برنامج "مع رنج" يستعرض تحديات وفرص توحيد الصف الكوردي في كوردستان سوريا

30-12-2024
رووداو
الكلمات الدالة روجآفا سوريا
A+ A-

رووداو ديجيتال

وحدة الكورد في كوردستان سوريا ومال الحوارات التي تجريها الأطراف والقوى السياسية هناك لتوحيد موقفها قبل الذهاب إلى دمشق، شكلت موضوع الحلقة الجديدة من برنامج "لەگەڵ رەنج - مع رنج" الذي يقدمه رنج سنكاوي على شاشة رووداو.
 
فمنذ سقوط نظام بشار الأسد في (8 كانون الأول 2024)، أصبحت هيئة تحرير الشام هي الجهة المسيطرة على سوريا، ومع ذلك، لا يزال موقفها تجاه الأطراف الكوردية يكتنفه الغموض. كما أن الأحزاب والقوى الكوردية لم تتمكن من توحيد موقفها حتى الآن.

"فرصة ذهبية"
 
إحدى المشاركات في البرنامج، وهي من كوردستان سوريا، رأت أن "هناك فرصة ذهبية لكوردستان سوريا اليوم، فرصة قد لا تتكرر خلال 100 عام قادمة"، معربة عن أملها في أن "يجتمع المجلس الوطني الكوردي مع حزب الاتحاد الديمقراطي لتحقيق هذه الوحدة".
 
في السياق، طالب مشارك آخر من كوردستان سوريا بالاعتراف بالكورد "قومية ثانية في الدستور، وأن تُعتبر اللغتان الكوردية والعربية لغتين رسميتين للبلاد. في حال تم تحقيق هذه المطالب، ستتضح حينها حقوق القومية".
 
يعيش في كوردستان سوريا ما بين 3 إلى 3.5 مليون كوردي. وفي عام 2024، بلغ عدد سكان سوريا 25.6 مليون نسمة، يشكل الكورد نحو 12% منهم.
 
بحسب دراسة للدكتور آزاد أحمد علي، تبلغ مساحة منطقة الجزيرة، التي تضم الحسكة والقرى المحيطة بها من ديرك إلى قامشلو وعامودا وسري كانييه (رأس العين)، حوالي 23 ألف كيلومتر مربع. في حين تبلغ مساحة كوباني 3 آلاف كيلومتر مربع، وعفرين 3 آلاف كيلومتر مربع، وتصل مساحة دير الزور إلى 33 ألف كيلومتر مربع.
 
أما إجمالي مساحة سوريا فتبلغ 185 ألف كيلومتر مربع، منها 33%، أي ما يعادل 62 ألف كيلومتر مربع، جزءاً من أراضي كوردستان سوريا.
 
"التعامل بواقعية"
 
ونوّه هوشنك درويش، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في إقليم كوردستان، خلال مشاركته في البرنامج من السليمانية، إلى أن "الفيدرالية والاستقلال والإدارة الذاتية تحتاج إلى مفاوضات سياسية، حيث يجتمع جميع الأطراف حول طاولة واحدة للحوار".
 
بشأن مطالبهم، قال إنها واضحة، وهي أن تُدار سوريا بنظام لا مركزي، مستطرداً أن على الكورد "التعامل بواقعية مع تطورات الأحداث في سوريا".
 
"خلافات في الفهم"
 
من جهته، أعرب محمد علي، عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا، الذي كان أحد ضيوف البرنامج، عن الأمل في أن يُعمّروا البيت الكوردي من خلال "الوحدة والموقف المشترك".
 
في ردّه على سؤال من رنج سنكاوي حول أسباب تعليق المفاوضات مع الأطراف الكوردية الأخرى، أوضح محمد علي: "عقدنا العديد من الاجتماعات وبذلنا جهوداً كبيرة، ولكن كانت هناك خلافات في الفهم بيننا بشأن نقاط عديدة. قمنا بوضع عدد من النقاط الإدارية والعسكرية، ولكن حزب الاتحاد الديمقراطي لم يستمر في الاجتماعات، ولذلك علقنا المشاركة أيضاً".
 
عن أبرز نقاط الخلاف، قال محمد علي إن إحدى القضايا كانت تتعلق برحيل حزب العمال الكوردستاني، أما الثانية فكانت مصير المعتقلين والمفقودين، في حين أن الثالثة "وهي الأهم"، تمثلت في طبيعة المشروع الكوردي وآلية التوجه إلى دمشق.
 
وإذ أعرب عن استعدادهم للمضي قدماً، بيّن أنهم لم يتلقوا رداً من قوات سوريا الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي.
 
"السلاح بيد قوة كوردية واحدة"
 
رئيس مركز "Vision Foundation" للدراسات، عدنان عثمان، وصف من جانبه الوضع الجديد في سوريا بالنسبة للكورد بـ"مرحلة مخاض لولادة جديدة".
 
وأضاف عثمان: "اليوم، جزء آخر من كوردستان يناقش مصيره وكيفية إدارة شؤونه. من حق الكورد أن يحلموا بدولة مستقلة وتقرير المصير، لكن مستقبل كوردستان سوريا لا يزال غامضاً. على الكورد أن ينظروا إلى الوضع بواقعية بعيداً عن العاطفة".
 
وأشار إلى "خطورة نزع سلاح الكورد"، مؤكداً على أهمية أن "يكون السلاح بيد قوة كوردية واحدة"، لأن عدم تحقيق ذلك "قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، كما شهدنا سابقاً في إقليم كوردستان".
 
"أمة من 40 مليون نسمة لا يمكن تجاهلها"
 
بدوره، قال مدير مركز رووداو للدراسات، زريان روجهلاتي: "بعد الحرب العالمية الأولى، كان عدد الكورد في كوردستان سوريا 160 ألف نسمة، أما اليوم فإن الكورد أمة تعدادها 40 مليون نسمة ولا يمكن تجاهلها".
 
في الوضع الحالي، رأى أن "قوات سوريا الديمقراطية بحاجة إلى المجلس الوطني الكوردي والعكس صحيح. فالمجلس الوطني الكوردي لا يمكنه تحقيق أي مكاسب في دمشق بدون قوة على الأرض (قوات سوريا الديمقراطية)".
 
كما أن "قوات سوريا الديمقراطية لا يمكنها التوصل إلى اتفاق مع أحمد الشرع بدون المجلس الوطني الكوردي، من الناحية السياسية والمصالح المالية، ويجب على هذين الطرفين التوصل إلى اتفاق"، وفق روجهلاتي.
 
وشارك في البرنامج أيضاً الكاتب والمحلل زكريا هساري، الذي أكد ضرورة أن "ترافق هذه المرحلة الجديدة مواقف وتغييرات تتماشى مع طبيعتها".
 
ولا يحبذ هساري "وصف الكورد بأنهم القومية الثانية في سوريا، بل يجب القول إن سوريا تتألف من قوميتين رئيسيتين هما الكورد والعرب، إلى جانب عدة قوميات ومكونات أخرى".
 
من جهته، قال فاروق حاجي مصطفى، مدير منظمة "برجاف" لتطوير الديمقراطية والإعلام وأحد ضيوف البرنامج: "نحن ككورد لا نمتلك أوراق ضغط قوية، ولكن كما تمثل الدوحة درعاً للعرب، فإن أربيل هي درعنا".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب