رووداو ديجيتال
في ظلّ أزمة إنسانية خانقة يعيشها قطاع غزة، يضطر النازحون الفلسطينيون إلى البحث عن وسائل بديلة للتدفئة، وسط شح الوقود وغياب المساعدات.
وفي مشهد يلخّص المأساة، باتت أكوام الكتب المتناثرة في ركام الجامعة الإسلامية المدمّرة بمدينة غزة تُستخدم كوقود للمواقد المؤقتة، بعدما توقفت الإمدادات منذ مطلع آذار، بحسب ما أفاد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
تقول أم حسن فياض، وهي نازحة من بلدة بيت حانون لجأت إلى ما تبقى من مباني الجامعة، إن أوضاعهم بلغت حداً من الانهيار الإنساني، حيث لم يتبقَّ لديهم مال أو طعام أو ماء أو حتى فرش للنوم.
وتضيف بصوت يملؤه القهر: "نتجمد من البرد والجوع. لا دواء، وكل يوم نسمع عن هدنة أو مرحلة ثانية من الاتفاق، لكن الواقع لم يتغير، وأيامنا وليالينا باتت خوفاً ورعباً. لم نعد نستطيع النوم".
وتؤكد أم حسن تمسّكها بالبقاء في أرضها رغم كل ما تواجهه من مآسٍ، رافضة أي حديث عن التهجير القسري، كما اقترح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في تصريحات سابقة.
وتقول بحزم: "إذا حدث الطرد، سأموت هنا. لن أغادر هذا البلد. إنها موتة واحدة، وأفضّل أن أموت في وطني بشرف. هذه أرضنا المقدسة، فلماذا الترحيل بعد كل هذه السنين؟ لست وحدي؛ هذا ما يعتقده الجميع".
في ظل غياب الأفق السياسي واشتداد الحصار، يبقى النازحون في غزة أسرى البرد والجوع، فيما تتحول بقايا العلم إلى رماد يُؤجج نار المواقد في خيام الانتظار.
واستأنفت إسرائيل قصفها المكثف لغزة الثلاثاء، مشيرة إلى الجمود في المفاوضات غير المباشرة بشأن الخطوات التالية في الهدنة بعد انتهاء مرحلتها الأولى في وقت سابق من هذا الشهر.
وتجاوزت حصيلة القتلى وفق الدفاع المدني 500 شخص منذ استئناف القصف، وهي من الأعلى منذ بدء الحرب قبل أكثر من 17 شهراً بالهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "لقد أمرت (الجيش) بالسيطرة على مزيد من الأراضي في غزة... كلما رفضت حماس الإفراج عن الرهائن، خسرت المزيد من الأراضي التي سيتمّ ضمها من قبل إسرائيل"، مهدداً بـ"الاحتلال الدائم... للمناطق العازلة" داخل القطاع الفلسطيني.
وأنذر الجيش الإسرائيلي الجمعة سكان ثلاث مناطق في جنوب قطاع غزة بإخلائها قبل قصفها.
وكتب الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي في منشور على موقع اكس "جميع سكان قطاع غزة المتواجدين... في منطقة السلاطين والكرامة والعودة، هذا انذار مسبق وأخير قبل الغارة"، موضحاً "من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري جنوباً إلى مراكز الإيواء المعروفة".
وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
ولا يزال 58 رهينة من أصل 251 خطفوا خلال هجوم حماس محتجزين في غزة بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي انهم قضوا.
وأدّت الحرب في غزة إلى مقتل 49617 شخصاً على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً