رسالة صارمة من مبعوث ترمب تدفع نتنياهو نحو اتفاق وقف إطلاق النار

17-01-2025
رووداو
الكلمات الدالة الولايات المتحدة إسرائيل دونالد ترمب بنيامين نتنياهو
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

فاجأ ستيفن ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتصال هاتفي من الدوحة، أصر فيه على زيارة تل أبيب لإتمام إبرام الاتفاق مع حماس.
 
وأصر ويتكوف، رجل الأعمال والمحامي البالغ من العمر 67 عاماً، على لقاء نتنياهو صباح السبت اليهودي (المخصص للراحة والعبادة وفق العقيدة اليهودية) يوم (11 كانون الثاني 2025) ، متجاهلاً اقتراحات مساعدي رئيس الوزراء بتأجيل الاجتماع إلى ما بعد انتهائه، حسب ما أفادت صحيفة الغارديان.
 
ماذا حدث؟
 
وفقاً لما صرّح به مسؤول حكومي إسرائيلي رفيع المستوى لقناة 14، التي تُعتبر مقربة من نتنياهو، فإن ويتكوف "أوصل رسالة صارمة من الرئيس الأميركي المنتخب، يطالب فيها بشكل لا يقبل التأويل بإتمام الاتفاق".
 
كما نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية ملخصاً للوضع الذي يواجهه رئيس الوزراء الإسرائيلي وأقرب مساعديه جاء فيه: "نتنياهو... أدرك فجأة مكانته الفعلية مع الرئيس الأميركي الجديد. لقد أدركوا أن ترمب يتحدث بوتيرة حازمة، ولن يتمكنوا أبداً من تجاوزه من اليمين. ترمب، مرة أخرى، يريد صفقة".
 

ستيفن ويتكوف-AP

ويتكوف لم يكن الشخصية الوحيدة التي عملت على إتمام الاتفاق. فقد كثف الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، إلى جانب شخصيات بارزة من مصر وتركيا ودول الخليج – جميعهم وسطاء في المفاوضات المستمرة منذ فترة طويلة – جهودهم خلال عطلة نهاية الأسبوع وبداية هذا الأسبوع للضغط على إسرائيل وحماس لإنهاء المحادثات والتوصل إلى اتفاق.
 
في هذا السياق، تحدث رئيس جهاز المخابرات التركي، إبراهيم كالن، مع أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، في إطار ممارسة أنقرة ضغوطها الخاصة.
 
رغم التفاؤل المتزايد بأن الأطراف باتت تقترب بسرعة من التوصل إلى اتفاق، إلا أن الأيام التي تلت اجتماع ويتكوف مع نتنياهو شهدت سلسلة من الأزمات المتعلقة بالتفاصيل الدقيقة، بما في ذلك مزاعم عن مناورات حتى اللحظات الأخيرة ورسائل متناقضة.
 
مع ذلك، بحلول ظهر يوم الأربعاء، بدأت المؤشرات تتجه نحو اقتراب إبرام الاتفاق، حيث أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن عودته إلى إسرائيل من رحلة خارجية ليكون متاحاً للتصويت على الاتفاق.
 
,سارع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى نسب الفضل لنفسه في صفقة وقف إطلاق النار عبر منشور على منصة "Truth Social" يوم الأربعاء.
 
وقال إن "هذا الاتفاق الملحمي لوقف إطلاق النار لم يكن ليحدث إلا نتيجة لانتصارنا التاريخي في نوفمبر، إذ أرسل رسالة إلى العالم بأسره بأن إدارتي ستسعى لتحقيق السلام والتفاوض على اتفاقيات لضمان سلامة جميع الأميركيين وحلفائنا."
 
ماكغورك يقود الجولة النهائية
 

لقاء مكغورك ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري- AFP

 
من جهتها، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أنه عندما التقى ستيف ويتكوف برئيس الوزراء الإسرائيلي للضغط عليه بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة، كان هناك شخص آخر على مكبر الصوت: بريت ماكغورك، المفاوض المخضرم لشؤون الشرق الأوسط في إدارة الرئيس جو بايدن.
 
كان ماكغورك حينها في العاصمة القطرية الدوحة، يقود الجولة النهائية من المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار.
 
ورأت الصحيفة في ذلك "مثالاً واضحاً على التعاون بين رجلين يمثلان خصمين سياسيين لدودين"، منوّهة إلى أن فرق الرؤساء الحاليين والجدد من أحزاب مختلفة نادراً ما عملت معاً في لحظة بهذه الحساسية، حيث كان مصير الأرواح الأميركية ومستقبل حرب مدمرة على المحك.
 
وبينما تبادل ترمب وبايدن الادعاءات بشأن الفضل في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، أوضحت التقارير أن التعاون بين ممثلي الرئيسين كان وثيقاً.
 
قاد بريت ماكغورك جولة المفاوضات النهائية في الدوحة، بينما انضم ستيف ويتكوف لدعم الجهود والتأكيد على رغبة الرئيس المنتخب في إتمام الاتفاق قبل يوم تنصيبه.
 
ويتكوف قال من منتجع ترمب في فلوريدا: "بريت هو من يقود الجهود"، وهو ما أكدته المصادر المقربة من كلا الطرفين، رغم تأكيد ترمب مراراً على أهمية فريق مفاوضيه.
 
ووفقاً لمصادر مطلعة، ساعدت تهديدات ترمب بأن "الجحيم سينفجر" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه، في دفع قيادة حماس إلى اتخاذ قرارات حاسمة.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب