رووداو ديجيتال
أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، أن الحركة ستسعى بـ"كل الطرق" لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار الذي تبلغ الفترة الإجمالية لتنفيذ مراحله الثلاث 126 يوماً، لأنها معنية بوقف الحرب على شعبها.
وأعرب نعيم، خلال مشاركته في نشرة منتصف النهار على رووداو، التي يقدمها سنكر عبد الرحمن، اليوم الخميس (23 كانون الثاني 2025)، عن أمله في أن يقوم الوسطاء، وهم الضامنون القطريون والمصريون والأمريكان، بـ"إلزام العدو بتنفيذ هذا الاتفاق حسب ما ورد في نصوصه".
كما تمنى أن يمارس المجتمع الدولي "ضغطاً كافياً" على إسرائيل للالتزام بهذا الاتفاق وأن "يحوّل هذا الاتفاق إلى جزء من قرار مجلس الأمن بهذا الخصوص".
وأعرب نعيم عن أسفه الشديد لأن "الاتفاق هو نفسه الذي عُرض في أيار الماضي عبر الإدارة الأمريكية، ثم عبر الوسطاء، وأصبح لاحقاً جزءاً من قرار مجلس الأمن"، مشيراً إلى أن حماس "رحبت به في كل الأحوال، سواء كان ذلك عبر العرض الأمريكي أو قرار مجلس الأمن"، وكانت جاهزة لتنفيذه، لكن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو "رفضت المضي في هذا الاتفاق، معتقدةً أنها ستتمكن من تحقيق أهدافها دون الحاجة إلى اتفاق مع المقاومة".
تفاصيل إطلاق سراح الأسرى
أوضح نعيم أن المرحلة الأولى من الاتفاق يُتوقع أن تشمل "إطلاق سراح حوالي 240 أسيراً فلسطينياً محكومين بالمؤبد مدى الحياة، بالإضافة إلى نحو 700 أسير آخرين من الرجال والنساء وكبار السن ممن صدرت بحقهم أحكام عالية".
وأضاف أن "جزءاً من هؤلاء الأسرى سيتم إبعادهم إلى خارج فلسطين، حيث يُتوقع نقلهم في البداية إلى جمهورية مصر العربية، على أن يتم توزيعهم لاحقاً على دول عربية وإسلامية أخرى". وأكد أن هذا النهج سيستمر في المراحل التالية من المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى.
بروتوكول إنساني موازٍ
تحدث نعيم عن التحدي الكبير الذي يواجه قطاع غزة في إعادة السكان إلى بيوتهم ومنازلهم ومدارسهم ومساجدهم، مؤكداً أن "التحدي الأساسي يكمن في تمكين الناس من استئناف حياتهم بشكل طبيعي بعد الدمار الكبير الذي شهده القطاع".
وأشار إلى توقيع بروتوكول إنساني موازٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، يهدف إلى توفير الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب ودواء ووقود، إلى جانب توزيع الخيام والبيوت الجاهزة لتأمين مأوى سريع للنازحين.
كما كشف عن خطة لعقد "مؤتمر دولي كبير، بمشاركة الفاعلين الإقليميين والدوليين، بهدف جمع التمويل اللازم لإعادة إعمار غزة"، حيث "يُقدر أن القطاع تعرض لتدمير يتراوح بين 70% و80%، شمل المنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات والكنائس، بالإضافة إلى البنية التحتية مثل آبار المياه وشبكات الكهرباء".
لم يخف نعيم قلقه من أن "يخترق العدو بنود الاتفاق في أي لحظة، من خلال تنفيذ عمليات اغتيال أو ارتكاب أعمال قتل هنا أو هناك"، محذراً من أن "المقاومة سترد، ومع ذلك، يبقى الهدف الأساسي هو العمل المشترك لإنجاح الاتفاق وتحقيق استقراره".
15-20 ألف جريح بحاجة للعلاج خارج غزة
تحدث نعيم عن المرحلة الأولى من الاتفاق التي تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية إلى مناطق محاذية لحدود قطاع غزة. ومع بداية المرحلة الثانية، سيبدأ انسحاب القوات بالكامل من القطاع. وبحلول نهاية المرحلة الثانية، سيكون هناك وقف تام ودائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل للقوات من جميع المناطق التي دخلتها بعد السابع من تشرين الأول 2023.
بحسب الاتفاق، سيتم فتح معبر رفح ابتداءً من اليوم السابع لتنفيذ الاتفاق، مما يسمح بخروج المسافرين إلى الخارج عبر جمهورية مصر العربية، مع إعطاء الأولوية للجرحى والمرضى في البداية، حيث تم الاتفاق على أعداد محدودة تشمل خمسين جريحاً وخمسين مريضاً.
لكن نعيم أكد أن الاحتياجات الفعلية للعلاج خارج قطاع غزة تفوق هذه الأعداد بكثير. ووفقاً للتقديرات، يوجد حوالي 120 ألف جريح، "من بينهم ما لا يقل عن 10 آلاف إلى 15 ألف جريح بحاجة ماسة إلى العلاج خارج القطاع، نتيجة التدمير الكبير الذي أصاب البنية التحتية الصحية والخدمات الطبية داخل غزة".
وأضاف أن الحركة تسعى إلى "استقدام وفود طبية من الخارج للمساهمة في تقديم العلاج والرعاية اللازمة لجزء من الجرحى الذين ما زالوا داخل قطاع غزة".
دخول المساعدات
وأشار نعيم إلى أن المساعدات الإنسانية بدأت بالدخول إلى قطاع غزة منذ اليوم الأول لتطبيق الاتفاق، عبر خمسة منافذ حدودية، من بينها معبر رفح، بالإضافة إلى أربعة منافذ أخرى تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي. تتم هذه العملية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمؤسسات الفلسطينية داخل القطاع.
وأوضح أنه "بحسب الاتفاق، يجب إدخال 600 شاحنة يومياً إلى قطاع غزة، تحمل الغذاء، الدواء، الوقود، بالإضافة إلى الأغطية والفراش لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان"، مضيفاً أن "الأمور تسير بشكل جيد حتى الآن فيما يتعلق بعدد الشاحنات التي دخلت إلى القطاع منذ اليوم الأول".
100-80 مليار دولار لإعادة الإعمار
أكد نعيم أن استئناف الحياة الطبيعية في قطاع غزة يحتاج إلى توافر عدة شروط أساسية، أبرزها ضمان استمرار الهدوء ووقف إطلاق النار، مع التزام الجانب الإسرائيلي بتنفيذ بنود الاتفاق، بالإضافة إلى فتح جميع المعابر لإدخال الاحتياجات الأساسية بشكل مستمر ودون عوائق.
وأشار إلى أهمية الدعم الإقليمي والدولي لتوفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار، حيث يُقدر أن قطاع غزة بحاجة إلى ما بين 80 إلى 100 مليار دولار لإعادة البناء.
مصير حسام أبو صفية
رداً على سؤال حول مصير مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، أشار نعيم إلى إفادات السجناء الذين أُطلق سراحهم مؤخراً بأنهم شاهدوا الدكتور أبو صفية في معتقل سدي تيمان.
وأوضح أن هؤلاء الأسرى أكدوا أن أبو صفية "تعرض للضرب الشديد والإهانة، بالإضافة إلى اتهامات باطلة وُجهت ضده"، مضيفاً أن الجانب الإسرائيلي "يرفض حتى الآن الاعتراف رسمياً بوجوده في حوزتهم، رغم تأكيد العديد من السجناء المفرج عنهم أنهم التقوه أثناء وجودهم في السجن، وشاهدوا آثار التعذيب وسوء المعاملة التي تعرض لها".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً