من قلب المخيمات.. إذاعة فلسطينية تروي معاناة أهالي غزة

05-01-2025
رووداو
من قلب المخيمات.. إذاعة فلسطينية تروي معاناة أهالي غزة
من قلب المخيمات.. إذاعة فلسطينية تروي معاناة أهالي غزة
الكلمات الدالة غزة
A+ A-

رووداو ديجيتال

بينما يعيش قطاع غزة أسوأ فصول معاناته، وسط الدمار والقصف المتواصل، تبدو الإذاعات المحلية وكأنها شعلة صغيرة تضيء وسط الظلام الدامس. في قلب مخيم للنازحين، بين أصوات الأطفال وضجيج الحياة اليومية، يجلس المذيع عبدالله المغاري، مقدماً برنامجاً إذاعياً بسيطاً، لكنه ذو أثر كبير على حياة الأهالي.

المغاري، الذي يعمل في ظروف استثنائية، يحكي عن دوره اليومي قائلاً: "نحن هنا في وسط القطاع، نتلقى اتصالات من الشمال والجنوب ومن كل أنحاء غزة. الناس يتواصلون معنا لطرح مشاكلهم وهمومهم، كما نتلقى رسائل نصية على هاتفي الشخصي وأقرأها مباشرة على الهواء". بكلمات بسيطة، يعكس المغاري الواقع الذي يعيشه سكان غزة، حيث الإذاعات أصبحت متنفساً للتعبير عن آلامهم وأحلامهم.

لكن العمل في مثل هذه الظروف ليس بالأمر السهل. فالمخيم الذي يعمل فيه المغاري يعج بالضجيج، مما يزيد من صعوبة تقديم البرامج. "المكان صاخب لأنه مخيم للنازحين، ومع ذلك نواجه تحديات يومية مثل شحن الهواتف والبطاريات وتوفير المعدات الأساسية للإذاعة"، يقول المغاري، مشيراً إلى الجهود المستمرة للتغلب على هذه العقبات.

الأمر لا يتعلق فقط بالمذيعين والعاملين في الإذاعات، بل بالجمهور الذي يجد في هذه الوسيلة الإعلامية نافذة للتواصل مع العالم الخارجي. بهاء السوس، أحد سكان مخيم البريج، يصف أهمية الإذاعات في حياتهم اليومية قائلاً: "في ظل انقطاع الإنترنت والكهرباء طوال اليوم، أصبحت الإذاعة المصدر الأساسي للأخبار، سواء السياسية أو الترفيهية، لنا ولأطفالنا."

وفي زاوية أخرى من المخيم، يتحدث أبو محمد، أحد المستمعين الدائمين للبرامج الإذاعية، عن ارتباطه بها: "أستمع للإذاعة يومياً وأتابع من خلالها أخبار الهدنة والمحادثات الجارية في القاهرة. آمل أن تنتهي هذه الحرب قريباً." كلمات بسيطة لكنها تعكس حجم الأمل الذي تمنحه هذه الإذاعات لسكان القطاع الذين يعيشون تحت وطأة الحصار.

ورغم كل هذه الجهود، تواجه الإذاعات تحديات غير مسبوقة بسبب الهجمات الإسرائيلية. يوضح المغاري أن الاحتلال دمر العديد من مقرات الإذاعات المحلية، مما جعل استمرارها مهمة صعبة للغاية. "إعادة تشغيل الإذاعات أصبحت مهمة شبه مستحيلة. المقرات دمرت بالكامل، وما تبقى منها يحتاج إلى وقود وإمكانات كبيرة لا يمكن توفيرها في ظل الحرب."

الإذاعات التي كانت يوماً ما مجرد وسيلة إعلامية تقليدية أصبحت اليوم طوق نجاة في غزة. هي ليست مجرد صوت ينقل الأخبار، بل أصبحت منصة تعبر عن معاناة الناس وآمالهم، ومحاولة لربطهم بالعالم الخارجي وسط العزلة القاسية.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب