رووداو ديجيتال
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن زيارته إلى إيران، تهدف إلى الدخول في حديث "أخوي واضح وصريح" حول تجاوز الخلافات، وبناء علاقات "أخوية" قائمة على الاحترام.
ووصل الصفدي اليوم الأحد (4 آب 2024)، إلى طهران حيث ألتقى نظيره الإيراني، وسط دعوات أردنية إلى "تهدئة" التوتر الإقليمي في ظل تصاعد التوتر بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل.
وتلبية لدعوة إيرانية، جاءت زياة الصفدي، وهي نادرة لوزير خارجية أردني إلى طهران، حيث التقى نظيره الإيراني علي باقري، وعقدا نقاشا موسعا.
وبينما بحث الوزبران آخر التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، صرح الصفدي للتلفزيون الإيراني، قائلا إنه جاء إلى إيران "للتشاور حول التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة".
وأضاف: "أنا وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية، التي لم تكن يوم إلا سباقة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وفي الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وفي إدانة الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، وفي رفض كل ما تقوم به إسرائيل من إجراءات تصعيدية تحول دون تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل الذي نريده بشكل واضح، وأولويتنا الآن هي وقف العدوان الهمجي الذي يتعرض له أهلنا في غزة، ووقف كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم حرب في غزة".
وأشار الصفدي، إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني "كلفني بتلبي الدعوة إلى طهران، لندخل في حديث أخوي واضح وصريح حول تجاوز الخلافات ما بين البلدين بصراحة وشفافية بما يحمي مصالح كل من بلدينا، ويضعنا على طريق نحو بناء علاقات طيبة وأخوية قائمة على احترام الآخر، وعدم التدخل في شؤونه، والإسهام في بناء منطقة يعمها الأمن والسلام".
وكانت الخارجية الإيرانية أكدت في وقت سابق، أن الصفدي سينقل "رسالة من الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية"، في وقت تحدثت فيه تقارير عن أن الصفدي جاء لنقل رسالة بين طرفي الصراع، طهران، وتل أبيب.
غير أن وزير الخارجية الأردني، قال: "اطلعت على بعض ما نسب لمسؤولين إيرانيين، وأكدوا لي أن لا مسؤول إيراني قال حول أن الإخوة في إيران سيسلمونني رسالة إلى إسرائيل، وأبلغت معالي الأخ بشكل واضح، لست هنا حاملا رسالة إلى إسرائيل، ولست هنا لأحمل رسالة لإسرائيل".
وشدد، على أن "رسالتنا الوحيدة لإسرائيل أعلناها في عمّان وبشكل واضح وصريح على مدى الشهور الماضية، وهي: أوقفوا العدوان على غزة، أوقفوا جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، أوقفوا الخطوات التصعيدية، واذهبوا نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار يتيح لنا جميعا أن نعمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل لن يتحقق إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه كاملة، وفي مقدمها حقه في الحرية والسيادة والكرامة في دولته المستقلة".
وأردف الوزير الأردني حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، أن "الأردن كان واضحا في إدانة هذا الاغتيال. جريمة نكراء، وخطوة تصعيدية تشكل خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واعتداء على سيادة الدول".
ومضى قائلا: "نرفضها بالمطلق، ونطالب بأن يكون هنالك تحرك فاعل يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ويوقف مثل هذه الخطوات اللاشرعية الإسرائيلية، وارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، لنحمي المنطقة كلها من تبعات حرب إقليمية سيكون أثرها دماري على الجميع".
ويأتي ذلك بينما تتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت قبل أيام.
وبهذا الصدد، أوضح الصفدي، "نحن نريد لمنطقتنا أن تعيش بأمن وسلام واستقرار، ونريد للتصعيد أن ينتهي، وكما قلت في عمّان وأوكد هنا في طهران، الخطوة الأولى باتجاه إنهاء التصعيد هي وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ووقف استباحة حقوق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، ووقف الخطوات التصعيدية التي تدفع المنطقة باتجاه المزيد من الدمار، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة والعيش الكريم والسيادة في دولته المستقلة على ترابه الوطني".
وأكد، أن "هذا هو الموقف التاريخي الذي يعمل الأردن بقيادة الملك، من أجل تحقيقه"، في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن بلاده على "مستوى عالٍ جدا" من الاستعداد لأي سيناريو "دفاعي وهجومي".
وختم الصفدي بالقول: "بدأنا حوارا معمقا نستكمله الآن، في إطار التشاور حول كيف يكون موقفنا واضحا في إدانة ما ارتكب من جريمة، وفي التأكيد على ضرورة احترام سيادة إيران والقانون الدولي، وبنفس الوقت يحمي منطقتنا من تبعات كارثية".
وجدد الصفدي التأكيد على أن الخطوة الأولى المطلوبة لذلك هي وقف "العدوان" على الأهالي في قطاع غزة.
ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة المحاصرة منذ العام 2007، أسفرت عن سقوط 39583 قتيلا من الفلسطينيين على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً