رووداو ديجيتال
انخفض حجم التجارة عبر قناة السويس التي تُعاني من جراء الحوثيين في البحر الأحمر، بنسبة 42% خلال الشهرين الماضيين، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
يان هوفمان، المسؤول في منظّمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، أعرب في مؤتمر صحفي عن القلق البالغ "إزاء الهجمات ضدّ الشحن البحري في البحر الأحمر (...) التي تزيد من اضطرابات التجارة المرتبطة بالجغرافيا السياسيّة والتغيّر المناخي".
وفقاً للأونكتاد، انخفض حجم التجارة عبر قناة السويس بنسبة 42% في الشهرين الماضيين بسبب هجمات الحوثيّين التي دفعت مالكي السفن إلى تعليق العبور عبر البحر الأحمر.
وانخفض العدد الأسبوعي لعمليات عبور سفن الحاويات بنسبة 67% على أساس سنوي.
يشن الحوثيون منذ شهرين هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حرباً بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول.
ولمحاولة ردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في 12 و22 كانون الثاني ضربات مشتركة على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. لكن الجيش الأميركي ينفّذ وحده بين الحين والآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.
وتعيق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي يمر عبره 12% من التجارة العالمية. وتسبّبت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا الذي يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريباً.
الخبير في أونكتاد شدد على أن اضطرابات التجارة في البحر الأحمر تثير القلق، نظراً إلى أن "أكثر من 80%" من التجارة العالمية للسلع تتم عن طريق البحر ولأن "طُرقا مهمة أُخرى باتت تتعرض للضغط أيضا".
وكان العبور عبر البحر الأسود قد تعطّل إلى حدّ كبير بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية في الأشهر التي تلت ذلك.
وبسبب الجفاف، انخفض منسوب المياه في قناة بنما إلى حدّ كبير، ما أدّى إلى انخفاض حركة المرور أيضاً.
المنظمة التابعة للأمم المتحدة أشارت إلى أنّ "الاضطرابات المُطوّلة في طُرق التجارة الرئيسية يمكن أن تؤثر في سلاسل التوريد العالمية، ما يؤدي إلى تأخير في تسليم السلع وزيادة التكاليف وخطر حصول التضخم"، مبدية خصوصا قلقها بشأن أسعار الغذاء العالمية.
بدورها، حذّرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد من أن التوتر في الشرق الأوسط واضطراب الملاحة في البحر الأحمر يمكن أن يؤديا إلى رفع معدلات التضخم مجددا.
وقالت للصحفيين في فرانكفورت إن "المخاطر التي قد تؤدي إلى زيادة التضخم تشمل ارتفاع منسوب التوترات الجيوسياسية خصوصا في الشرق الأوسط والتي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف الشحن في الأمد القريب وتعرقل التجارة العالمية".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً