رووداو ديجيتال
كشف وزير الثقافة والشباب الأردني الأسبق، محمد أبو رمان، في حديثه عن تحليل ملايين المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الأحداث في غزة، أن الرواية الإعلامية في البداية كانت تهيمن عليها اللغة الإنجليزية، وكانت تميل لصالح الرواية الإسرائيلية، حيث استند جزء كبير منها إلى الدعاية الإسرائيلية.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية من اليوم الثاني لمنتدى أربيل، الذي انطلقت أعماله أمس الأربعاء (26 فبراير 2025)، والذي ينظمه مركز رووداو للدراسات.
وأشار، إلى أن الرواية التي انتشرت حول أحداث 7 أكتوبر، بما في ذلك مزاعم قتل الأطفال وقطع الأعناق، تبناها الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أن يعود ويعتذر عنها، معترفًا بأنها لم تكن صحيحة.
وأوضح، أبو رمان أن نسبة كبيرة من الحسابات التي استخدمتها إسرائيل في هذه الحرب الإعلامية كانت من الهند وليست من إسرائيل، مما يؤكد وجود استعداد إسرائيلي مسبق لحرب إعلامية وسيكولوجية رئيسية ضمن الحرب على غزة بعد 7 تشرين الأول.
في المقابل، شهدت الساحة حرب روايات مضادة من الجانب الفلسطيني والعربي، والتي تمكنت من إحداث تأثير ملحوظ. وأشار أبو رمان إلى أن استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة أظهرت أن نحو نصف الشباب الأمريكي يرفضون الرواية الرسمية التي تروجها وسائل الإعلام التقليدية الأمريكية، مؤكدًا أن الحرب الأخيرة كانت بالفعل "حرب روايات" بين إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة من جهة، وبين الفلسطينيين ومؤيدي القضية الفلسطينية في العالم العربي من جهة أخرى.
وأضاف أبو رمان، أن التطورات الأخيرة في الحرب على غزة أثبتت أن مفهوم المهنية الإعلامية لم يعد موجودًا، وأن الحديث عن حرية الإعلام لم يعد ممكنًا، حتى في وسائل الإعلام الغربية.
وأكد، أن "السيطرة على الإعلام لم تعد حكرًا على الحكومات كما كان في السابق، بل دخلت وسائل التواصل الاجتماعي بقوة في إعادة تعريف المشهد السياسي، خاصة في العالم العربي، حيث أصبحت منصات التواصل أداة بيد الشباب للخروج من هيمنة الأنظمة الشمولية".
ولفت، إلى أن "هناك تحولًا جديدًا، حيث أصبحت وسائل الإعلام مزيجاً من الدعاية الإعلامية وشركات العلاقات العامة، التي تعمل على إدارة المعتقدات والتأثير في الرأي العام بدلاً من مجرد نشر المعلومات".
وبين، أن إدارة الإدراك أو "Perception Management" أصبحت أكثر أهمية في المؤسسات الإعلامية، مما أدى إلى غمر المواطنين بالمعلومات بطريقة موجهة تخدم أجندات محددة.
واختتم أبو رمان حديثه بالتأكيد، على أن المرحلة التي كان يُعتقد أن حرية المعلومات ستعزز الحرية الفكرية، أصبحت في الواقع مرحلة يتم فيها توجيه العقول والسيطرة على السيكولوجيا الجماهيرية، مشددًا على أن حرب غزة كانت نقطة تحول خطيرة في هذا المجال.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً