مقتل 8 فلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي في جنين

03-07-2023
الكلمات الدالة جنين إسرائيل فلسطين
A+ A-
رووداو ديجيتال 

قتل الجيش الإسرائيلي الإثنين تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ثمانية منهم في مخيم جنين حيث ينفذ عملية توغّل هي الأوسع منذ نحو 20 عاماً وتخلّلها قصف جوي بطائرات مسيّرة.
 
وتشنّ إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر الإثنين بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين وتخلّلها قصف بالطيران المروحي للمرة الأولى منذ سنوات.
 
وبيّنت هويات القتلى الثمانية في مخيّم جنين أنّ ثلاثة منهم لا تتعدّى أعمارهم 17 عاماً، والبقية ما بين 18 و23 عاماً، من ضمنهم قتيل في مدينة البيرة أصيب خلال تظاهرة تضامناً مع جنين.
 
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إنّ القوات الإسرائيلية تضرب "بقوة كبيرة" منطقة جنين.
 
وصارت مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحًا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيليّة التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات يشنها مستوطنون على فلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.
 
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أنّ "حصيلة شهداء جنين ارتفعت إلى 8، إضافة إلى شهيد في البيرة. ما يرفع حصيلة شهداء اليوم إلى 9، إضافة إلى 50 جريحاً بينهم 10 بحالة الخطر".
 
وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة فرانس برس إنّ الهجوم الإسرائيلي يتمّ من الجو والبرّ. وأضاف "قُصفت منازل ومواقع عدّة... الدخان يتصاعد من كلّ مكان".
 
ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة، فيما تهرع سيارات الاسعاف لنقل الجرحى الى المستشفيات، وفق ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس.
 
وقال إن الجيش الاسرائيلي اقتحم مخيم جنين وما زالت الاشتباكات المسلحة جارية، ويُسمع صوت الانفجارات في المخيم، كما انتشر الجيش في شوارع مدينة جنين وفي محيطها.
 
وأوضح أن شبانا يقومون برمي قنابل على الآليات العسكرية الإسرائيلية، في حين يقوم آخرون برشقها بالحجارة.
 
من داخل المخيم، قال بدر الغول لفرانس برس "شاهدتُ جرافات تدخل وتدمر منازل وبداخلها سكانها".
 
وأشار الى نزوح عائلات من المخيم مع ما تيسر جمعه من ملابس وأمتعة.
 
"فاجأتهم"
 
وبدأ الجيش الإسرائيلي منذ فجر الإثنين بقصف أهداف في مخيم جنين. وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت للصحافيين "نتخذ إجراءات" ضد أشخاص محددين.
 
وأكد هيشت أنّ الجيش "يعمل ضدّ أهداف محددة"، معتبرا أن "الضربات الجوية في قلب المخيّم فاجأتهم".
 
وقال الناطق العسكري "نحن نركز على البنية التحتية داخل المخيم. (العملية) يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أيامًا. بمجرد أن نحقق ما نحتاج إلى تحقيقه، سنخرج من هناك".
 
وأضاف أنّ العملية "يشارك فيها النخبة من كل القوات الاسرائيلية، وتجري اعتقالات وما زال العدد غير معروف".
 
وذكر الجيش في وقت سابق أنّ قوّاته قصفت "مركز عمليّات مشتركة" يشكّل مركز قيادة "كتيبة جنين" التي كان شبّان من انتماءات مختلفة أعلنوا تشكيلها في 2021 بهدف "مقاومة الاحتلال".
 
وقال إنّ العمليّة استهدفت موقعًا "للمراقبة والاستطلاع"، فضلًا عن منشأة لتخزين الأسلحة ومخبأ لمَن زعم أنّهم مُسلّحون نفّذوا هجمات على أهداف إسرائيليّة خلال الأشهر الأخيرة.
 
من جهته قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت "نتخذ نهجا استباقيا وحاسما. من يؤذي مواطني إسرائيل، سيدفع ثمناً باهظاً... نحن نراقب عن كثب تصرفات أعدائنا ومستعدون لكل سيناريو".
 
وذكر بيان للجيش أن "جندياً أصيب بجروح طفيفة بشظايا قنبلة يدوية للجيش الإسرائيلي خلال عملية جنين وتم نقله إلى المستشفى".
 
وقالت كتائب القسام التابعة لحركة حماس في مخيم جنين في بيان "مجاهدونا من كافة الفصائل الفلسطينية يواجهون جيش الاحتلال في أزقة مخيم جنين محدثين فيهم الإصابات المباشرة".
 
من جهتها أكدت سرايا القدس التابعة للجهاد الاسلامي "رداً على العدوان المستمر، وضمن معركة بأس جنين نفذ مجاهدونا منذ الصباح عددًا من الضربات النوعية في صفوف قوات وآليات الاحتلال".
 
وأعلنت مجموعة "عرين الأسود" من نابلس القريبة أن مجموعة من مقاتليها تشارك في القتال داخل مخيم جنين.
 
"كارثية"
 
ووصف عضو إقليم حركة فتح في محافظة جنين محمود حواشين الأوضاع في مخيم جنين بأنها "كارثية". وقال لفرانس برس وهو يتفقد الجرحى في مستشفى ابن سينا "هذه معركة غير متكافئة بين قوات عسكرية هائلة وبين شعب أعزل لا يملك سوى إرادته".
 
وتابع حواشين وهو من مخيم جنين "باغت الجيش سكان جنين بمسيِّراته واستهدف البنية التحتية من ماء وكهرباء وسيارات. معظم الذين استشهدوا مدنيون وليسوا من المقاومة". وقال "لسنا عشاق دم، نحن عشاق الحرية".
 
وفي 19 حزيران قتل الجيش الإسرائيلي سبعة أشخاص في عملية في جنين التي قصفتها مروحياته لأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).
 
وحمّلت أطراف فلسطينية الإثنين إسرائيل مسؤولية التصعيد الجديد.
 
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إنّ "كلّ الخيارات مفتوحة لضرب العدوّ ردًّا على عدوانه في جنين". وأضافت "جنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات".
 
وأعلنت السلطة الفلسطينية في بيان عقب اجتماع طارئ ترأسه الرئيس محمود عباس "وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي".
 
وأضاف البيان أنّ مخرجات اجتماعات العقبة وشرم الشيخ "لم يعد لها جدوى ولم تعد قائمة" وذلك "في ظل عدم الالتزام الإسرائيلي" بها.
 
وأكّد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أنّ "ما تقوم به حكومة الاحتلال في جنين ومخيّمها جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل".
 
وطالبت الخارجية الفلسطينية "بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا"، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى "الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
 
"توفير الحماية"
 
وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن "إدانتها الشديدة للجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد".
 
ودعت "مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".
 
وبالمثل، "دانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي ... وآخره العدوان على مدينة جنين. ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة".
 
كما دانت الإمارات العربية المتحدة "بشدة الاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية"، وشددت خارجيتها في بيان على "ضرورة الوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني".
 
من جهتها، أعلنت جامعة الدول العربية عقد اجتماع طارئ الثلاثاء.
 
وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع كانون الثاني/يناير وحتى الثلاثاء إلى ما لا يقلّ عن 185 فلسطينياً، و25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي.
 
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.
 
يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى نصف مليون يهودي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
 
وتحتلّ إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

طائرة تقلع من حاملة طائرات أميركية لضرب أهداف في اليمن-AFP

الحوثيون يعلنون قصف تل أبيب بصاروخ "فرط صوتي".. وإسرائيل تؤكد اعتراضه

أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفاً عسكرياً إسرائيلياً جنوبي منطقة يافا (قرب تل أبيب)، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز "فلسطين-2"، مؤكدة أن العملية "حققت هدفها بنجاح"، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ قبل اختراقه الأجواء.