بيروت
رووداو ديجيتال
اظهرت الانتخابات النيابية الاخيرة في لبنان تراجعا بشعبية حزب الله بزعامة حسن نصر الله، بعد ان فقد الغالبية البرلمانية مع حلفائه السياسيين لأول مرة، في ظل أزمة يصفها مراقبون بأنها "اسوا أزمة اقتصادية في تاريخ لبنان"، و تراجع قيمة العملة الوطنية أكثر من 90 بالمائة مقابل الدولار.
بعد ان كان يستحوذ على 70 مقعدا في البرلمان اللبناني، لم يتمكن حزب الله من الحفاظ على الغالبية التي شكّلها لسنوات، وحصل مع حليفيه حركة أمل والتيار الوطني الحر على اقل من 65 مقعدا، وهو العدد المطلوب لتكوين الاغلبية، من اصل 128 مقعدا.
وعزا مواطنون لبنانيون تراجع حزب الله في الانتخابات الى سوء الاوضاع السياسية والاقتصادية، وفقدان الثقة بين السياسيين اللبنانيين والمواطنين الذين انهكتهم الازمات المتعاقبة على البلاد.
وقال ابو بكر عيسى، وهو عامل لبناني يسكن العاصمة بيروت، لشبكة رووداو الاعلامية، ان "جميعهم لصوص، ماذا علينا ان ننتظر، ذهب لصوص وجاؤوا لصوص آخرين، جميعهم سرقوا ونهبوا الشعب وأكلوا مال الشعب"، مضيفا ان "رؤوس الأموال ذهبت الى الخارج والناس هنا أصبحت جائعة".
فيما ذكر المواطن زهير منير حمود، مالك محل، ان "هناك تغييرات حدثت، لكن لن تظهر الآن، ذلك يستغرق شهرا او أكثر الى حين استلام كل شخص لمقعده، حينها يقوم كل شخص منهم بإبداء رأيه، لكنهم لا يتفقون مع بعضهم، وهم غير قادرين على الاتفاق سوياً"، معبرا عن استيائه من المسؤولين في بلاده بقول: "القطيعة تقطعن".
وأضاف: "نحن ننتظر الفائزين الجدد لنرى ما سيقدمونه، نريد تغييرا، ان شاء الله خير".
من جانبه اكد المواطن فوزي عصمت، وهو موظف في الدولة، ان وراء خسارة حزب الله هو "انهم غير صادقين بوعودهم والناس سئموا منهم، وانتخبوا غيرهم آملين بأن يكون الفائزون الجدد صادقين، لنرى ماذا سنفعل"، مضيفا ان "الناس جائعون، هم قاموا بتشريد الناس، وفي كل مرة يجعلونهم ينتظرون أربع سنوات لتقديم المساعدة لهم".
وعزا المواطن جميل ميكائيل، سبب تراجع حزب الله في الانتخابات الاخيرة الى عدم تقديم ممثليها السياسيين لأي جديد، بقوله: "عملوا لأربع سنوات ولم يقدموا شيئا للبلد، سوى انهم قاموا بتجويع الشعب بشكل اكبر، لنرى الآن".
واردف: "الجوع ضرب بالعالم".
لكن المواطن ابراهيم حمود، وهو موظف دولة أيضاً، رأى ان السبب هو استفراد حزب الله بقوته المفرطة، مشيرا الى انه "اصبح يتعدى على كل طوائف لبنان، وهو خسر رموز الطوائف التي تقوم بدعمه".
وقال: "عندما يخسر حزب الله رموز السنة ورموز المسيحيين والدروز، هذا يعني ان لديه اخطاء كبيره، على حزب الله ان يراجع اخطاءه وان يراجع وضعه في لبنان ويجلس على الطاولة".
ودعا الأمين العام لحزب الله اللبناني،حسن نصرالله ، الكتل النيابية في البرلمان اللبناني الجديد الى التعاون بعد انتخابات لم ينجح فيها أي طرف بتحقيق غالبية صريحة وشهدت صعود تمثيل النواب المستقلّين والتغيريين.
وقال نصر الله في كلمة تناول فيها نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة: "نحن أمام مجلس نيابي مكوّن من كتل نيابية ومستقلّين ولا يوجد فريق سياسي اليوم في البلد لديه الأكثرية النيابية"، مقرّاً بخسارة حزبه مع حلفائه الغالبية في البرلمان.
الامين العام لحزب حضّ جميع الأطراف على التعاون، محذّراً من أنّ بديل الشراكة والتعاون هو "الفراغ والفوضى والفشل".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً