رووداو ديجيتال
قتل الجيش الإسرائيلي خمسة فلسطينيين وأصاب عشرات آخرين بجروح خلال عملية عسكرية كبيرة نفّذها في مخيّم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية، وتخلّلها قصف صاروخي مروحي، بالإضافة إلى اشتباكات مسلّحة أسفرت عن إصابة سبعة عناصر من القوات الإسرائيلية بجروح.
وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات مروحية عسكرية إسرائيلية لقصف مواقع فلسطينية في جنين منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، بحسب مصدر أمني فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه.
ونقلت وكالة فرانس برس إن آليات عسكرية اسرائيلية اتجهت، بعد ظهر الاثنين (19 حزيران 2023)، نحو مخيم جنين مع استمرار عملية المداهمة.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة 91 آخرين بينهم 12 بين اصابات خطرة وحرجة" خلال المداهمة.
وقالت الوزارة إن ّالقتلى هم خالد عزام عصاعصة (21 عاماً) وقسام فيصل أبو سرية (29 عاماً) والفتى أحمد يوسف صقر (15 عاما)وقيس مجدي عادل جبارين (21 عاما).
وأصيب مصوّر يعمل في إحدى القنوات التلفزيونية خلال تغطية المداهمة.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي "كوكبة شهداء جنين" من بينهم أبو سرية الذي قالت إنّه ينتمي إليها.
من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان أنّ مروحيات عسكرية من نوع "اباتشي" أطلقت "النيران تجاه المسلحين للمساعدة في انسحاب الجنود"، موضحاً أنّ المدهمة تخلّلتها "اشتباكات كثيفة مع مسلحين فلسطينيين".
وفي إحاطة للصحافيين، ذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات كانت تشنّ عملية "روتينية" تهدف لاعتقال "مشتبه فيهم" من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ثم وقع خلالها ما وصفه بأنه "تبادل كثيف لإطلاق النار" بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين.
وقال المتحدث العسكري إن آلية مصفحة صدمت قرابة الساعة 07,10 صباحا عبوة ناسفة، واصفا الأمر بأنه "غير عادي" ومشيرا إلى اصابة خمسة عناصر من حرس الحدود الإسرائيلي بالإضافة إلى اثنين من جنوده.
واوضح أن "الأمر سيستغرق عدة ساعات وسيكون قاسيا للغاية. هناك الكثير من النيران".
ونقلاً عن فرانس برس، إن اشتباكات عنيفة وقعت، ومسلحين فلسطينيين اطلقوا النار بكثافة على آلية عسكرية إسرائيلية.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات إسرائيلية "استهدفت مركبتي اسعاف بالرصاص الحي ما تسبب بأضرار مادية"، مؤكدا أنه "تتم عرقلة وصول سيارات الاسعاف للاصابات في جنين".
فيما دعا وزير المالية، بتسلئيل سموطريتش، إلى شنّ عملية واسعة "للقضاء على أوكار الإرهاب" في شمال الضفة الغربية، مضيفاً أنه "حان الوقت لإدخال القوات الجوية والدروع لحماية أرواح محاربينا".
وتابع الوزير الإسرائيلي، "سأطالب بعقد اجتماع عاجل لمجلس الوزراء حول هذا الموضوع".
وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت الاستمرار "في اعتماد سياسة هجومية". وقال: "نستخدم كل الوسائل المتاحة لنا لضرب العناصر الإرهابية أينما كانوا، ولن يكون هناك ملاذ للإرهابيين لا في جنين ولا في نابلس ولا في غزّة".
أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ فكتب في تغريدة "حرب شرسة ومفتوحة تشن ضد الشعب الفلسطيني سياسيا وأمنيا واقتصاديا من قبل قوات الاحتلال". وبحسب الشيخ "نحن في أتون معركة شاملة على كل الجبهات، تتطلب وحدة شعبنا في مواجهة هذا العدوان".
ومنذ بداية كانون الثاني الماضي، قُتل ما لا يقل عن 162 فلسطينيا، وعشرون إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة من عرب إسرائيل.
وغالبا ما ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات مداهمة يقول إنها "استباقية ووقائية" لمدن وقرى وبلدات فلسطينية لاعتقال مطلوبين لديه ويتخلل هذه المداهمات مواجهات مع السكان الفلسطينيين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً