعد أن ابعدوا عن منازلهم ومدنهم، وسط معاناة قاسية غير مسبوقة.
وقال مالك جنيد: "نريد العودة في اليوم الأول، لأننا نريد أن نستقبل هناك من قبل الأقارب الذين نشتاق لهم كثيراً، ولأرضنا ووطنا ومدينتا غزة".
وأضاف جنيد، وهو أحد العائدين إلى شمال غزة: "من مدة طويلة ونحن نازحون، حيث كنا ننتظر هذه اللحظة كما كل النازحين انتظروا لحظة الهدنة والعودة".
وأكد: "في الحقيقة نحن سعداء جداً لأننا سنرجع لغزة من الجنوب، لاسيما وأن شوقنا إلى غزة كبير جداً، لأننا كنا نازحين خارج غزة وكنا بعيدين عن مدينتنا"، مشيراً إلى أن "الأهل فرحين جداً لأننا سنعود إلى غزة".
وكان الآلاف من أهالي غزة قد انفصلوا عن عوائلهم وأقربائهم بفعل الحرب، لمدة 471 يوماً، ويقول مصطفى غانم - مسن مقعد أصر على العودة إلى شمال القطاع - رغم انعدام مقومات الحياة ودمار المنازل، إن "ابنائي بقوا في غزة وأريد العودة إليهم".
وأضاف غانم أن "بيوتنا تدمرت، لكن سنعود لنرى الأحباب هناك"، مستدركاً: "لم نتمكن من إعادة زوجتي التي تعرضت لجلطة منذ أربعة أيام معنا، لعدم توفر كراسي متحركة".
فرحة عودة النازحين في غزة إلى مناطقهم لم تستثن أحداً، إذ يقول باسل أبو محسن، طفل نازح من حي الصبرة إلى خان يونس في جنوب القطاع: "اليوم نريد العودة لغزة لأتمكن من روية أبي وامي واخواني هناك".
وعبّر أبو محسن عن فرحته، قائلاً: "أنا سعيد كثيراً لأنني سأرى أبي وأمي، ولكي نطمئن عليهم وعلى واقع الحياة هناك".
من جهته، قال محمد لبد، وهو أيضاً أحد العائدين إلى شمال القطاع: "عندما صحوت من النوم وجدت جيراننا والناس تخرج للعودة، فرحت كثيراً وقمت بحمل فراش نومي على كتفي وتوكلت على الله لأعود للشمال".
وأضاف لبد أن "عاماً ونصف العام مر ولم أر غزة والشمال. اليوم سنتمكن من رؤيتها بعد الاشتياق لأهلنا وأحبابنا الذين سنعود لنراهم".
ونقلت صور الكاميرات مشاهد عودة آلاف الأهالي من جنوب غزة إلى شمالها، وهم يتدفقون سيراً على الأقدام عبر شارع الرشيد الساحلي الذي يربط أقصى جنوب القطاع بأقصى شماله، والذي كانت القوات الإسرائيلية دمرته بشكل شبه كامل، وحفرت فيه خنادق، مما صعب عودة الأهالي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أعلن أمس، أن دولة قطر توصلت إلى تفاهم مع إسرائيل يقضي بعودة النازحين في قطاع غزة إلى شمال القطاع ابتداءً من صباح يوم الاثنين.
واشترطت إسرائيل أن يفرج عن الرهينة أربيل يهود - التي كان متوقع أن تفرج عنها حماس خلال الدفعتين الأوليتين لتبادل الأسرى من اتفاق وقف إطلاق النار - أولاً قبل فتح محور نتساريم الذي يفصل بين جنوب غزة وشمالها، متذرعة بعدم التزام حماس بشرط غير معلن في الاتفاق يقضي بالإفراج عن الرهائن المدنيين أولاً.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه سيسمح بعودة السكان مشياً على الأقدام عن طريق محور نتساريم ومن خلال شارع الرشيد اعتباراً من الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي.
يشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى، تضمن الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، مقابل نحو 1900 أسير فلسطيني، بينهم أصحاب أحكام بالمؤبد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً