رووداو ديجيتال
عندما تدخل إلى جامع الأزهر، وتتأمل مبناه ومآذنه وحجارته وجدرانه وهندسته المعمارية، تشعر بروح التاريخ الذي يمتزج مع عبق العلم والإيمان. وبمجرد أن تخطو إلى داخل صحنه ومحرابه، ترى مئات الطلاب وهم منهمكون في دراسة علومهم، بعضهم يصغي إلى الإمام، ومجموعة من النساء يتلون القرآن الكريم أمام معلمتهن، وآخرون منشغلون بالصلاة والدعاء.
بُني جامع الأزهر في القاهرة، عاصمة مصر، عام 972، وما زال إلى اليوم يستقطب آلاف الزوار سنوياً، سواء من السياح المهتمين بالتاريخ الإسلامي والفن المعماري، أو من الباحثين عن الأجواء الروحانية التي تميزه.
أُسس الجامع على يد الدولة الفاطمية، حيث كان الشيعة آنذاك يسيطرون على مصر، حتى جاء القائد الكوردي صلاح الدين الأيوبي وأطاح بالدولة الفاطمية، فارضاً المذهب الشافعي السني، وقام بإيقاف الخطبة في الجامع لفترة منعاً لإلقاء الخطب الشيعية.
يقع الجامع في قلب القاهرة القديمة، بالقرب من سوق خان الخليلي التاريخي، ويظل وجهة مفتوحة للجميع، مع التأكيد على ضرورة ارتداء النساء غطاء الرأس عند دخوله.
يُعد الجامع من أهم المراكز العلمية الإسلامية في العالم، إذ أصبح مقر الأزهر الشريف، المؤسسة الدينية الكبرى التي يترأسها شيخ الأزهر، والتي ينظر العالم الإسلامي بأسره إلى فتاواها وتوضيحات علمائها بعين الاحترام والتقدير.
كان الأزهر في بدايته مجرد جامع للصلاة، لكنه تطور ليصبح مركزاً علمياً لتدريس مختلف العلوم، حتى عُرفت الجامعة باسمه، وتعتبر اليوم ثالث أقدم جامعة في العالم، حيث تضم حالياً 92 كلية و14 معهداً، ولها مبانٍ ومراكز تعليمية في مناطق متعددة من القاهرة.