هل ستقوم المملكة العربية السعودية بدعم إستقلال إقليم كوردستان؟

26-07-2016
رووداو
الكلمات الدالة السعودية، اقليم كوردستان، البارزاني
A+ A-

جوشوا ليفكويتس

لا يخفى على الجميع بأن العراق اصبح ساحة للمعركة الرئيسية بين ايران والمملكة السعودية للسيطرة والهيمنة التامة على منطقة الخليج، وقد توضحت صورة التدخل الايراني في هذا البلد، وحتى في اراضي اقليم كوردستان، إلا ان هناك مقولة قديمة تفيد بأن "الكورد ليس لديهم اصدقاء غير الجبال"، ان المملكة العربية السعودية تحاول ان تكون صديقاً جديداً للكورد وذلك بالتعامل مع حكومة اقليم كوردستان، للحد من النفوذ الإيراني في العراق، وايضاً لإضعاف السلطة الشيعية في العاصمة العراقية بغداد، بذلك سوف تدفع الكورد بثبات نحو الإستقلال، وان تستفيد المملكة من الإنفتاح المفاجىء لتربك ايران في المنطقة، لكن يجب التعامل بكل استراتيجية مع هذه المسألة، لأنه اذا اسيء التعامل مع هذا الأمر فقد تكون النتائج عكسية.

العلاقة بين اربيل وطهران
الكورد في العراق لهم صلات ثقافية ولغوية من ايران، وخصوصا من خلال بعض الأحزاب السياسية الكوردية، وإيران لديها تأثير قوي على الإتحاد الوطني الكوردستاني، الذي يقع مقره الرئيسي في محافظة السليمانية قرب الحدود الإيرانية، إلا ان ايران استطاعت في العقد الأخير ان تعزز علاقتها الأمنية والتجارية مع حكومة إقليم كوردستان، ولهذا السبب تقربت اكثر من الحزب الديمقراطي الكوردستاني في اربيل.

هناك دعم شعبي ايراني قوي لتقوية العلاقات بين ايران وحكومة اقليم كوردستان، وبحسب استطلاع للرأي جرى بعد عام 2016 تبين ان 90% من الإيرانيين يؤيدون بشدة مساعدة ايران لحكومة الإقليم في محاربة داعش، ويبدو ان ايران ستقوم ايضا بتوقيع اتفاق مع حكومة اقليم كورددستان لبناء خط انابيب يمكن ان ينقل 250 الف برميل من نفط اقليم كوردستان يوميا عبر ايران الى مياه الخليج، فالإقليم يقوم بتصدير النفط حالياً عن طريق خط واحد ينقل النفط الى الأسواق العالمية وينتهي في ميناء جيهان التركي، وهذه الشراكة ستكون لها تداعيات سياسية واقتصادية ضخمة.

الدعم السعودي
ما الذي ستقدمه السعودية على طاولة الحوار لكي تتقارب اجنداتهم مع اجندات البارزاني وحكومة إقليم كوردستان؟ ان اقليم كوردستان يواجه ازمة اقتصادية وسياسية كبيرة وهو بأمس الحاجة الى رأس مال. فهناك ما لا يقل عن 250 الف لاجىء سوري في الإقليم، وبحسب تقارير الأمم المتحدة هناك اكثر من مليون نازح عراقي في موزعين في مدن إقليم كوردستان، فأصبح الضغط متزايداً على الموارد المحدودة، لاسيما ان هناك توقعات بنزوح مليون شخص آخرين الى الإقليم بعد بدء معارك تحرير الموصل.

بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، اقترب إقليم كوردستان من نيل استقلاله اكثر فأكثر، أما السعودية فأنها كانت تخشى ان تصبح الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة العراقيين والمتمثلة برئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بوابة للنفوذ الإيراني في العالم العربي، فقد كانوا يأملون ان تكون حكومة اقليم كوردستان قوية، وان تكون شريكا حقيقياً لهم للحفاظ على المنطقة من السيطرة الإيرانية، إلا ان الصراع السوري وظهور تنظيم داعش وبدء ظهور قوات حزب العمال الكوردستاني، شكلت جميعها ضغطاً على حكومة الإقليم وادت الى عدم استقرار جدول اعمالها الدبلوماسية والسياسية، ونظرا لإنخفاض اسعار النفط العالمية وعدم دفع الحكومة الاتحادية للأموال المستحقة للإقليم، فأن حكومة الإقليم اصبحت حريصة على التعامل مع الجميع، بما في ذلك السعودية، طالما انها ستوفر إمكانية الوصول إلى الاستثمارات والتغيير الإقتصادي.

 وعلى الرغم من تركيا وايران ستبقيان لتمثلا القوى الخارجية المهيمنة على اقليم كوردستان، إلا ان السعودية تستطيع استخدام نفوذها المالي لكي تحصل على نفوذ اكبر في هذه المنطقة، فواحد من ستة افراد هم موظفون في الدوائر الرسمية بحكومة الإقليم، لذلك بإستطاعة السعودية الإستفادة من الأزمة المالية ودعم المجتمع الكوردي  بالمساعدات والاستثمارات، فالعلاقات الثنائية مع حكومة الاقليم هي جيدة جداً، فقد أستقبل رئيس الإقليم مسعود البارزاني من قبل الملك سلمان ملك السعودية شخصيا حينما قام بزيارة الرياض في 2015، بالإضافة الى الى حضور كبار العائلة المالكة للترحيب به، وفي فبراير الماضي كانت السعودية سباقة لفتح قنصليتها في اربيل، حيث اكد القنصل عبد المنعم محمد في كلمة له بأنه "أن المملكة لن تتخلى عن اقليم كوردستان بأي شكل من الأشكال"، وكانت هذه خطوة رئيسية في تعزيز العلاقات بين الطرفين.

اجراء اللإستفتاء وإعلان الإستقلال
ويبقى أن نرى إلى أي مدى ستكون السعودية على استعداد لتدعم هذا الاستقلال. وسيكون الاختبار النهائي عندما تدعم الرياض مسار حكومة إقليم كوردستان المتوجهة نحو الاستقلال الرسمي من العراق، وسيكون لهذا الدعم فوائد بها ايضا.. فسيكون تقويضاً للهيمنة الإيرانية على العراق واضعاف سيطرة الحكومة المركزية على البلاد، وايضا سوف تكتسب المملكة المزيد من الشعبية بين شعوب كوردستان، بحيث يكونون بصف المملكة، وعندئذ ستكون المملكة بوضع افضل لتحقيق اهداف اكثر طموحا في دعم منطقة سنية مستقلة في العراق.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب